وزير المالية القطري يثمن دور مصر في دعم القضايا العربية    بن غفير يقتحم المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    ارتفاع عدد ضحايا حادث معدية أبوغالب إلى 14 عاملة وإنقاذ 9 وجار البحث عن 3 مفقودين    الصحة والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض يفتتحان ورشة عمل حول تأثير تغير المناخ على الأمراض المعدية بشرم الشيخ    لأول مرة .. انعقاد مجلس الحديث بمسجد الفتح بالزقازيق    لقاءات على هامش القمة    الصحة العالمية: ثلثا مستشفيات غزة خارج الخدمة بسبب العمليات العسكرية    طلاب جامعة الإسكندرية في أول ماراثون رياضي صيفي    أسعار المكرونة اليوم الأربعاء 22-5-2024 بالمنيا    تعديلات جديدة على قانون الفصل بسبب تعاطي المخدرات    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 22-5-2024 في المنيا    رئيس مياه القناة: استخراج جذور الأشجار من مواسير قرية الأبطال وتطهير الشبكات    «نقل النواب» تناقش موازنة سكك حديد مصر.. و«الإقتصادية» تفتح ملف «قناة السويس»    حريق داخل وحدة سكنية في بورفؤاد    لمواليد 22 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    اتفاق على عقد منتدى السياحة الأفريقية بشرم الشيخ «سنويًا»    دار الإفتاء توضح أفضل دعاء للحر.. اللَّهُمَّ أَجِرْنِى مِنْ حَرِّ جَهَنَّمَ    خامنئى يصلى على جثمان الرئيس الإيرانى الراحل والوفد المرافق له    خبيرة تغذية تنصح بعدم شرب الماء بعد الوجبات مباشرة    إسبانيا تلحق بالنرويج وأيرلندا وتعترف بالدولة الفلسطينية    فصائل فلسطينية: استهدفنا ناقلة جند إسرائيلية جنوب شرق مدينة رفح    على البساط الوردى «فرانكلين» و«دوجلاس» فى كان!    طلاب جامعة القاهرة يحصدون المركزين المتميز والأول فى مسابقة جسر اللغة الصينية    هكذا تظهر دنيا سمير غانم في فيلم "روكي الغلابة"    استطلاع رأى 82% من المواطنين:استكمال التعليم الجامعى للفتيات أهم من زواجهن    اليوم.. انطلاق الدورة الرباعية المؤهلة إلي الدوري الممتاز    استعدادات مكثفة بموانئ البحر الأحمر.. ورفع درجة الاستعداد بميناء نويبع البحري لبدء موسم الحج البري    جامعة عين شمس تحصد 3 جوائز لأفضل رسائل ماجستير ودكتوراه    5 أسباب رئيسية للإصابة بالربو ونصائح للوقاية    الطالب الحاصل على جائزة «المبدع الصغير» 2024 في الغناء: أهدي نجاحي لوالدتي    حملة لإزالة مزرعة العاشر للإنتاج الحيوانى والداجنى وتربية الخيول والنعام فى الشرقية    طلاب الشهادة الإعدادية في الإسكندرية يؤدون امتحان الهندسة والحاسب الآلي    رابط نتيجة الصف السادس الابتدائي 2024 الترم الثاني جميع المحافظات والخطوات كاملة    تفاصيل الحالة المرورية اليوم.. كثافات في شارعي رمسيس والهرم (فيديو)    دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    النقض تنظر طعن "سفاح الإسماعيلية" على حكم إعدامه.. اليوم    51 مباراة دون هزيمة.. ليفركوزن يسعى لمواصلة كتابة التاريخ في موسم استثنائي    المفتي: نكثف وجود «الإفتاء» على مواقع التواصل.. ونصل عن طريقها للشباب    جدول مساحات التكييف بالمتر والحصان.. (مساحة غرفتك هتحتاج تكييف كام حصان؟)    مبلغ صادم.. كم بلغ سعر إطلالة ماجي زوجة محمد صلاح؟    