المصري الذي يتنازل عن جنسيته أو يشارك فيها مع أخري ولو بكنوز الدنيا وكل اغراءاتها لا يستحق منا حتي العتاب أو اللوم، لا أتعاطف معه لان الجنسية المصرية لا تباع دافع عنها الملايين من ابناء هذا الوطن وضحوا بأرواحهم التي هي أثمن وأغلي شيء في الوجود دون أن يطلبوا مقابلا ولا شكراً من أحد، ذهبوا راضين مرضيين إلي بارئهم بعد أن حافظوا علي تراب بلدهم بدمائهم. نعتز بمصريتنا حتي ولو اغلقت كل ابوابها في وجوهنا لانها ببساطة لا ذنب لها إذا اخطأ أحد ابنائها أو بعضهم واساءوا لها بجعل حياة الناس جحيماً ولكن هذا لا يبرر لمن شرب من نيل مصر واكتسي من صنعها وأكل من زرعها ان يعلن صراحة انه سيكتسب بجانبها جنسية اخري يجد فيها راحته وضالته ولو كان الثمن كنوز قارون. ساقتني الظروف لاستمع عبر أثير الاذاعة إلي قصة شاب مصري عمره 17 عاما (ولم اخطيء الرقم سبعة عشر عاما) سافر إلي الخارج مبعوثا لاحد المؤتمرات باعتباره كما تقول حكايته «مخترع» رغم صغر سنه أبدع واكتشف مجموعة من الافكار حصل بها علي المراكز الاولي وفهمت من المذيعة المتحمسة لحالة الشاب إلي أنه داخ السبع دوخات من أجل ان يتبني أحد اختراعه الذي سيكون له في عالم الكهرباء علي ما أتذكر باع طويل واختراع اخر لا أعرف في أي مجال، المهم أن الشاب الذي استضافته عبر التليفون شرح حكايته ببساطة في انه قد نسب إليه انه يتبع تيارا أو فصيلا معينا علي غير الحقيقة وانه لذلك اضطهد ولم يذكر من تسبب في ذلك. كل هذا جميل شاب مخترع له حق الرعاية علي دولته ان تصرف عليه ليكبر ويبدع ونشجعه كلنا ولم لا طالما انه نبت طيب بأفكاره يمكن ان يستفيد منه البلد خاصة اذا كان اختراعه قد تم تقديره علي المستوي الدولي وفي مؤتمرات أو مهرجانات عالمية لاختراعات كما هو ثابت ولكن استوقفني في ردود الطالب المخترع الصغير ما اعلنه صراحة بقوله انا قدمت اختراعاتي ولكني لم احصل من مصر الا علي شهادات تقدير وسألته المذيعة وماذا كنت تريد واجابها التقدير المعنوي والمادي وهو ما وجدتهما في الامارات التي رحب المسئولون فيها بي وقدموا لي كل العون ولذلك فأنا سأمثلها من الآن فصاعداً في كل المؤتمرات العلمية الخاصة بالاختراعات وسأرفع علمها! أنا معه وله كل الحق في أن هناك من لا يهتم بالمخترعين الصغار علي مستوي كل الوزارات وهناك من المستشارين من يهيفون أي اختراع ويسفهون من يقوم به خاصة اذا كان « عمره صغيراً» كمصطفي الصاوي حقق نجاحات شهد له بها العديد من المحافل الدولية وكان أبسط شيء أن يحاول أي مسئول في الكهرباء مثلا تبني فكرته أو حتي دراستها باستفاضة فقد تكون حلا لمشاكل نعاني منها ولكن هذا لم يحدث ولذلك طفش الشاب تحت أي مسمي واتمني الا يكون وراء ذهابه لجنسية موازية اخري مؤامرة محكمة تنسج خيوطها حول كل من يمكنه ان يساعد بلدنا وكم اتمني كما طلب الشاب والمذيعة التحقيق من الموضوع بلجنة خاصة من رئاسة الجمهورية تقدم تقريرا قد يكون فيه الحل لمثل تلك المشاكل. قطعا هناك من حرض ذلك الشاب صغير السن علي هذا المسلك، أنا لا أتعاطف معه مطلقا لانه ببساطة لم يحترم جنسية بلدي وبلده التي كان عليه ان يصرخ ويصرخ ويصرخ بأعلي صوته ليصل إلي المسئول بشكواه وألا يستمع إلي من حرضه ان يشاركه فيها بلد اخري لانها أغلي من الدنيا كلها ولو جمعت له كنوز قارون. لن أتعاطف معه حتي ولو قال أنا أحب السيسي وردد عبر الأثير تحيا مصر تحيا مصر لان مصر أكبر منه ومنا ومن الجميع.