الشغب كلمة مذمومة.. منبوذة. والمشاغب شخص منفلت ومتجاوز وخارج عن القانون.. واذا لم يواجه من يقوم بأدوار الشغب من انفلات وتجاوزات واعتداءات بالحزم المطلوب وبالعقاب الرادع تنامت هذه الظواهر السلبية.. وانتشرت هذه الصور الهمجية.. ووقعت ضحايا.. وازهقت انفس.. وسقط أبرياء.. وانسكبت دماء.. وما شهدته ساحة ستاد القاهرة أول امس بعد واثناء مباراة الزمالك مع اتحاد الشرطة صورة من صور الشغب.. وظاهرة من ظواهر الانفلات.. وتلك الصورة وهذه الظواهر تسيء الي قدسية الرياضة وتفسد المناخ الرياضي وتخرج بالمنافسات والمبارزات عن الاصول والقواعد والغايات والأهداف التي يجب ان تراعي.. الرياضة احدي وسائل بناء الامم والشعوب وهي تدعو للتسامي والتسامح والنزاهة والاخلاقيات الحميدة والسلوكيات القويمة.. وتنبذ استخدام القوة والعودة للفوضي واللجوء الي الهمجية وما يلي ذلك ويرتبط به من انفلاتات وتجاوزات وحماقات.. الغريب ان ما وقع أول امس شارك فيه كل العناصر بداية من القيادات الأمنية ووصولا الي بعض الصبية والغلمان ومرورا باعضاء الاجهزة الفنية والعناصر التحكيمية واللاعبين وبعض عناصر الجماهير وكذلك بعض الاعلاميين وأصحاب الاقلام الملونة والمغرضة والواقفين خلف الكاميرات والعاملين في الاستديوهات.. وفي تجوالنا مع بعض العناصر الخبيرة والعيون الواعية نقدم للقراء الاسباب والدوافع التي ادت الي هذا الانفلات وأساليب إحتثاث الداء وتشخيص الدواء.ينادي اللواء يوسف الدهشوري حرب رئيس اتحاد الكرة السابق بضرورة اتباع الحزم وانتهاج الحسم في مواجهة الاخطار التي تحيق بكرة القدم المصرية وتؤثر في اشراقة ونضارة الملاعب لأنه لو لم نتحلي بهذه الامور لتصاعدت صور الانفلات ودفعت ضحايا وزهقت النفوس وسفكت الدماء.. ولاشك ان مجلس ادارة اتحاد الكرة لابد وان يكون له دور كبير ومؤثر في ادارة انشطة اللعبة بصورة حازمة لا تسمح بالخروج عن الاصول والقواعد ولا تبيح التجاوز عن الحدود والأبعاد الصحيحة.. وانا لا احمل اتحاد الكرة فقط المسئولية الكاملة عما وقع ولا يمكن ان ابريء بقية العناصر حتي المسئولين عن أمن الملعب.. فالكل تضامن في اخراج الصورة النهائية بهذا الوضع المزري.. والجميع اسهموا اما بتهاونهم أو مجاملاتهم.. أو تراخيهم في افساد الاجواء وتحول الملعب الي ساحة للقتال والعراك والفوضي والهياج.. واذا ما استعرضنا موقف كل جهة او هيئة فانني اقول ان اتحاد الكرة ولجنة مسابقاته لم تواجه مثل هذه الاحداث في السابق بالعقوبات الرادعة التي كانت مطبقة من قبل.. لابد للعودة الي لائحة زمان.. الجمهور الذي يسب الحكم ويعتدي علي قدسية الملعب يتم نقل مباراة له خارج ملعبه وبدون وجوده.. فاذا ما تكررت الحماقة تتضاعف العقوبة لتكون مباراتين وثلاثة.. اللاعب المعتدي والمتهور لابد وان يتم تغليظ عقوبته لتكون بالمدة وليست بالمباراة.. لابد ان يسعي اتحاد الكرة لاعادة هيبة ومكانة التحكيم لان الحكام يعملون تحت ضغوط رهيبة وشديدة.. لا يستطيعون ان يتحكموا في اعصابهم في ظل هذا الارهاب ومواجهة هذه الضغوط.. ولذلك فأنا اعذر الحكم توفيق السيد ومساعديه لانهم تعرضوا الي اهانة ومهانة من جميع الاطراف وكان من الصعب عليهم ان يتحكموا في اعصابهم بعد كل هذا الاعتداء.. صحيح ارتكبوا بعض الاخطاء لكن لا يمكن ان تحملهم كل التبعات والمسئوليات. ويقول الكابتن حرب عندما كنت رئيسا للاتحاد قمت بتغليظ العقوبات علي بعض المنفلتين وبينهم بعض العناصر التي شاركت في التجاوزات أول أمس.. لم اعبأ بالاصوات الجوفاء والخرقاء ذات النبرة العالية التي اعترضت.. المهم ان اسعي للاصلاح لان المباريات القادمة من الممكن ان تشهد انفلاتا صارخا واعتراضات صاخبة.. ولعلي ايضا هنا اعذر المسئولين عن الامن والشرطة مثل هذه الانفلاتات يجب التعامل معها بحنكة وخبرة حتي لا تقع احداث جماعية قد تؤدي الي وقوع ضحايا وخسائر بين الاطراف.. لكن المشجع لابد ان يكون له دور محدد.. لا يجب ان يخرج عن الابعاد والحدود المرعية.. كما ان المسئولين عن الامن لا يجب ان يسمحوا لمن ليس لهم الحق من الجماهير في الدخول الي أرض الملعب واستخدام البلطجة والتهور غير المسموح به والاعتداء علي اعضاء الأجهزة الفنية.. وكان يجب ان يبادروا