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    «نادٍ صعب».. جوميز يكشف ماذا قال له فيريرا بعد توليه تدريب الزمالك    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    «الثقافة» تعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    67.7 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال جلسة منتصف الأسبوع    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    اليوم.. قافلة طبية مجانية بإحدى قرى قنا لمدة يومين    «معجب به جدًا».. جوميز يُعلن رغبته في تعاقد الزمالك مع نجم بيراميدز    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    حدث بالفن | فنانة مشهورة تتعرض لحادث سير وتعليق فدوى مواهب على أزمة "الهوت شورت"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
في عيد الشرطة.. ذكريات عمرها 05 عاماً
نشر في الأخبار يوم 19 - 01 - 2011


عندما يتعثر تدفق المعلومات يحل الظلام ويزداد القلق
وعلي الصحفي الالتزام بالصدق والولاء للمواطن وتقديم الحقائق
خمسة أيام تفصلنا عن إحتفال مصر بالعيد القومي للشرطة.. يوم نتذكر فيه شهداءنا منذ مواجهتهم للمحتل عام 25، وحتي الآن وهم يضحون بأرواحهم اثناء مطاردة القتلة وتجار المخدرات والبشر وعصابات الهجرة غير الشرعية.. واليوم يواجهون نوعا جديدا من جرائم العصر..
وفي عيد الشرطة يلتقي الرئيس حسني مبارك بالرجال الذين نذروا انفسهم لحماية الجبهة الداخلية، ووضعوا رءوسهم فوق اكفهم، لذلك يغادرون بيوتهم، بلا وقت ولا ساعة، ولا يعرفون إذا كانوا سيعودون إلي أطفالهم وزوجاتهم من عدمه.. ان قلوبهم اعتادت علي ذلك، ورغم هذا يرفضون ملايين الجنيهات من أجل ان يغمضوا عيونهم أثناء سرقة تاريخ بلدهم، في صورة تمثال او مسلة . ومنهم من يتبرع بدمائه من أجل انقاذ حياة انسان.. انها قلوب تجمع بين الصلابة في مواجهة الجريمة، والعاطفة في المواقف الإنسانية.. واليوم هم أول من ينادي بحقوق الانسان، الحقوق المشروعة لتي لا تلحق الضرر بالاخرين ولا ممتلكاتهم.
وفي عيد الشرطة يراودني الحنين لتجديد روح المودة التي تربطني بعدد كبير من الرجال الذين كبروا معي بعد ان بدأت صداقتنا في أول مشواري المهني وهي تتجاوز الخمسين عاما، واستعيد الذكريات عندما كانت متعتي الاقامة في نوبتجية القسم حتي الساعات الاولي من الصباح لأتعايش مع واقع المجتمع المصري الذي لا يسجله »دفتر الاحوال« وفي ذلك الوقت في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات كانت الجريمة مختلفة عن الآن.. البلاغات عن سرقة حبل غسيل، وبعض الدجاج من المنور، واختلاس مائة جنيه وعندما كنا تسمع هذا الرقم نصاب بالخضة، بينما اليوم نسمع عن اختلاس مئات الملايين دون ان نحرك ساكنا وكأنها ملاليم!! ولم تكن جرائم القتل والعنف بهذه البشاعة اليوم خاصة بين افراد الاسرة الواحدة.. واليوم اصبحت الجريمة شكل تاني ومنها السب والقذف والسطو علي الارصدة والحسابات الشخصية »علي النت«، والاخطر تعليم صناعة الارهاب والمتفجرات واثارة الفتن ونشر الشائعات والاساءة الي الاديان، وهوما فرض علي رجال الامن واقعا جديدا يتطلب مواكبته بالعلم واستخدام الاساليب الحديثة لكشف وتتبع الجناة.
وأعود إلي سجل الذكريات حيث كانت المشاحنات لاسباب تافهة مثل »لعب العيال« ونشر الغسيل، خاصة في الاحياء الشعبية، اما خلافات الاحياء الراقية فالامر مختلف، مثال ذلك البنت التي ضربت حبيبها »بمبه« بعد استنفدت اموال والده! والابناء الذين سقطوا في بئر الادمان وامتدت ايديهم للسرقة من اسرهم وخارج الاسرة أحيانا.
