بيوت عزبة المطار غرقت .. والمسئولون: كله تحت السيطرة أكثر من 30 ساعة عاشها أهالي عزبة المطار، الواقعة في نطاق حي شرق بالاسكندرية، يحاولون شفط المياه التي أغرقت بيوتهم ودمرت أساساتها، وسط صرخات تتعالي طلبا لنجدة المسئولين دون استجابة، بينما تزداد المعاناة مع إنقطاع التيار الكهربائي. بمجرد ما أن تطأ قدمك المنطقة ستشاهد أساسات وبطاطين مشبعة بمياه الأمطار التي إختلطت بمياه الصرف، وضعها المواطنون أمام منازلهم بعد غرقها، في حين تنبعث رائحة مياه الصرف في أرجاء المكان لتزيد من صعوبة الموقف. غاب المسئولون عن المنطقة المنكوبة في الإسكندرية، ففي الوقت الذي خرجت فيه القائم بأعمال محافظ الاسكندرية، الدكتورة سعاد الخولي، أكثر من مرة في القنوات الفضائية لتؤكد أن الوضع تحت السيطرة، كان هناك الالاف من المواطنين التي اختلطت دموعهم بالمياه حزنا علي بيوتهم التي أصبحت كبيوت الاشباح يسكنها مياه الصرف ولم يجدوا سوي التضرع الي الله أملا في أن يخفف عنهم معاناتهم. «الأخبار» قامت بجولة في عزبة المطار والتقت عددا من أهالي المنطقة وكانت البداية مع صابر أبو زيد، الذي انهمك في انتشال ما تبقي من أساسات عفشه من داخل الشقة التي تقع في الطابق الارضي للمنزل القديم، بينما يتمتم بكلمات « والله اللي بيحصل لنا دا ما يرضيش ربنا». ويشير « أبو زيد» أنه مع اشتداد الأمطار اندفعت المياه الي شقته مختلطة بمياه الصرف الصحي وتأخذ معها كل الاساسات، لافتا الي أنه منذ بداية النوة وحتي الان وهو يحاول شفط المياه وتنظيف الشقة. ويضيف : «أعيش هنا أنا وأسرتي المكونة من 5 أفراد، وبتنا ليلتنا في الشارع لعدم وجود مأوي أخري لنا» قائلا: «رميت كل حاجة هعمل ايه مش هنقول غير يا رب وبس مفيش مسئول هييجي يشوفنا». في الشقة المجاورة له تقطن عروسة وزوجها وطفلهما الذي لم يكمل بعد شهرين، لا يمكنك الدخول للشقة بعد أن غمرتها المياه، ودمرت أساسهم بينما تجلس شقيقتهم علي الباب تزرف الدموع علي ضياع محتويات الشقة بينما ذهب مصطفي حسن ليأتي بسيارة ينقل فيها الاساسات التي عاش سنوات لكي يشتريها لتكوين عش الزوجية ولم يكن يعرف أن أول نوة ستدمرها. وتقول شيماء حسن، شقيقة الزوج المتضرر، إن الاجهزة الكهربائية دمرتها المياه وأصبحت غير صالحة، لافتة الي أن الطفل الصغير يعاني من مرض في القلب وأوضاعهم المالية سيئة. « حسبي الله ونعم الوكيل تعالوا شوفوا ايه اللي حصلنا مفيش مسئول عاوز يعبرنا، تقولها السيدة بينما تحاول نقل ما تبقي من محتويات الشقة الغارقة في المياه، ثم يخرج شقيقها « فوزي عبد المعطي»، ليقول : «احنا عايشين اهه زي ما انتو شايفين .. وأنا اعيش أنا وأسرتي المكونة من زوجتي وأولادي وأختي تعيش معنا في المنزل». ويضيف : دا يرضي مين ميرضيش حد.. البطاطين اتغرقت وابتهدلنا حتي كُتب أبنائي أغرقتها المياه هيروحوا المدرسة ازاي دلوقتي». في الشارع المجاور لهم وقف رجل سبعيني يدعي جمعة حسين علي، وعلي وجهه اثار المياه المختلطة بالصرف الصحي، بينما يقوم ابنه بنزل المياه من داخل الشقة قائلا: «انا عايش هنا انا مراتي وعيالي وبيتنا غرق.. نعمل ايه طيب ذنبنا اننا عايشين في الدور الارضي». ويتابع الرجل والغضب علي وجهه: «ذنبنا اننا فقراء .. هو الفقير يموت في البلد دي ..ولا فيه اي حد من المحافظة سأل علينا حرام اللي بيحصل لنا دا ». وناشد « جمعة» المسئولين بضرورة النظر الي المناطق الفقيرة في أوقات الشتاء وليس فقط للمناطق الراقية وطريق الكورنيش بعد أن تحولت حياتهم الي جحيم.