اليوم أقدم الفنان الرابع من الفنانين الخمسة المكرمين بمناسبة افتتاح المتحف العربي للفن الحديث ، ضمن عدة فعاليات هامة، الفنان العراقي ضياء العزاوي ولد في بغداد عام 1939 يعيش ويعمل في لندن. كانت دراساته الاولي في مجال الآثار ببغداد وحصل علي دبلوم في علم الاثار عام 1962 وفي عام 1964 حصل علي دبلوم معهد الفنون الجميلة في بغداد وله مساهمات كبيرة في العروض الخاصة والدولية، وتم اقتناء اعماله من قبل مؤسسات وافراد في دول متعددة ونذكر اهمها معهد العالم العربي بباريس، والمتحف البريطاني بلندن، ومتحف فيكتوريا وألبرت بلندن، بالاضافة الي المتاحف الوطنية في كل من سوريا وتونس والاردن وجميعها للفن الحديث، وجدير بالاشارة أنه كان فيما مضي عضوا في جماعة »البعد الواحد« التي اسسها الفنان العراقي شاكر حسن آل سعيد، قدم الفنان ضياء العزاوي في معرضه المقام حاليا بالدوحة اعمالا فنية جديدة خاصة بهذا العرض وبتكليف من الهيئة المشرفة علي متاحف قطر.. تحت عنوان »الروح الجريحة« رحلة الدمار« يقول الفنان »يتماثل الحصان كعنصر أساسي في العملين مع المفهوم الشعبي للبطولة في سرديات فواجع المحنة، انه تمثيل لخسائر الفتنة وفقدان الالاف من الابرياء العراقيين في حروب عبثية قادت العراق الي الاحتلال ومانتج عنه من ضحايا تقاسمتها الصراعات الطائفية والنميمة والاستهداف المتعمد لاغتيال المئات من العلماء المتخصصين في مجالات الحياة المتنوعة، المثقفين والفنانين من قبل عناصر مجهولة، انه اغتيال صامت للضحايا اولاد حدائق بابل المعلقة في اعماق الروح العراقية وكأن نحيب الراحلين الطاهرين اشباح تقود بعضها بأقدام متعبة حاملة نعش عراق شاحب تاركين المئات من زهراتهم البيضاء بقلب مكلوم في طريق الأجداد، لم نعد نشبه بعضنا ولا البلاد التي تسكن خلف ضباب الفتن، هواء ملوث بالفتنة قد غطي البلاد، وكأن التاريخ انفجر في مرابع طفولتك، بلد النفط والثكالي، أسود هو الأمل، أسود هو النفط الذي أرسل رياحه العمياء مملوءة بالقروح لكي تفتك بنا، نحن المكتفين بالأمل البعيد« توقيع الفنان في ستمبر 2010 ، نص درامي يحمل دلالات الحزن والأسي لما جري للعراق الشقيق، ها هو الفنان ضياء الذي يعيش في الغربة والعراق تسكنه في داخله، الفنان الذي استطاع ببلاغة التعبير عن آلام الوطن بصدق وخلق الفنان الاصيل، والعزاوي له تاريخ في فن الجرافيك العربي متميز، وتتعدد التقنيات في اعماله بدءا من الاعمال الفنية ذات البعدين والاعمال الفنية المركبة ذات الثلاثة ابعاد والملونة، والآن يقدم اعمالا نحتية من خامة البرونز، فالفنان الذي يحمل موهبة أصيلة وثقافة واسعة وحسا ابداعيا كبيرا يستطيع امتلاك أدواته واستخدامها بجلاء وحكمة واقتدار. كتب بلند الحيدري.. لكونه ابن جيل عاش فترة انتقالية من التفاؤل والامكانيات الي مرحلة تزايد فيها الظلام بسبب التقلبات السياسية في بلاده وفي المنطقة، شعر بالحاجة المستمرة إلي إعادة تقييم البديهيات المتعارف عليها وإعادة النظر فيها، واتخذت الانسانية والمعاناة البشرية دورا مركزيا متزايدا تجلي في سلسلة من الاعمال التي تمحورت حول المآسي العربية ، لاسيما مأساة الشعب الفلسطيني، قاده ادراكه المعرفي الشامل للتراث، بل أيضا فهمه بالضرورة للتشعبات السياسية في النصف الثاني من القرن العشرين، خاصة فيما يتعلق بهوس الهوية، نحو تجربة هامة في مجال الحرف العربي.