أخيرا تحقق حلم الخال الراحل الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي الذي لا أصدق ان 40 يوما كاملة مرت علي فراقه بعد الرحيل المفاجئ وصار متحفه واقعا علي أرض البلد التي أنجبته ونشأ فيها وحمل اسمها أبنود، كانت أمنيته التي سعي لها علي مدي سنوات عمره أن تكون هناك مكتبة ودار للثقافة تضم جزءا من تراثه الكبير الذي أغني به الدنيا كلها شعرا وأدبا. كان يسابق الزمن ويتابع لحظة بلحظة ما يتم لكل التفاصيل الدقيقة التي يريد أن يراها داخل هذا الصرح الذي حلم به خاصة ماجمعه من السيرة الهلالية علي مدي سنوات طويلة تفرغ لها ما بعد النكسة في 1967 فقد كانت كما قال لي أحلي سنوات عمره وأفضل سنوات ابداعه حيث عاش طوال سنوات حرب الاستنزاف علي جبهة القتال مع الجنود وشاهد ملاحم وطنية كبري عبر عنها في ديوانه «وجوه علي الشط» وكان جمعه للسيرة الهلالية حسب وصفه هو هدية للتاريخ في تلك المرحلة. كان يسابق الزمن ليري هذا المكان وقد صار واقعا وكان ينوي ان يذهب بنفسه وأسرته لافتتاحه في احتفالية وكان رأيه فيها أنها ستصبح أحلي نهاية لمشواره حياة وعطاء ولكن الغريب انه مات قبل 40 يوما فقط قبل أن يري الحلم حقيقته. الكنوز التي تركها عبدالرحمن الأبنودي ستظل تحيا بيننا لأنه بأشعاره لن يموت فقد كان ضمير الأمة الصاحي دائما، كان قويا.. حتي المرض قاومه ببسالة ولم يستطع ان ينتصر عليه مطلقا علي مدي سنوات وسنوات إلا عندما انهارت أجهزة المقاومة وأصابتها العلة بينما كانت نفسه تصارعه بقوة وهو من كان يردد ان شخصين في جسد واحد عبدالرحمن المريض وعبدالرحمن الشاعر ودائما ما كان ينتصر للشاعر ويكسب المعركة. الأبنودي إذا كنا كرمناه بافتتاح متحفه في أبنود يحتاج بما قدم لمصر إلي مئات المتاحف التي تجمع كل تراثه وما أثراه جمالا وروعة وابداعاً وامتاعاً لقد استمعنا في حفلات التأبين وفي صوان العزاء إلي عشرات الوعود من الوزراء والمحافظين الذين عرفوا الأبنودي عن قرب أو عاشروه وعرفوا قدره وتميزه والحقيقة استوقفني منها ما قاله لي اللواء يس طاهر محافظ الاسماعيليةالمدينة التي اختار الخال ان يعيش فيها آخر 10 سنوات من عمره بالقرب من ضفاف القناة حيث البطولات وان يحتوي ترابها جسده بعد رحيله في منطقة جبل مريم حيث كفن وتم الصلاة عليه بناء علي وصيته في مشهد جنائزي بسيط حمله البسطاء مساء حيث ووري الثري. المحافظ أكد لي أن الأبنودي يجب أن يكون تكريمه علي مستوي قيمة وقامة هذاالشاعرالكبير فما أسهل أن تعلن اطلاق اسمه علي شارع أو ميدان من ميادين الإسماعيلية التي اختارها سكنا في الدنيا وبعدالرحيل يجتمع المجلس المحلي وما أيسر صدور قرار بذلك ولكنني أسعي إلي أن يكون هناك تكريم تشارك فيه الدولة ورجال الأعمال ومحبو الأبنودي وهم بالملايين لتخصيص جائزة كبري سنوية باسمه أو ان يكون هناك متحف بالمكان الذي عاش به أو بالقرب منه وان هناك لجنة بدأت بالفعل بالاجتماع بأرملته الإعلامية الكبيرة نهال كمال من جلسات عمل نتمني أن تصل إلي الصورة المثلي لتكريم الأبنودي.، لا مانع من متحف آخر أو دار ثقافية ثانية وياحبذا لو شاركنا محبي الابنودي في وضع تصور للامر بما يليق. أضم صوتي لصوت أستاذي الكبير جمال الغيطاني فيما كتبه أمس من ان الأمر يجب ألا يتوقف عند مجرد افتتاح متحف الأبنودي في أبنود ثم يتحول المتحف لمكان مهجور ولكن علينا أن نبحث ان يكون هذا المتحف مركزا للاشعاع الأدبي والشعري وهو ما يجب علي الدولة ان تبحث عن آلية لذلك.