التحية التي وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسي لطياري مصر للطيران لاستجابتهم والعدول عن استقالاتهم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها شركتنا الوطنية جاءت في محلها تماما خاصة ان هناك من كان يريد الصيد في الماء العكر لاهداف كثيرة طبعا علي رأسها احراج القيادة السياسية بأن هناك اضطرابات واعتصامات وعدم استقرار والدليل انه حتي من يحصلون علي أعلي الرواتب في حالة غضب علي غير الحقيقة ولهذا أعلنوا تمردهم. وللأمانة كان الوضع خطيرا في بدايته ولولا الحكمة التي تعاملت بها الوزارة ممثلة في الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني والطيار سامح الحفني رئيس القابضة لمصر للطيران لكان الامر قد خرج عن الحل تماما مما كان سيؤثر علي العمل وانتظام الرحلات فخروج 224 طيارا من الخدمة مره واحدة وهو ما يمثل ربع الطيارين شيء مقلق خاصة في ظل التعليقات والتيارات التي كان يستهويها الوضع وتبذل كل ما لديها لاستغلاله ميدانيا في التأثير علي الرأي العام كله وإثارة باقي العاملين في القطاعات الاخري بالطيران المدني. السؤال الذي اثير عقب ذلك كان منطقيا.. هل كان وراء تلك العملية هدف سياسي؟ وللأمانة كما قلت هناك من كانوا يريدونه كذلك ولكني مقتنع باجابة الطيار حسام كمال علي ذلك خلال لقائه بالصحفيين ظهر السبت الماضي بأنه لو كان الأمر كذلك لما كانت الاستجابة السريعة من الطيارين للرئيس بالعدول عن الاستقالات فاذا كان هناك من يريد اللعب بالأمر في ميدان السياسة وبدأ الخطوات الأولي لاشعال النار ما كان له ان يتراجع تحت اي نداء وطلب مناشدة ومن أول مرة لأن هدفه اشعال نار وفقط.. وهنا يجب ان نشيد بوعي الطيارين ووطنيتهم. واذا كنا نسلم بالأمر الواقع فإننا يجب بعد ان هدأت الأمور أن نبحث جديا عن الاسباب التي من اجلها اقدم الطياريين علي تقديم استقالاتهم دفعة واحدة من وراءها فإذا كانت رابطة الطيارين ونقابتهم اعلنت علي لسان المسئولين عنها انه لا علاقة للمطالب المالية بتقديم الاستقالات وأن الأمريتعلق ببعض الأمور المتعلقة بالاجازات والبدلات والرحلات فعلينا أن نعلن ذلك علي الشعب كله ليدرك الجميع أن المسألة كانت في الاطار ولكن التعبير عنها جاء بالخطأ دون قصد وان اي محاولات للاستغلال لم تكن لتنجح وسط ذلك الترابط الذي يجمع كل اسرة مصر للطيران وهو ما اشهد به علي مدي 40 سنة كاملة قضيتها بينهم متنقلا من ادارة لادارة فابدا لم تكن الاسباب لائحة جديدة أو لائحة قديمة يرفضها أويقبلها الطيارون. كلنا مطالبون ان نكون علي درجة كبيرة من الوعي بما يحاك بنا ولنا فهناك من يحاول ايهام الدنيا كلها اننا علي شفا هاوية ولذلك فأنا مع ما طالب به الوزير بضرورة التكاتف ونبذ الخلافات واللجوء الي طاولات المفاوضات مؤكدا ان الوزارة فيما يتعلق بمسائل الطيران والطيارين لا تألو جهدا لحل المشاكل ولكنه كان صريحا ايضا عندما قال انه لا زيادة مطلقا الا بعد تحسن الاحوال المادية. هناك من يحاولون اشعال النار في كل شيء لمصالحهم او لاستغلال المواقف فما كادت مشكلة الاستقالات تنقشع اثارها حتي ظهرت مشكلة أخري تتعلق بالطيارين الذين بلا عمل والدعوة لاعتصامهم بمقر النقابة والنقابة المستقلة ورغم ان الوزارة لا التزام عليها بإلحاق هؤلاء بالشركة الوطنية أو غيرها من الشركات الا وأنها تبذل الجهد لذلك سواء داخل مصر أو في اماكن اخري كإندونيسيا بحثا عن فرص عمل لهم ولكن من لا يريد لنا الاستقرار يوهمهم ان هناك تقصيرا من المسئولين يجب ان يتصدوا له حتي ولو كان علي حساب الوطن.. يامن تريدون الصيد في الماء العكر ارحموا بلدنا.