طموحات وآمال وأحلام الطلبة ... مشروعات تنتظر التنفيذ لتصبح حقيقة علي ارض الواقع يبدأ بها الشباب حياتهم بدلا من البحث عن عمل ... التنفيذ سيكون فوريا وبدون شروط من خلال 100 مليون جنيه رصدها البنك الاهلي لتمويل مشروعات الطلاب والخريجين بالجامعات الحكومية ... »الاخبار« عاشت مع الطلبة أحلامهم والتقت الخبراء لمساعدة الشباب في اعداد مشروع ناجح. في البداية يقول علي ماهر طالب في كلية التجارة جامعة عين شمس انه يحلم بتأسيس مصنع لتدوير " كاوتشوك " السيارات واعادة بيعها مشيرا الي انه كان قد تقدم بفكرة هذا المشروع الي ادارة الكلية من خلال مسابقة أقامتها لأحسن مشروع وتمويله ولكنه لم يتم تنفيذ مشروعه ولا حتي المشروع الذي فاز في المسابقة ... واضاف انه لن يعتمد بعد تخرجه علي الوظائف الثابتة ولكنه يريد ان يؤسس مشروعا خاصا به يحقق فيه طموحه ويطوره من المحلية الي العالمية ... ويقول عمرو زكريا طالب في جامعة عين شمس ان فكرة مشروعه التي سوف يتقدم بها عبارة عن موقع الكتروني يتخصص في تصميم الزي الرسمي للشركات عن طريق دخولهم الي موقعه وتسجيل رغباتهم في الزي المقترح تصميمه علي ان يكون الموقع الوسيط بين تلك الشركات ومصانع الملابس بهدف توفير الوقت عليهم حيث يقوم الموقع بتصميم الزي وتصنيعه في المصانع ... وأكد زكريا ان فكرة مشروعه غير منتشرة في مصر علي الرغم من انها منتشرة في الدول الاوروبية بالاضافة الي ان تكلفتها تقتصر علي حجز الموقع الالكتروني ومكان لإدارته ومرتبات للمصممين . ويقول مدحت عيسي طالب بكلية التجارة جامعة عين شمس ان حلمه في تنفيذ مشروع يهدف الي اعادة الهوية العربية الي مجتمعنا الذي اصبح يسيطر عليه الغرب حتي في ملابسنا ... ويتلخص مشروعه في شركة تصميم ملابس تتميز بالطابع العربي الاصيل من خلال طباعة كلمات عربية علي " التيشرتات " بدلا من الملابس المكتوب عليها كلمات انجليزية لا يفهمها الكثير من الشباب والتي قد تصل الي كلمات غير اخلاقية ... ويشير عيسي الي ان هذا المشروع مطبق بالفعل في مصر ولكن تحتكره مصانع كبيرة ولكن مشروعه يهدف بشكل اساسي الي تنمية الصناعة المصرية عن طريق عمل تجارب صناعية لتحفيز الشباب وعمل تصميمات للملابس مستنبطة من البيئة والهوية المصرية . وتقول مني محمد طالبة انها ليس لديها فكرة مشروع معين وذلك بسبب عدم تشجيع احد لهما وان حلمها يقتصر علي التعيين في وظيفة ثابتة في القطاع الخاص لانها غير مؤهلة لادارة مشروع او كيفية اعداد دراسة جدوي عنه وذلك يرجع الي عدم تعلمها كيف تبتكر بسبب اسلوب التدريس في مصر الذي يعتمد علي المعرفة اكثر من التطبيق او الابتكار. وحول دور الجامعة في تلك الاحلام يقول د. ماجد الديب رئيس جامعة عين شمس انه سوف يتم بالتنسيق مع البنك الاهلي والذي يمثله طارق عامر رئيس مجلس ادارة البنك لانشاء مكتب تابع للبنك داخل الجامعة لدعم المشروعات الصغيرة لشباب الجامعة من طلاب وخريجين وتقديم دراسة جدوي تمهيدا لدعمها ماديا اذا ثبت نجاح فكرتها ... واضاف د. الديب انه من المقرر ان يتم عمل اجتماعات مع مسئولي البنك لتحديد موعد انشاء المكتب. مشيرا الي ان الهدف من ذلك هو تشجيع الطلاب وشباب الخريجين في مشروعاتهم وتأهيلهم بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل ... كما اوضح د. الديب ان الجامعة قامت ايضا بإنشاء وحدة استراتيجية للتنمية البشرية لدعم خدمات الشباب وتوفير فرص عمل لهم بعد التخرج 300 موظف ومن جانبه يشير طارق عامر رئيس مجلس ادارة البنك الاهلي إلي ان مكتب البنك في الجامعة سوف يتركز عمله علي استقبال المشروعات من الطلاب والخريجين ودراستها حيث تم تكليف 300 موظف من البنك لدراسة المشروعات واذا ثبت احتياج السوق المصري لهذا المشروع فسوف يقوم البنك بتقديم الدعم المادي ويكون السداد علي طريقتين الاولي ان يكون البنك شريكا في المشروع والثانية ان يكون السداد علي فترة طويلة بدون اي فوائد ... واضاف عامر ان البنك يدرس عمل دورات تدريبية خارج مصر تمنح للطلاب المتفوقين وذلك لتأهيلهم لسوق العمل . وعن كيفية اختيار فكرة مشروع وعمل دراسة جدوي له يقول د. عادل مبروك عميد كلية التجارة جامعة القاهرة ان الخريطة الاستثمارية في مصر توضح ملامح اساسية في الصناعة والتي يجب ان تتجه الي صناعة التغذية عن طريق اقامة مشروعات صغيرة تغذي المشروعات العملاقة مثل صناعة المسامير التي تستخدم في العديد من المنتجات وصناعة المفصلات وغيرها... كما يجب ان تكون فكرة المشروع جديدة لكي يتم تحويلها الي منتج يفيد المجتمع ... واضاف د. مبروك انه يجب علي الدولة توفير المناخ المناسب للمشروعات الصغيرة عن طريق التمويل كما يجب ان تتوافر العديد من العوامل في الشخص صاحب المشروع ومنها ان يكون مؤهل ودارسا جيدا لمشروعه وقادرا علي المنافسة وان يكون واعيا تماما لذلك ... ويوضح د. مبروك مفهوم المشروعات الصغيرة ويقول ان المشروعات الصغيرة تختلف من دولة لاخر ففي الدول الاوروبية قد تصل تكلفة المشروع الصغير الي 50 مليون دولار ولكن في مصر قد تصل الي اقل من ربع هذا المبلغ وفي اوروبا تكون العمالة في المشروعات الصغيرة 50 عاملا وهو ايضا عكس ما يحدث في مصر ... وعن كيفية اعداد دراسة جدوي للمشروع يقول د. مبروك ان اهم سؤالين يجب ان تجيب عليهما في الدراسة هما هل المشروع يستطيع ان ينتج؟ ثانيا ما تكلفته المشروع وهل عليه الطلب ام لا؟.... وعن دور الجامعات في تأهيل الطلاب لسوق العمل يقول د. مبروك ان المجلس الاعلي للجامعات اهتم بذلك وقرر ان يكون هناك دورات في " ريادة الاعمال والمشروعات الصغيرة " ومدتها 15 ساعة تمنح لمن يريد ان يشترك فيها.