وجوه قبيحة كنا قد اعتقدنا أننا تخلصنا منها بفعل ثورتين.. ملأتا حياتنا بالفخر والأمل فارتفعت رؤوسنا لعنان السماء.. وتدلت وتدنت رؤوس أعلن كل المصريين أنهم يريدون إزاحتها من المشهد العام.. إرادة لم تتم بطريقة مواربة أو ملتوية.. فالشعوب لا تجيد فن الاختباء وراء السياسات المضروبة أو اللعب علي أوتار الكذب! وجوه كنا قد ارتحنا من فرضها علينا بفعل الإعلام المنافق، وأشهد هنا بأن التليفزيون المصري- والذي تجري حاليا مؤامرة علنية لتدميره - وكل القائمين عليه، ومسئوليه، وشاشاته، أشهد أنهم لم يشاركوا أبدا في هذا العبس، بل استجابوا لرغبات الشعب في التخلص من رؤية أشكال وأفكار البعض ممن حصلوا عنوة في العهود السابقة علي حق الظهور العلني علي كل الشاشات دون استئذان بل و" بلا حياء " ليرددوا أمام الشعب أكاذيبهم وينشروا فضائحهم السياسية والاجتماعية وبالطبع الاقتصادية! هذا ما حدث في الماضي وكنا ننتظر أن يتواري هؤلاء عن الأنظار، بإرادتهم ولكن لأنه " إذا لم تستح فافعل ما شئت " فبالفعل اختفي هؤلاء بوجوههم القبيحة في البداية.. ولكن تراخي الحكومات.. ومع انعدام سلطة الشعب المصري في إقصائهم.. بدأوا يطلون يوما بعد يوم، ووجها بعد وجه.. من خلال الفضائيات الخاصة التي أصرت علي تحدي إرادتنا.. إرادة شعب كشف أقنعة هؤلاء الملوثين سواء من كانوا في دوائر الحكم أو دوائر الأحزاب أو دوائر النخب أو دوائر رجال الأعمال أو دوائر الإعلام أو دوائر الثقافة أو دوائر الفن أو أي دوائر أخري تتعلق بتحريك الرأي العام المصري.. ذلك أنهم جماعات المصالح السابقة الذين خشوا من أن تتمكن مصر من الإطاحة بهم، فضموا أيديهم إلي بعضهم البعض، وبدأوا في حصارنا، ومع أن الغضب ضدهم في الشارع المصري قد بدأ يغلي في الضلوع، نامت حكومتنا السعيدة " علي ودانها" واعتمدت علي قراءة تحليلات " مضروبة " للرأي العام لا تعبر بالطبع عن رأي الأغلبية الساحقة من الشعب وعلي رأسهم الشباب! المهم أننا لا نريد إلهاءنا بإعلام مضلل وغير برئ تكمن أسلحته في مسلسلات العنف والعهر.. وفضائح الأخلاق والشذوذ وحقوق المثليين وتفاهات الراقصين، وصراعات الأحزاب المتخاصمة والمصارعات الحرة لرجال الإعلام والأعمال.. فنحن علي وشك جني ثمار نجاحات ثورتنا، خاصة مشروع قناة السويس، كما أننا نريد احتفالا مهيبا بإتمام رئيسنا السيسي عاما في حكمنا. عاما نبتهج فيه معه وبه.. عاما نقضي فيه علي الفساد وكل سيئ من العباد! مسك الكلام.. مصيبة أن نشاهد الفساد علي الشاشات.. في عرض حصري مفتوح ومفضوح علي الهواء!