جاء الافتتاح التاريخي لقناة السويس الجديدة ليؤكد للعالم كله أن مصر علي أعتاب مرحلة جديدة في كل شيء وفي كل مجال، حيث ستفتح هذه الخطوة المجال أمام الاقتصاد المصري بمختلف اتجاهاته للانطلاق نحو أفاق جديدة أكثر تنوعا. ولعل قطاع الزراعة سيكون له دور كبير في هذا الأمر، حيث أنه من المتوقع أن يتم خلال الفترة المقبلة التوسع في زراعة أراضي مشروع المليون فدان، فضلا عن الانطلاقة الكبيرة في مجال الاستزراع السمكي عالي الجودة الذي ينتج أنواعا عديدة ومتنوعة من الاسماك ما جعلها تحتل المركز الاول افريقيا في مجال الاستزراع السمكي والثامن عالميا. وأكد الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن قناة السويس الجديدة تعتبر رسالة حقيقية للعالم بأسره علي قدرة مصر علي استعادة أمجادها، معتبراً القناة هدية مصر للعالم وهو دليل علي استمرار قدرتها علي العطاء المستمر، مشيرا إلي أن افتتاح القناة الجديدة سيكون له أثر إيجابي علي التنمية الزراعية الشاملة، خاصة في حركة الصادرات الزراعية للخارج، مما يساهم في فتح أسواق جديدة وزيادة كمية الصادرات، وزيادة التنافسية للسلع المصرية. التصنيع الزراعي وقال «هلال» إن القناة الجديدة مشروع ضخم سيعمل علي زيادة حجم الصادرات الزراعية من 4.6 مليار دولار حاليًا إلي ما يقرب من 8 مليارات خلال السنوات الخمسة القادمة، مؤكدا أنه تم وضع خطط لطرح مخطط لإقامة مناطق للتصنيع الزراعي شرق قناة السويس، ومشروع تنمية سيناء، من أجل تحقيق التكامل مع المشروعات الأخري المتعلقة باللوجستيات التي سيتم البدء فيها. وأكد انتهاء الإجراءات الخاصة بالتعاقد لتشغيل التيار الكهربائي بالقرية، والانتهاء من الأمور المتعلقة باكتمال البنية الأساسية للمشروع، علي أن يتم افتتاحها علي هامش الاحتفالات بافتتاح قناة السويس الجديدة، مشيرا إلي استمرار تنفيذ خطة الوزارة في حل جميع مشاكل القرية من خلال لجنة تنسيقية تجمع بين خبراء وزارتي الزراعة والري مهمتها تذليل جميع العقبات التي تواجه استكمال الأعمال بها لتكون نموذجا للمشروعات القومية لاستصلاح الأراضي، وملتقي للتنمية الزراعية يربط بين التنمية في سيناء ومحور قناة السويس. الاستزراع السمكي ومن جانبه قال خالد الحسني، رئيس هيئة الثروة السمكية، إن مشروع الاستزراع السمكي في القناة سيعمل علي تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد من بعض أنواع الأسماك، علي رأسها «الدنيس» و»القاروص»، وهي من الأسماك التصديرية ذات القيمة الاقتصادية العالية، كذلك تغطية النقص أو الفجوة الغذائية التي تعاني منها مصر في البروتين السمكي، أسوة بدول البحر الأبيض المتوسط. وأكد أن مصر تستورد 60% من احتياجاتها من الأسماك، وبإقامة مشروعات الاستزراع السمكي حول القناة الجديدة، لن تحقق الاكتفاء الذاتي فقط، لكنها ستسمح بالتصدير إلي أوروبا، خاصة أنه سيتم استزراع أنواع تصديرية لإقبال المستهلك الأوروبي علي أسماك مثل «الدنيس» ببحيرة البردويل وذلك لأنها غير ملوثة لاختلاف مياهها عن المياه العذبة التي تنتج أسماكا ليس لها قبول عند المستهلك الأوروبي. وقال إن مشروع الاستزراع السمكي بقناة السويس سيعمل علي زيادة إنتاجية مصر من البروتين، لافتا إلي أنه تم تجهيز 1300 حوض سمكي من إجمالي 3800 حوض سمكي وملئها بالمياه المالحة، وأن المساحة الإجمالية المخصصة للاستزراع السمكي تبلغ 5500 فدان، وعلي امتداد مساحة تصل إلي 120 كيلو متراً وباستثمارات 4 مليار جنيه. ولفت إلي أنه سيتم إنشاء مفرخات بحرية أيضا يمكنها أن تمد هذه المزارع المكثفة باحتياجاتها من الزريعة بدلا من الاعتماد علي صيدها من البحار أو البحيرات الشمالية الأمر الذي يؤثر إيجابيا علي المخزون السمكي في هذه البحيرات، بالإضافة إلي أن هناك اتجاها لإنشاء مجموعة من مصانع الأعلاف التي يمكن أن تغطي احتياجات هذه المزارع من الأعلاف المتخصصة من الأسماك، وأضاف «الحسني»، أن الأنتاج السمكي يعطي عائدا أقتصاديا يقدر بنحو 6 مليارات حسب أحصائيات الهيئة، حيث أن هناك خطة لزيادة الانتاج من الزريعة لنصل بها إلي 65 مليون زريعة سنويا، لافتا إلي أنه جاري التوسع في إنشاء المفرخات والتي بلغت حاليا 11 مفرخ، بالإضافة إلي أنه جاري العمل في إنشاء 4 آخرين حاليا.