هل أحلم.. إذا كنت أتمني ثورة علي المحليات تبتر بمشرط جراح شاطر كل فاسد ومرتشي، لقد فاض الكيل منها بسبب كوارثها الدرامية الفاضحة إذا كنا سننتظر حتي انتهاء الانتخابات البرلمانية لاجراء حركة المحافظين الجديدة فعلي الوزارة الحالية التي قطعا سينالها التغيير بعد البرلمان ان تضع الضوابط الحازمة لاختيارهم، قد يقول قائل ان لكل حديث مقال ولكل وقت شأنه ولكن ذلك لا يمنع أبدا ان نعد انفسنا لاختيار واعداد الصالح الذي يمكنه ان يخدم الناس وان نعد دليلا يمكن الدولة من ان تنتقي من لديه القدرة علي حل مشاكل الناس وتوفير الحياة الكريمة لهم ويبحث عن سبل التطوير والانجاز في محافظته ولم الناس حوله بمشروعات تنموية واقتصادية توفر القوت والعمالة والاستقرار. عيبنا اننا نعمل في جزر منعزلة الوزارة والوزير يعدون خطة ثم بعد ان يرحل تتغير بأفكار جديدة قد تكون عكس ما تقرر سابقا وتلك مصيبة فمن المفترض ان الخطط توضع لجيل أو اجيال ولا تتغير بتغير الاشخاص من اجل التنمية والا يكون ما نقوم به مجرد تسديد خانات وقتية تنقضي مع كل صباح. نحن في الحقيقة نحتاج لثورة في المحليات لانها بصريح العبارة سر بلاء هذا الوطن وشقائه بفسادها وافسادها فلولاها ما جرؤ انسان علي كسر القانون والعبث به. كأمثال هؤلاء الذين يمدون اياديهم ويفتحون ادراجهم للرشوة علينا بترهم تماما كما يفعل الجراح الماهر الذي يعرف الداء وعلاجه. ضاعت الأرض الزراعية لاهمال المحليات وضعفها وتواطؤها وارتشائها وللأسف ذلك يتم حتي الآن تحت سمع وبصر عشرات المحافظين واجهزتهم العاجزة عن حمايتها، عشرات المباني والمساكن تقام بلا تراخيص وبلا اوراق ونفاجأ أن الخدمات قد تم توصيلها جهارا نهارا وفجأة ولا نملك الا ان ننظر «مشدوهين» لذلك، والغريب ان تلك المحليات ومن يديرونها لديهم كل التبريرات والتفسيرات حتي اذا وقعت كارثة اخرجوها من ادراجهم المفتوحة اصلا ليبرئوا ساحاتهم وللاسف ينجحون ويخرجون لنا ألسنتهم وللقانون. لا نريد محافظا خائفا مرتعشا مترددا ولا مسئولا تسبقه رائحته وسمعته السيئة وللاسف هناك الآلاف منهم يحتلون الآن أماكن حساسة يتحكمون بها في مقدرات الجماهير التي ضجت منهم، ولا نريد المحسوبية والجمايل في اختيار تلك القيادات لان ذلك هو الذي جعل الكفاءة البند الأخير في احتلالهم لمواقعهم الحساسة فكانت الكارثة علي مصر كلها. فاذا كان عمر الوزارة الحالية وفقا للدستور هو شهرين أوازيد أو أقل فإن علينا ان نخصصها لوضع الأطر العامة لقضايانا الهامة وكيفية حلها والخروج من عنق الزجاجة بها.. اذا وضعت الحكومة تلك التصورات خاصة فيما يتعلق بالمشكلة الرئيسية المتعلقة بالناس وهي المحليات فسوف نضمن لها الاستمرار والبقاء في عملها مع اي فصيل سياسي تفرزه الانتخابات يصبح له حق تشكيل الحكومة تبعا لذلك. نطالبها باتخاذ ما يلزم للضرب بيد من حديد علي كل مرتش وكل متكاسل وكل ضارب بالقانون عرض الحائط وان تفضحه عند ذلك فقط سوف نبدأ مرحلة ما بعد الانتخابات علي نظافة ونصفق لها. اسوأ ما فينا اننا كأفراد من يساعد علي ذلك خوفا وترددا مع ان كل منا صاحب حق لو طالب وتمسك به ما جرؤ انسان علي طلب رشوة أو اكرامية للحصول عليه لان طالبها ببساطة موظف لدي الدولة التي عليها ان تحقق لنا طموحاتنا وإخلاله بوظيفته يلزمنا بالمطالبة ببتره وابعاده. المحليات هي سر مشاكلنا وكم اتمني من الوزير د.احمد زكي بدر ان يتفرغ تماما لدراسة وضع اطر عامة لكيفية اختيار المحافظين ومسئولي المحليات بالكفاءة بعد ان طفح الناس الكيل منها وفاض.