وخلال رحلتي نشأت بيني وعدد كبير من رجال الشرطة صداقات قوية، واذكر منهم المرحوم النبوي اسماعيل منذ ان كان ضابطا في مباحث السكة الحديد الي ان جلس علي مقعد الوزارة، واللواءات حمدي عبدالكريم وسعيد حجازي واسماعيل رشدي واحمد حلمي عزت وسامي اسعد وفاروق عبدالوهاب وعلي حسن محمود ومحمد ماهر وماهر قنديل وعبدالحميد منصور ونبيل عثمان ومنير هرمينا، وغيرهم كثيرين شاركتهم القبض علي الجناة والجلوس علي الارصفة لجمع التحريات.. ومن النماذج الفريدة اللواء حسني عبدالوهاب غنايم الذي كان يرفع شعار الامن الاجتماعي قبل الجنائي، وليجمع اطراف النزاع ويفرض عليهم كلمة القانون.
كل الدعاء لأمن مصر واستقرارها والتوفيق لرجال الشرطة لفرض القانون وحماية المواطن وممتلكاته من أي سوء.
مجدي يعقوب
الجمعة:
حقا كانت فرحة لكل المصريين لأنها جاءت بعد احزان حادث الإسكندرية.. فرحة كان قد تم الاعداد لها منذ ثلاثة شهور مضت.. وتابع كل المصريين والعالم عبر شاشات التليفزيون احتفال راعي العائلة محمد حسني مبارك بتكريم أحد ابنائها البررة، ولم يكن التكريم عاديا بل جاء مليئا بالعواطف، وكم هائل من المحبة.. جاء اعلاءً لقيمة العلم والعطاء الفياض والتضحية وعدم نسيان الجذور مهما كانت المكاسب والمغريات والالقاب.
الاب اعتاد تكريم ابنائه النابغين في مختلف فروع العلم والادب، ومن بينهم نجيب محفوظ ود.أحمد زويل ود. بطرس غالي ود. محمد البرادعي إلي ان جاء التكريم للدكتور العالم مجدي يعقوب وليمنحه أعلي وسام انه قلادة النيل العظمي.. وتابع الكل لحظة التكريم ولغة العواطف المتبادلة أثناء وضع الاب القلادة علي صدر ابنه وهو فخور بعشقه لوطنه الذي لم ينسه يوما، وحملت نظرات الاب وابنه كل معاني المحبة والود والتقدير.. وجاءت كلمات الاب تحمل كل الثناء لهذا العالم وانجازاته في مجال علاج القلب وزراعة الخلايا الجذعية وإعطائه الاولوية لقلوب الاطفال الفقراء والمهمشين.. وقال صاحب التكريم انا مدين لهذا الوطن الذي علمني، واهل بلدي هم الذين ضحوا من أجلي، لذلك كانوا اول من فكرت في رد الجميل لهم.. وقد اخترت احدي البقاع البعيدة الجميلة وهي أسوان حيث خدم ابي .. وهي المحافظة التي كانت فيها تحمل الام طفلها علي صدرها راكبة القطار الي القاهرة لمسافة نحو ألف كيلو بحثا عن علاج لقلب طفلها الذي لا يقوي علي الشكوي.
ان الدكتور مجدي يعقوب دائما يردد عبارة ان الفضل في نجاحه وتفوقه يرجع إلي الممرضات والفريق المعاون له والمتطوعين الذين جاءوا من انجلترا وألمانيا للعمل معه.. ويتوقف كثيرا أمام التمريض ويصفه بأنه انبل مهنة، وهي المهنة التي اهملنا حقوقها وتدريبها.. ويشيد الدكتور يعقوب بتشجيع فضيلة المفتي الدكتور علي جمعة ودعوته للشعب للمساهمة في هذا المشروع الانساني عندما اكتشف ان هناك ثلاثة آلاف طفل علي قائمة الانتظار.
