كان لابد أن يصر الرئيس السيسي علي رفض نداءات عدم تلبية الدعوة والسفر إلي ألمانيا رغم تصريحات رئيس البرلمان الألماني ومغالطاته البعيدة عن اللياقة السياسية.. ورغم وجود معاقل للجماعة الإرهابية هناك.. فالعلاقات المصرية الألمانية ونظرة ألمانيا إلي مصر واعتبارها شريكا مهما تحتم سفر الرئيس لتصحيح المفاهيم والتأكيد علي أهمية العلاقات بين البلدين. ومن معرفتي بهم.. وسفري إلي هناك أكثر من مرة أنا متأكدة من مشاعر الألمان تجاه مصر والمصريين، وأعلم أن المصريين هناك أثبتوا وجودهم وبقوة وسط ترحيب من الشعب الألماني.. فمعظم أبنائنا الذين سافروا للحصول علي درجات علمية من الجامعات الألمانية أثبتوا تفوقهم ومهاراتهم، ويكفي أن أول جامعة ألمانية خارج ألمانيا كانت هي الجامعة الألمانية بالقاهرة ومنذ حوالي عام كان مصدر فخري وسعادتي افتتاح فرع لها ببرلين لتصبح أول جامعة مصرية في ألمانيا يومها فوجئت بعمدة برلين يتحدث إلي الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الذي أعتبره مصدر فخر خاص لكل المصريين هناك.. وهو يحاول أن يذلل كل العقبات أمامه حتي أن هناك محلا للدراجات أمام الجامعة قرر العمدة نقله إلي مكان آخر وأن يتحول المكان إلي حديقة ثقافية أو مكتبة لإفادة طلاب الجامعة. أعلم أن زيارة ألمانيا ستكون واحدة من أهم زيارات الرئيس وستحدث تحولات كبيرة في العلاقات بين مصر وأوروبا خاصة أن هناك ترحيبا بالزيارة من كل المسئولين الألمان بداية من الرئيس الفيدرالي يواخيم جاوك، والمستشارة ميركل ونائبها زيجمار جابريال، ووزير الخارجية فرانك فالترشتاينماير بل أعربوا عن تطلعهم لإتمام الزيارة إدراكا لأهمية مصر، وهو ما أكده السفير محمد حجازي سفير مصر في ألمانيا حينما قال إن الألمان لديهم إدراك لدور مصر الأساسي والمحوري في تحقيق الاستقرار الإقليمي والنهوض بالمنطقة وحماية شعوبها وتحقيقا لأمنها فهي حائط الصد الأول والأهم والأقدر.. بالإضافة لما تحمله مصر من فرص مهمة للاستثمار والتنمية فحجم الاستثمارات الألمانية في مصر 2.2 مليار يورو وهناك 78 شركة ألمانية منتجة تعمل في مصر باستثمارات 450 مليون يورو في مجالات المياه والصرف الصحي والطاقة الجديدة والمتجددة ومصر بالنسبة لألمانيا ثالث شريك تجاري في المنطقة العربية.. وتُعتبر الهيئة الألمانية للتبادل العلمي (الداد) من أهم المؤسسات التي تجسم التعاون بين البلدين، فهي تدعم التبادل العلمي وتقدم المنح الدراسية والبحثية للأكاديميين والباحثين، والطلاب المصريين الذين تساعدهم علي الالتحاق بالجامعات الألمانية فهل ترتقي نتائج الزيارة إلي مستوي مكانة مصر والمصالح المتبادلة بين البلدين؟!