فايزة واصف مازالت في القلب والذاكرة لا ننساها ولن ينساها المشاهدون من عدة أجيال مضت منذ بداية الارسال التليفزيوني وحتي السنوات القريبة.. دخلت كل البيوت واستقرت في كل القلوب بكل هدوء ووقار.. عايشت مشاكلنا الاجتماعية الزوجية والأسرية ومشاكل البنات والشباب المراهقين.. الكبار والصغار.. هي الرائعة فايزة واصف.. التي اختفت من الشاشة الصغيرة منذ سنوات قليلة.. ولو تم عمل استبيان - كما في الدول المتقدمة - لعادات علي الفور ببرنامجها الشهير جدا جدا »حياتي« الذي نالت من خلاله النجومية والاحترام وكان من السمات البارزة علي خريطة التليفزيون.. ومن سر نجاح هذا البرنامج التطوير والابداع المستمر الذي كانت تقوم به فايزة واصف بصفة مستمرة من اعداد وتقديم حتي اصبح من أهم البرامج الجماهيرية الحية والمعمرة في المنطقة العربية.. تتلقي من خلاله ما يقرب من 052 رسالة يوميا تتزايد في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة التي يكون لها دور في رفع حدة المشكلات بين الناس خاصة داخل البيت الواحد.. وبلغ ما تحتفظ به فايزة واصف أكثر من المائة ألف رسالة خلال 63 عاما هي عمر البرنامج.. الذي اتم في عام 3991 عامه ال 03 اتخذت فايزة واصف خطوة جريئة وغير مسبوقة حين قررت ان تنتقل ببرنامجها إلي بيوت أصحاب المشاكل القديمة التي تم تسجيلها لكي تتعرف علي كيفية تطبيق الحلول التي قدمها البرنامج ورد الفعل الايجابي أو السلبي لها وخصصت حلقة شهرية لهذه المتابعة وهو مازاد من مصداقية البرنامج واعجاب المشاهدين بها.. كان الانتقاد الاساسي الذي وجهه النقاد لها هو اشتراكها بالتمثيل في العمل الدرامي المعروض.. متناسين انها درست التمثيل والاخراج المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجت منه عام 1691 بعد ان انهت دراستها بكلية الآداب - قسم الاجتماع- عام 7591.. فالبرنامج بالنسبة إليها كان جزءا من التمثيل فهي كما تقول تحتاج إلي اقناع المشاهد بان يفتح لها قلبه ويحكي مشاكله لترد عليه بما يفيده فعلا ولذلك درست التمثيل من باب الهواية لخدمة مهنتها في تقديم البرامج- رغم انها نالت الميدالية الذهبية في التمثيل المسرحي مرتين الأولي عن دورها في البطة البربرية لهنريك ابسن والثانية عن دورها في مجنون ليلي كما قامت من قبل بدور كليوباترا وهي بالمدرسة الثانوية- وحين التحقت فايزة واصف بصوت العرب بالاذاعة عام 8591 قبل ظهور الارسال التليفزيوني مزجت بين دراستها الاجتماعية ودراستها الفنية بالمعهد ومن هذا المزيج قدمت برنامجها »رسالة« ونجحت فيها كباحثة وفنانة.. وهو البرنامج الذي نقلته معها إلي التليفزيون عام 1691 تحت اسم »مشاكل وآراء« ثم تحول إلي »رسالة« ثم إلي الاسم الشهير »حياتي«.. وفي الاذاعة قدمت أيضا برنامجا لايختلف كثيرا عن الخط الذي رسمته لحياتها ويلائم اتجاهاتها الثقافية بالغوص في المشاكل الاجتماعية ومعالجتها وهو برنامج »افتح لي قلبك« ثم اختيرت ضمن المجموعة الثانية من الاذاعة للعمل بالتليفزيون في بداياته.. لقد تعايشت فايزة واصف مع واقع المجتمع المصري وتعرفت علي أهم مشاكل المرأة بوجه خاص والأسرة بشكل عام مما جعل برنامجها مثار اهتمام وبحث في رسالة دكتوراه للباحثة سهي عبدالقادر بعنوان »المرأة في الدراما التليفزيونية المصرية«.. ولاسيما في برنامج حياتي والتي كانت مادتها آلاف الرسائل والسيناريوهات لمشكلات تناولها البرنامج.. لقد توقف البرنامج عام 7991 وكرمت فايزة واصف من قبل التليفزيون- الذي اكتفي ببعض البرامج المشابهة التي لم يصل نجاحها إلي ربع النجاح الذي وصل إليه برنامج »حياتي« ونالت شهادة تقدير ودرعا.. ولكن الجائزة الأكبر كانت النجومية والاحترام من قبل المشاهدين.