وجدت في كلام الدكتور طارق شوقي مع قناة السي بي سي إجابات عن أسئلة كثيرة شغلتني منذ الإعلان عن إطلاق مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي «بنك المعرفة المصري». فلم أكن أعرف تحديدًا أهداف المشروع أو تفاصيله وكذلك لم تلك الصورة واضحة حول المستفيدين من هذا المشروع وما الفرق بينه وبين مكتبة الأسكندرية مثلا التي تملك أرشيفًا عالميًا للإنترنت. أوضح الدكتور شوقي أن المشروع يمثل خطوة نحو بناء مجتمع متعلم عن طريق إتاحة العلوم والمعارف الإنسانية بشكل ميسر لكل مواطن مصري. وأضاف: أن البنك هو أكبر مكتبة رقمية في العالم تتكون من المحتوي المعرفي لأكبر دور نشر في العالم مثل سبرنجر نيتشر، وناشيونال جيوجرافيك، وديسكفري، وايلسفير، وكامبريدج، واكسفورد، وثومسون رويترز، والعشرات من الناشرين. وأشار الدكتور شوقي إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن في عيد العلم في ديسمبر 2014 عن مبادرة «نحو مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر» والتي يندرج تحتها العشرات من المشروعات القصيرة، والمتوسطة، وطويلة المدي. شدني كلام الدكتور طارق وإيضاحاته عندما سأل مقدم البرنامج عن الفرق بين بوابة بنك المعرفة المصري وبين المتاح علي الإنترنت عبر ملايين المواقع الإلكترونية حول العالم ؟ قال : المحتوي الرقمي الذي بحثنا عنه من خلال لجان متخصصة سافرت إلي بلاد العالم وقابلت أكبر الناشرين والباحثين المتخصصين هو محتوي غير متاح مجانا علي الإنترنت. قمنا بالتعاقد علي شرائه بحيث يصبح ملكا لمصر، ثم تتم إتاحته مجانا ليستفيد منه كل طفل وشاب ورجل وامرأة في كل محافظات مصر. عرفت أيضا أن الجزء الأعظم من هذا المحتوي الغني بالمعرفة سيكون بالإنجليزية، وسوف يكون علي نفس البوابة كورسات لتعليم الإنجليزية في ستة أسابيع لمن لا يتقنها. وقال الدكتور طارق نحن نستهدف الأطفال بهذا المشروع في المقام الأول لأن العلم والمعرفة هما طريق التنمية والتطور ولهذا فهناك محتوي مذهل تعليمي ترفيهي في الوقت نفسه موجه للطفل المصري في كل مكان. فالطفل الذي لم يدخل مدارس أجنبية سيحظي بنفس المحتوي لمثيله الذي يدرس في تلك المدارس وربما المحتوي الذي جلبناه يفوق المقدم في المدارس الأجنبية من حيث التنوع والحداثة. و ردا علي سؤال حول موعد إطلاق المشروع القومي - الرائد فعلا - في رأيي قال الدكتور طارق : سيتم في أول يناير 2016. وسيعلن عن عنوان البوابة حتي يتاح للجميع استخدامها مجانا. وعن مدي استفادة الغالبية العظمي من الشعب من ذلك المشروع الكبير قال : لو أفاد المشروع 10 % فقط من الشعب المصري نكون قد نجحنا في احداث نقلة حقيقية في مستوي مصر العلمي والحضاري، وهذا هو مفتاح الانطلاق إلي مجتمع المعرفة الذي يتسابق العالم كله للحاق به. بصراحة.. شابو لك سيادة الرئيس فالمشروع الذي يعمل علي بناء الإنسان هو الأولي والأهم. فالبشر قبل الحجر.