[email protected] مصر لن تعود إلي الوراء.. مصر بعد 25 يناير تغيرت إلي الأبد.. مصر الديمقراطية الحقيقية.. لا فرق بين وزير وغفير.. كلنا مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات.. من الضروري ونحن نصنع مصرا جديدة أن نتخلص من الإعلام المقيت.. الإعلام الذي صنع آلهّة وعبدها ولم يكتف بذلك بل طالب الناس أن يعبدوها ومن ثم ألهوها فتضخمت ذواتهم وطالت قاماتهم عنان السماء وتحولت مصر إلي طبقتين بينهما هوة واسعة فكانت تلك الثورة المجيدة .. ثورة شباب 25 يناير التي حررت المصريين من عبوديتهم وأصنامهم التي صنعها إعلام لا يسبح إلا بحمد الحكام وظلمنا أنفسنا " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " . لا نريد لهذا الإعلام أن يعود مرة أخري.. نريده إعلاما صادقا يعبر عن نبض الجماهير.. إعلاما يحترم القارئ.. إعلاما يحبه الناس لا يتبني رأي النظام ولكن ينتقده بصدق وموضوعية.. يختار طريقا جديدا ليعود إلي صفوف الجماهير ليكون السلطة الرابعة بحق.. يستطيع أن يغير ولا يتغير يعالج مشاكل الأمة يكون رقيبا علي أداء المسئولين نيابة عن الشعب الذي يمثله .. سئمنا من هؤلاء الذين يمجدون الأصنام.. الذين يبحثون عن مجد زائل ولا يخافون رب العالمين.. إعلام تصنعه الجماهير ويحترم دماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل التغيير.. من أجل مصر الجديدة التي ترفل في ثوب العزة والمجد.. لابد للصحف القومية أن تتخلص من تهمة الانتماء للحاكم وأن يكون ولاؤها للشعب.. نريد رؤساء التحرير ومجالس الإدارة بالانتخاب لا بالتعيين ليصبحوا في خدمة الشعب.. هذا الإعلام المظلوم الذي ظلم العاملون فيه رغم وطنيتهم التي لا يشكك فيها أحد والتي يزايد عليها الآخرون.. نريده إعلاما لا يتبع مجلس الشوري ولا يشرف عليه أو يكون المسئول عن تعيين مسئوليه.. من هنا يعود الحق لأصحابه ومن هنا يكون هذا الإعلام المرآة الصادقة للمجتمع فعلا لا قولا.. ينبغي أن يمتلك العاملون في المؤسسات القومية صحفهم .. يمتلكون فيها أسهمها ليشعروا بالمسئولية والانتماء.. لتصبح المؤسسات القومية بيوتهم.. وقتها سوف يختفي المنافقون والتابعون وتابعو التابعين.. وقتها سوف تعلو هامات الصحفيين ليحاسبوا المسئولين مهما علت أقدارهم ومناصبهم.. وقتها لن يصبح الصحفي مستشارا للوزير.. لن يمد يده .. لن يقبل الرشوة .. لن يكون مندوبا للوزير في صحيفته بل يصبح رقيبا عليه لينصلح حال البلد الذي تعرض للنهب طوال تاريخه وحاصرته الأزمات والمحن .. هذا البلد الأمين الذي تعرض للهزائم بسبب فساد المسئولين ونفر من الصحفيين باعوا ضمائرهم ووضعوا أنفسهم تحت أقدام المسئولين من أجل مجد زائل لا يغني ولا يسمن من جوع.. من أجل ثروة زائفة ووهم خادع وتمسكا بدنيا فانية.. نسوا الله فأنساهم أنفسهم.. تغاضوا عن فساد من عينوهم في مناصبهم ولم يدركوا غضب الجماهير التي خرجت تقاوم الفساد الذي استشري في البلد كما النار في الهشيم .. نريد أن يعود للصحافة القومية دورها المفقود.. نريدها سلطة حقيقية تعطي للعاملين فيها ما يساعدهم علي العيش الكريم.. نريدها صحافة عادلة لا يحصل فيها البعض علي عشرات الآلاف من الجنيهات بينما الأغلبية تعيش علي حد الكفاف.. هناك من لا يستطيع أن يزوج ابنته أو يعلم أولاده تعليما مناسبا أو يوفر لأسرته عيشا كريما.. قرأت واطلعت علي مال الدولة السايب الذي نهبه بعض كبار الموظفين بالمستندات.. وسمعت وتأكدت بنفسي عن الموظف الكبير بوزارة الثقافة الذي يحصل علي عشرات الآلاف شهريا إتاوة وفردة من كل القطاعات التابعة له لأنه يشغل منصب مدير مكتب السيد الوزير.. إنني أدعو كل من يمتلك مستندا يدينه وهم كثر أن يتقدم ببلاغ ضده لجهات التحقيق فلم يعد للخوف مكان في مصر الحرية.. مصر 25 يناير.. أمنية أخيرة أتمني ألا يحاسبنا المولي علي سكوتنا علي هذا الفساد فالساكت عن الحق شيطان أخرس.