واثناء تحرك الفندق تظهر علي الشاطيء الغربي آثار السلسلة البالغة الاهمية وهي تقع علي مسافة خمسة وعشرين كيلو مترا شمال معبد كوم امبو وسبعين كيلو مترا شمال اسوان وللاسف من الصعوبة توقف الفنادق العائمة امام هذه الاثار نظرا لغاطسها والذي يتراوح بين متر وربع واثنين متر وقاع النيل مرتفع لمسافة امام هذه الاثار. مما يعني شحوط الفندق وتوقفه تماما واستدعاء الانقاذ النهري لتنفيذ عملية السحب الي المياه العميقة ليستكمل الفندق رحلته ونظرا لانتشار عدة اثار بالغة الاهمية علي جانبي النيل مع ارتفاع منسوب طمي القاع امامها فقد تطورت السياحة النيلية خلال الثلاثة اعوام الماضية حيث قامت شركات السياحة بشراء او بناء الزوارق الملقبة بالذهبية والتي تشمل عدد ست غرف مزدوجة بدورات مياهها ومطبخا وقاعه طعام وبها شراعان لكن لا يعتمد عليهما في التحرك حيث يتم قطر هذه الذهبيات بزوارق صغيرة بموتور قوي وبالتالي حركتها سهلة للغاية لان غاسطها بسيط ويمكنها التوقف امام اي موقع اثري علي ضفاف النيل.. كما يمكن لهذه الذهبيات اختيار مواقع بالجزر النيلية مميزة الجمال حيث تتوقف ويتم نصب مظلة صغيرة اسفلها مائدة وعدة مقاعد وثيرة ويدعي النزلاء لتناول الشاي وسط هذه المناظر الطبيعية الرائعة. وقد ممرنا علي اكثر من ثلاثين ذهبية في رحلتنا من اسوان الي نجع حمادي.. حوالي الساعة السادسة مساء يصل الفندق العائم إدفو والتي تبعد عن اسوان مسافة مائة وعشرين كيلو مترا مدينة علي الجانب الغربي بالنيل كانت في العصور القديمة اخر نقاط حراسة مصرية علي الحدود النوبية وعاصمة الاقليم الثاني من اقاليم الصعيد الذي اسماه المصريون »وتس- حوره« اي عرش حورس نسبة الي معبودهم حورس وبها معبد من الاسرة الثالثة ومعبد حورس الفخم الذي شيده بطليموس وخلفاؤه بعد 732 ق.م من الحجر الرملي وهو اكمل معابد مصر لم يتأثر بمرور القرون ولم تطله معاول الهدم او العشوائيات مثل الحادث بقرية نزلة السمان بالهرم والتي دفنت معبدا كاملا اسفلها مما أربك المنظومة الهندسية التاريخية لاهرامات الجيزة وما زال الحال كما هو وكشف فيها عن عدد كبير من الآثار الرومانية يربطها طريق معبد بمرسي علم علي البحر الاحمر. فور رسو الفندق امام الجسر المحدد ينزل السياح لزيارة المعبد ليعودوا حوالي الساعة السابعة والنصف مساء فهذا المعبد مضاء بالكامل ليلا.. يتناول الجميع وجبة العشاء المصرية اثناء تحرك الفندق الي إسنا ويشترط في عشاء هذا اليوم ارتداء جميع النزلاء للملابس والازياء المصرية الصميمة مثل الجلاليب والطواقي والكوفيات والقفاطين وتقوم فرقة من ثلاثة اشخاص بعزف الموسيقات المصرية مع الغناء ويدعو موظفو الفندق النزلاء بعد العشاء بالرقص والتحطيب لاضفاء جو رائع من المرح.. والسعادة يتم خلالها التقاط الصور التذكارية ثم يقضون الليل اثناء تحرك الفندق الي إسنا في هذه الاثناء يتم المرور علي اثار الكاب والتي تقع علي الجانب الشرقي من النيل وتبعد حوالي عشرين كيلو مترا شمال إدفو وثمانين كيلو مترا جنوبالاقصر وهي ايضا من الاثار الهامة لكن لا يمكن زيارتها بمثل هذه الفنادق الضخمة لكن بالذهبيات الصغيرة من السهل الرسو في موقع مجاور لها والنزول لزيارتها.. فجر اليوم الرابع يستيقظ السياح ليجدوا الفندق رأسيا امام جسر مدينة إسنا علي الجانب الغربي للنيل وهي التي تبعد عن اسوان مسافة مائة وستين كيلو مترا شمالا ويلاحظون عدد من العقارات القديمة المميزة معماريا. كما يلاحظ وجود مئذنة مائلة بشكل ملحوظ جدا فليتقطون الصور وبعد تناول وجبة الافطار يتحركون جميعا لزيارة معبد إسنا الساعة التاسعة صباحا. ساقدم اسماء إسنا »اونه« ثم اسماها الاغريق »لتوبوليس« ومعبدها هو معبد الاله خنوم الذي كانت له رأس كبش بناه البطالمة وزاد فيه الرومان.. يعود السياح بعد ساعة ونصف الساعة للفندق ثم يبدء الفندق في التحرك حتي قناطر إسنا حيث يدخل بحذر داخل حوض الهاويس ويتم تربيطه مع الجسور الجانبية ثم تغلق البوابات الجنوبية خلفه وتفتح المجاري للسماح لمياه النيل بالخروج شمالا فمنسوب المياه جنوب الهاويس اعلي بخمسة عشره مترا عن منسوب المياه شمال الهاويس. وفي هذه الاثناء يلاحظ الجميع هبوط الفندق بالتدريج وبهدوء ويلاحظ ان الارصفة التي كانت علي الاجناب السفلية للفندق اصبحت أعلي بكثير من الفندق.. ثم يتوقف انسياب الماء شمالا من الفتحات المخصصة لذلك وتفتح البوابات الشمالية ليخرج الفندق الي المنسوب المنخفض علي الجانب الشمالي من قناطر إسنا وينطلق في رحلته متجها الي مدينة الاقصر.