رسائل عديدة حملها اجتماع المجلس الاعلي للقوات المسلحة للجميع.. سواء الحكومة أو الجماهير من المتظاهرين والمتابعين للاحداث. هكذا يري الخبير العسكري اللواء متقاعد محمد علي بلال قائد القوات المصرية في حرب الخليج الاولي ويضيف.. اذا نظرنا للصور التي بثها اجتماع المجلس الاعلي للقوات المسلحة نكتشف أهم الرسائل.. فالرئيس حسني مبارك هو القائد الاعلي ورئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة.. ويجب الا ينعقد المجلس الا بدعوة من رئيسه وحضوره شخصيا.. وهذا ما لم يتحقق.. فقد اجتمع المجلس الاعلي بدون حضور الرئيس.. وهذا معناه ان الرئيس مبارك لم يصبح القائد الاعلي للقوات المسلحة. النقطة الثانية ان القوات المسلحة لا تصدر بيانات الا في حالة الحرب.. ونحن لسنا في حالة حرب.. او في حالة تسلمها مقاليد البلاد بفعل احداث تهدد امن وكيان الدولة.. وبصدور البيان الاول كانت الرسالة واضحة ان المجلس الاعلي للقوات المسلحة اصبح بنسبة كبيرة صاحب السلطة في مصر.. ويعني ايضا انه من المنتظر ان يتخذ عدد من الاجراءات والقرارات التي تضمن تنحي الرئيس عن الحكم وتولي المجلس المسئولية في مصر وهو بالطبع ما بدأت عملية بحثه عقب صدور البيان الاول وهو كيفية نقل السلطة في البلاد الي القوات المسلحة.. من خلال عملية بحث وحوار سواء بين رجال القوات المسلحة او مع مسئولين وخبراء آخرين خارج المؤسسة العسكرية حتي تراعي هذه الاجراءات النواحي القانونية والدستورية ومعني ان تتولي القوات المسلحة مقاليد البلاد ان جميع المؤسسات الدستورية داخل البلاد مثل مجلسي الشعب والشوري ومجلس الوزراء وغيرها من المؤسسات كأن لم تكن وهذا بالطبع سوف يبعث الطمأنينية لدي جميع افراد الشعب. سألنا اللواء محمد علي بلال عن امكانية اعلان الاحكام العرفية في هذه الحالة فأجاب الاحكام العرفية معلنة بالفعل من حوالي 03 عاما وهو ما يعرف بحالة الطواريء. ربما لم تكن تطبق الاحكام العرفية او قانون الطواريء بصورة كاملة.. لكن الواقع اننا كنا في ظل حالة طواريء واحكام عرفية.. وحول تقييمه لهذ التطورات.. يقول الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال الوضع وصل لمرحلة كانت تستدعي تدخل حاسم للقوات المسلحة.. فقد كانت هناك المظاهرات التي تشهد تزايدا يوما بعد يوم. وتطالب برحيل الرئيس ومعني رحيله وجود حالة دستورية قد لا ترضي الكثيرين.. ومع استمرار المظاهرات كان لابد من تدخل القوات المسلحة واتخاذ اجراءات سريعة وفورية. وخلال هذه الازمة زادت ثقة وحب جموع الجماهير لجيشها فهو حامي مطالب الشعب وضمان الامن والاستقرار في ربوع مصر.