لا نريد هذا الوزير الذي يعتقد أن دوره ينحصر فقط في أنه كبير موظفي وزارته. لا نريد الوزير الذي لا يملك رؤية متكاملة لحل مشكلات وزارته. لا نريد الوزير الذي جاء في غفلة من الزمن ليس لأنه الأفضل ولكن لأنه كان يحمل الشنطة لمعالي رئيس الوزراء في يوم من الأيام.. أو لأنه كان من شلة سعادته. لا نريد الوزير الذي « لا بيحل ولا بيربط»، وكل دوره أن يوقع بكتابة تأشيرة لا قيمة لها يقول فيها «في ضوء الضوابط واللوائح». لا نريد هذا الوزير الذي يعتقد أن دوره «أشرجي» يبصم علي الورق الذي يعرض عليه. لا نريد هذا الوزير الذي يسيطر عليه وكلاء الوزارة الذين تمرسوا كسحرة فرعون في «تغمية» معاليه عن الحقيقة، وتوجيه بوصلته إلي حيث الإبقاء علي مصالحهم. لا نريد الوزير الذي يقتصر دوره علي الابتسامة الثلجية أمام الكاميرات بدون عمل علي الأرض. لا نريد الوزير «المنظر» بفتح الميم، وضمها. لا نريد هذا الوزير المعقد، المهموم بالإطاحة بكل رجال الوزير السابق، وسرقة مشاريعه، ونسبها لنفسه، وإذا فشل، تجاهل المشروع، وتركه فريسة للإهمال. لا نريد هذا الوزير الذي لا يكون همه المواطن، وراحته، وسعادته، بقدر زيادة الرصيد في الخزينة. هذا الوزير، أنت وأنا نعرفه، وهو يعرف نفسه والأولي له أن يرحمنا، إما أن يطالب بتغييره، أو أن يتغير هو ويقنع نفسه أنه وزير بجد عليه مهام، ومكلف بملفات عليه إنجازها.