بايقاف مثل هذه الاعتداءات قبل تصاعدها وحجز كل من تسول له نفسه بالقيام بها. ويقول كابتن مازن مرزوق نائب رئيس لجنة المسابقات سابقا.. التصريحات والكلمات والعبارات التي تعود الكابتن سميرزاهر رئيس اتحاد الكرة اطلاقها مع كل موقف وكل خروج عن القانون لن تحل القضية ولن تحسم الامور ولن تعالج الظواهر السلبية الامر يحتاج لعمل وانتاج وحزم وحسم الامر يحتاج الي اجراءات وقرارات.. تمنيت ان اري القبضة الحديدية التي يتحدث عنها زاهر والتي لم الحظها منذ دخلت عالم كرة القدم.. في كل موقف سلبي تخرج ردود فعلنا ثائرة هائجة.. ثم تخمد هذه وتلك ولا يحدث شيء ونحمد الله علي ان جماهيرنا تنسي وتتساهل وتتسامح.. المخطيء لابد ان يعاقب.. ولابد من تفعيل اعمال اللجان.. مثلا خرج علينا زاهر بأنه سيعقد اجتماعا للجنة الطواريء.. واين لجنتي المسابقات والانضباط.. اذا لم يكن زاهر يثق فيهما فلماذا شكلهما اصلا.. بطل المأساة التي حدثت في ستاد القاهرة ليس له تصريح بالنزول الي الملعب.. ولا يجب ان يسمح له بذلك وقد نزل اثناء المباراة وبعدها واعتدي علي كل من واجهه.. لابد وان يتم التعامل معه علي أنه مشجع متهور ارتكب حماقات يعاقب عليها القانون.. ولابد لمن سمح له بالدخول ان يعاقب سواء أكان مسئولا امنيا ام نظاميا.. انا كمشجع من حقي ان ادافع واشجع واساند فريقي.. لكن ليس بانفلات والتهور والخروج.. واذا حدث هذا فلا من التصدي له بكل قوة وشدة وحزم. يقول كابتن طه ان ما حدث أول امس يسيء للرياضة المصرية بوجه عام ويؤثر بالسلب علي الصورة الحضارية والريادية التي يجب ان تظهر بها كرتنا التي احتلت المكانة الاولي علي كل قريناتها الافريقيات لثلاث بطولات متعاقبة.. وللاسف الشديد اسهمت كل الجهات وجميع الاطراف في الاساءة لكرتنا المظلومة وتراخت كل الجهات ايضا في مواجهة هذا الانفلات للدرجة التي قد تجعلنا نخشي من وقوع خسائر افدح واحداث افظع في الفترة التالية.. وهنا لابد وان اتحدث من النواحي العلمية والنفسية والفنية.. الاجهزة الفنية في الفرق القطبية تحمل جانبا كبيرا من المسئولية.. فمثلا الجهاز الفني للزمالك قام بشحن لاعبيه بصورة مكثفة للدرجة التي جعلتهم يسعون لتحقيق الفوز بأي طريقة.. وتصوروا ان المكسب قادم لا محالة وان ما يفصلهم عن الدرع والبطولة اصبحت خطوات قليلة ونقاط ومسافات قصيرة وان هذا المكسب سيبلغهم غايتهم ويحقق لهم هدفهم ولم يدر بخلد احد ان يضع في لاعبيه أي حسابات معاكسة أو أي مواقف مضادة وكلها واردة في عالم كرة القدم.. مع ان الجهاز الفني بهذا الشحن الزائد يؤثر في عضلات ومهارات وفنيات لاعبيه ويجعلهم غير قادرين علي تنفيذ ما يدور بعقولهم وغير مؤهلين للاستماع الي توجيهاتهم الفنية.. وحتي تصريحات المسئولين بعد المباراة.. كلها لم تراع الصدق ولم تتجه للحق وكل طرف يسعي لتبرير خطأ عنصره والدفاع عنه والتلويح والتهديد بما سيقوم به ورد فعله.. حتي المنابر الاعلامية وبعض الضيوف فيها.. كل واحد يمسك بطرف واحد فقط وكأنه لا يري ما يقع من اخطاء في كل جنبات الساحة.. احدهم يركز علي اخطاء التحكيم مع اننا لا يجب ان نتهم التحكيم فقط في التسبب بكل ما وقع.. والبعض الاخر يتهم المسئولين عن المسابقات والثالث يتهم اتحاد الكرة.. وجميعهم لا يرون الا انفسهم ومصالحهم.. مع ان الكرة المصرية والرياضة الوطنية هي الاولي والاجدي. العلاج في رأيي - الكلام للكابتن طه - هو تشديد العقوبات وردع المخطئين.. لابد من منع المخطيء من ممارسة أي نشاط.. بل منعه من دخول الملاعب اصلا.. الفوضي لابد من السيطرة عليها وتحجيم الفوضوي ومنعه من تلطيش وتدنيس الصورة المشرفة للرياضة.. من ارتكب خطأ جسيما لابد من تحويله للقضاء لانه بذلك يرتكب جناية ليس في حق ناديه أو فريقه وانما فيحق مصر والمجتمع المصري.. وانا هنا لا ابريء التحكيم ولا المسابقات ولا المسئولين عن كرة القدم كل جهة منهم تراخت في القيام بدورها واسهمت في وقوع الخطأ. وهنا ايضا لابد من الاشادة بدور حسام حسن الذي كان رائعا وواعيا وحصيفا.. قام بتهدئة المنفلتين.. والسيطرة علي المتجاوزين.. وقضي علي الصورة الفوضوية التي سادت بالملعب.. وهنا ايضا لابد من الاشادة بدور شيكابالا الذي اعتبره نجم المباراة الأول.