ذهبت بالأمس للمشاركة في الاحتفال بختام نموذج محاكاة البورصة المصريه الثامن عشر والذي ينظمه طلبة كليه الاقتصاد والعلوم السياسية بالاشتراك مع طلبة وطالبات من خمس جامعات حكومية وخاصة. وطاف بذهني في طريق ذهابي لمشاركة الشباب هذه الاحتفالية حوالي عشرين عاما مضت عندما بدأت فكرة نماذج المحاكاة تظهر في الجامعات المصرية وكانت كليه الاقتصاد والعلوم السياسية كعادتها رائدة في انشاء مثل هذه الانشطة. فبدأ فيها اول نموذج وهو نموذج محاكاة مجلس الشعب المصري، ثم نموذج الاممالمتحدة وجامعه الدول العربية، ونموذج البورصة المصرية والكونجرس الامريكي ونموذج طلاب ضد الفساد وغيرهم. وتتعدد النماذج وتتنوع حتي وصل عددها إلي اثنين وعشرين نموذجا واعتبر نفسي كأستاذة جامعية قبل ان أكون عميده لهذه الكلية المرموقة من المحظوظين الذين ولدت علي أيديهم هذه النماذج الرائدة فقمت بتبني عدد منها ورعايته ودعمه والإشراف عليه كما يشرف علي عدد اخر من هذه النماذج مجموعة كبيرة من اساتذة الكلية الذين لا يبخلون بالوقت والجهد في الإشراف علي مثل هذه الانشطه الطلابية المتميزة ايمانا منهم بالأثر الإيجابي لمثل هذه الانشطة علي شخصية الطالب والطالبة. ففكرة المحاكاة ان يتعلم الشباب المشاركين في اي نشاط طبيعة عمل وظيفة معينة قبل ان يعملوا فيها فيحاكوا كل ما هو مطلوب من القائم بالوظيفة من اعمال. و لو عددنا مزايا نماذج المحاكاة نجد انها تساهم في الآتي : 1- تتميز هذه الانشطه بقيام الطلاب أنفسهم بتنفيذ كافه الفاعليات والبرامج بإشراف أكاديمي واداري مما يصقل شخصيتهم وقدرتهم علي تحمل المسئوليه واتخاذ القرار. 2- تهدف هذه الانشطه إلي تطبيق واحده من اهم طرق التعلم التفاعلي المطبقه في الجامعات العالميه والتي ثبت نجاحها بالفعل في زياده وتنميه الوعي السياسي والاقتصادي والمجتمعي المحلي والدولي لدي الشباب. 3- تنميه مهارات وقدرات الشباب وقدرتهم علي تلبيه متطلبات سوق العمل من حيث قدراتهم التفاوضية وقدرتهم علي التخاطب والعمل من خلال فريق مما يساهم في خلق جيل رائد وواعي وقادر علي التكييف مع المتغيرات المحليه والدوليه. تقوم هذه النماذج بتبني مشروع تنموي مثل دعم منطقه عشوائية او تبني دور أيتام مما يقوي الدعائم المجتمعيه وروح الانتماء والولاء. فبالأمس وفي ختام نموذج البورصة المصرية رأيت عملا مؤسسيا حقيقيا بل مجتمعا متكاملا يضم مئات من الشباب من جامعات القاهره وعين شمس وبعض الجامعات الخاصه والاقليميه في أسيوط وغيرها. رأيت خريجين منذ سنوات عده من المشاركين السابقين في هذا النموذج تقلدوا مناصب مرموقة في البورصه المصريه وهيئه الرقابه الماليه وشركات الاستثمار والأوراق الماليه المختلفه وهم علي اتصال دائم بشباب النموذج الحالي ليضيفوا اليهم من خبراتهم. رأيت شبابا من تخصصات مختلفه من كليات الهندسة والعلوم والطب والحاسبات والمعلومات رأيت شبابا مختلفا في خلفيات كثيره ولكنه متفق ومتعاون ومتحاب. اتفقوا جميعا علي اكتساب العلم واكتساب الخبرات المختلفه والمشاركه في الانشطه الثقافية والترفيهية العديدة اتفقوا جميعا علي درء كل الفروق والاختلافات والاستمتاع بالعمل الجماعي وتحقيق هدفهم في الوصول بالنموذج إلي المستوي المتميز وتقديم عمل تطوعي لرعايه دور للأيتام عدت مساء تاركه الشباب مستكملين الاحتفال لينعموا بثمره جهدهم واجتهادهم اما انا فقد حصلت علي جرعه طاقه ايجابيه وقدر عال من التفاؤل بمستقبل أفضل ان شاءالله فهذا هو شباب مصر.
