سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وداع شهداء : رصاصات الغدر تحول أحلام أبناء سائق العريش إلي كابوس ابنته تطالب بالقصاص.. وزوجته المعاقة تطلب وظيفة للإنفاق علي أبنائها
شقيق الشهيد: كان يفترض أن أقوم بالرحلة لكنه أصر عليها
تحولت جنازات شهداء القضاء الثلاثة الذين استشهدوا أول أمس في هجوم إرهابي علي الميكروباص الذي كانوا يستقلونه بأحد شوارع العريش إلي مظاهرات غضب في كل من الاسكندرية وشبين القناطر والسويس. ندد المشيعون بالإرهاب وبالإخوان والجماعات التكفيرية مطالبين بسرعة القصاص من القتلة وتصفيتهم.. حمل المشيعون جثامين الشهداء الثلاثة ملفوفة بأعلام مصر ووسط دموع الأهل والأصدقاء الذين بكوا علي فراقهم المفاجيء.. كان القضاة الثلاثة قد تم تشييع جثامينهم في جنازة عسكرية بمطار ألماظة بعد وصولهم علي طائرة خاصة من العريش مساء أول أمس حيث تم تسليمهم لذويهم ليتم تشييع الجنازات مرة أخري في مواكب رسمية وشعبية بكل من الاسكندرية وشبين القناطر والسويس بينما تم تشييع جثمان الشهيد الرابع سائق الميكروباص بمحل إقامته بالعريش. تلقي محمد مكالمة من والده يخبره فيها أنه علي مشارف حي مساعيد بالعريش كان يؤكد لابنه الأكبر أنه سيحقق وعده بشراء موبايل له عندما يتقابلان في السوق بعد ان ينتهي من توصيل القضاة الي مقر عملهم. لكن القدر كان يكتب سيناريو آخر فبعد 5 دقائق من المكالمة جاء الخبر المشئوم ليعرف محمد أن الميكروباص الذي يقوده والده شريف محمد حسن تعرض لإطلاق النار من مسلحين مجهولين.. نسي الصبي الذي يبلغ 16 عاما الموبايل الذي تمناه بعد ان نالت رصاصات الإرهاب من والده ليحل الحزن بالمنزل الذي ودع الاب.. لم يبخل ابدا علي ابنائه الخمسة بشيء من قبل. وضاعت احلام المستقبل وسط دوامات واقع يحاول الارهاب ان يحوله الي كابوس. امتزجت دموع الابناء ووقف افراد عائلة السائق الشهيد وفي مقدمتهم والده ليتلقوا العزاء في السرادق الذي اقيم امام منزله كعادة ابناء سيناء. اجهشت اسماء ثاني ابنائه بالبكاء ولم تتوقف الا للمطالبة بحق والدها الذي اغتاله الارهاب دون ذنب.. صرخت قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل في القتله.. ربنا حيجيب حق أبويا. رحل شريف وترك ثلاث بنات أخريات احداهن ستلتحق بالمدرسة العام القادم واثنتين في سن الحضانة. رغم عدم استيعابهن الكامل للموقف الا ان بكاء شقيقتهن الكبري وصرخاتها المتتابعة. عايزة اشوف ابويا.. اثر فيهن وجعلهن يدركن معني الفقد فانهارت دموعهن. زوجة السائق الشهيد لا تسمع بسبب عيب خلقي لكنها تفهم الكلام من خلال حركة الشفاه.. بهذا الاسلوب تعاملت مع زوجها علي مدار سنوات ارتباطهما.. حاصلة علي دبلوم صنايع ولا تعمل. وقد تقدمت للعمل ضمن نسبة الخمسة بالمائة المعاقين لكن اللجنة لم تقبلها.. طلبت ان يتم تعيينها مكان زوجها الذي كان مشرف نشاط في التربية والتعليم. اشارت الي ان مرتبه يحول الي البنك لانه حصل علي قرض لاستكمال شقته. أوضح شقيقه اشرف انه كان يعمل مع شريف علي الميكروباص بنظام النسبة لانه مملوك لآخرين. اكد انه كان يفترض ان يقوم بهذه الرحلة لكن اخاه اصر علي القيام بها، وكأنه كان علي موعد مع الموت.. وشكر القوات المسلحة علي حرصها علي نعي شقيقه مع المستشارين الثلاثة، وتمني ان يوافق محافظ شمال سيناء علي تعيين زوجته لتتمكن من ان تعول محمد 16 سنة واربع بنات هن اسماء 15 سنة ياسيمن 12 سنة دعاء 9 سنوات وندي 4سنوات ٫