زلة لسان أطاحت بوزير العدل المستشار محفوظ صابر.. عندنا مثل شعبي « لسانك حصانك.. إن صنته صانك وإن هنته هانك» والوزير لم يحسن التعبير وأهان عمال النظافة والزبالين وكل فقراء مصر الذين يمثلون الأغلبية.. الوزير استقال أو أقيل.. لا يهم. المهم أصبح عندنا الآن محاسبة فورية علي زلة اللسان.. لابد أن تثبت الدولة للناس أن هناك نظاما يحترم الشعب ولا يفرق بين ابن الوزير وابن الخفير.. البعض يقول إن الوزير لم يقل إلا الحقيقة وما يحدث في الواقع هو ما قاله الرجل وأن هذا يحدث أيضا في الكليات العسكرية وأكاديمية الشرطة وأن كشف الهيئة هو الباب الخلفي لاستبعاد من يرون أنه لا يصلح لتولي مثل هذه الوظائف المهمة. نرجو أن يكون ما حدث هو فرصة لإعادة مراجعة إجراءات التعيين في سلك القضاء وغيره من هذه الوظائف بعدما تبين أن تغيرات كثيرة أصابت المجتمع المصري خاصة بعد 25 يناير حينما اختلط الحابل بالنابل واختطف الحرامية وقطاع الطرق ثورة الشعب وظهر مدعي الثورية ولصوص الميدان وفضائيات الندامة وكدابين الزفة. أشياء كثيرة حدثت في المجتمع يجب أن نبحث فيها وعنها. مثلا ضابط الشرطة حرامي العربيات.. وضابط الشرطة حرامي الآثار وتاجر المخدرات وغيرهم.. القاضي المرتشي.. سيخرج علينا من يقول إنهم قلة لا يمثلون الكل.. طبعا. لكنها ظواهر جديدة لم تكن موجودة في مصر أبدا.. علينا تطهير كل هذه الأجهزة المهمة من الناس « الشمال» الذين أساءوا إليها. هناك تجاوزات من البعض في تلك الأجهزة وما حدث فرصة عظيمة لإعادة دراسة الأوضاع بشكل صريح وشفاف. وإذا كان القضاة أو جهاز الشرطة كانوا يخشون من وجود عناصر سيئة من بيئات فقيرة يمكن أن يتسببوا في الإساءة لهم فقد أثبتت الأيام أن هناك عناصر «سيئة» ترتكب أفعالا أسوأ من هؤلاء الذين تربوا في بيئات فقيرة. تركيبة المجتمع المصري تغيرت كثيرا بعد 25 يناير وظهرت فئات أخري لا تعرف من أين أتوا بأموالهم والنعمة التي ظهرت عليهم فجأة.. ويبدو أن دروس الأخلاق والوطنية في المدارس لم تعد تجدي.. هناك انفلات في المجتمع علي كل المستويات.. هناك انفلات في الشارع بسبب سائقي الميكروباص والتوك توك والتاكسي وحتي أصحاب السيارات الخاصة. علينا أن نبدأ بالعلاج وبتر العضو « التالف» حتي لا يتسبب في تلف كل الأعضاء.. ومن حالة الجرأة في الشارع المصري إلي حالة الانفلات علي الفيس بوك وقلة الادب والقيمة والتخفي وراء أسماء وهمية وغيرها من مساوئ التواصل الاجتماعي وحكاية نجوم الكورة الذين أصيبوا فجأة بمرض « الوطنية» وهات يا تأييد للنجم محمد أبو تريكة في موضوع لا يخص إلا القضاء.. خرجوا هؤلاء وكأنهم يحاربون في معركة عسكرية يدافعون عن أبو تريكة. سنوا الرماح وعايروا مصر بأن تريكة صنع الكثير من أجل مصر لكنهم لم يقولوا الحقيقة فقد جني النجم الخلوق أموالا وعقارات وهم أنفسهم أصبحوا أصحاب شركات وامتلكوا المال والجاه مقابل ما قدموه للبلد.. واحدة بواحدة.. ما حدش فيكم عمل حاجه ببلاش !