وقد كان لدعوته اطيب الاثر في النفوس، لان الفقراء من اهلنا يحتاجون منا الكثير والمشروع يحمل علي عاتقه مسئولية علاج الحالات المعُقدة لغير القادرين مجانا، وتدريب المصريين علي اعلي مستوي، واجراء الابحاث لانها لغة المستقبل والأمل للحالات المستعصية.
انه حقا خادم البسطاء، الحاصل اليوم علي قلادة الخير والنماء والسعادة التي يجلبها النيل، لينضم إلي أحمد لطفي السيد، واعضاء مجلس قيادة الثورة، وطه حسين وتوفيق الحكيم وطلعت حرب وعزيز المصري.. هو الذي اتخذ من علاج القلوب هدفا لعلمه بعد ان توفيت عمته وهي لا تتجاوز 02 سنة بسبب ضيق في صمام القلب، ولينجح في زراعة القلوب للكبار والصغار، والابقاء علي القلب الجديد والقديم ليعملا معا. لطفلة عمرها عامان، وهو الذي يؤكد دائما انه يري الله في القلوب عندما يشق الصدور.. كل دعوات البسطاء وغير البسطاء لك يا دكتور مجدي بالصحة وطول العمر لاداء رسالتك الإنسانية لكل محتاج في كل بقاع العالم.
صحافة وصحفيون
السبت:
عندما يحدث عائق لتدفق الاخبار يحل الظلام ويزداد القلق، ويصبح العالم ساكنا ويشعر المرء بالوحدة، وعندما تراقب الحكومات الأخبار فإنها تدمر الثقافة الديمقراطية، وعلي الصحفي الالتزام بالصدق والولاء للمواطن وتقديم الحقائق له، كما ان عليه احترام اساتذة المهنة ولتصبح جزءاً لا يتجزأ من تكوينه المهني.. بهذه الكلمات استهل اخي وزميلي الذي اعتز بصداقته نبيل زكي مؤلفه الجديد »صحافة وصحفيون.. يوميات في بلاط صاحب الجلالة«.
ونبيل زكي صاحب فكر وقلم متميز، ومتحدث لبق، وموسوعة ثقافية اكتسب خبرته من دراسة الفلسفة بالجامعة وأسفاره لتغطية الحروب والاحداث في فيتنام ونيجيريا وبولندا وفرنسا ونيكاراجوا والصين وغينيا.
ان الكتاب الموسوعة »صحافة وصحفيون« للحق وضعني في ورطة، فهو مرجع لحقبة واسعة عشناها سوياً، لذلك وجدت من الظلم تلخيصها في هذه السطور القليلة، الكتاب يقع في نحو 004 صفحة، والمؤلف أخذ من كل بستان زهرة.. سلط الاضواء علي العمالقة في عالم الصحافة، منهم من عمل معه.. ومنهم من رأي فيهم شخصيات تعشق مهنتها وتحترم اقلامها ومنهم من اختلف معهم في الرأي. الكتاب رحلة طويلة يطوف خلالها المؤلف بالقاريء بين العمالقة احمد بهاء الدين صاحب التاريخ المشرف والمواقف الحاسمة. ولم لا وهو الذي قال ان الصحفي ليس »قطعة شطرنج«.. وقدم لنا رأي الرئيس الراحل في توفيق الحكيم! ويروي قصة اتصال السادات ببهاء الدين ليدبر له مكتباً في دار الهلال تنفيذاً لقرار الرئيس الراحل عبدالناصر وهو ما رآه بهاء إلغاء لوجوده لذا كانت اجابته علي السادات »مكتبي تحت امرك لأنه الوحيد اللائق بك«.. ومعني ذلك انه لا يريده، ولم يدخل السادات دار الهلال.
وينقلنا صاحب الكتاب إلي العملاق جلال الحمامصي الملتزم بالدقة والانضباط في العمل، ويتوقف امام العلاوات الهزيلة التي كان يمنحها للمحررين، ورغم هذا كان يطلب رأيهم فيها.. ولما كان نصيب صاحب الكتاب علاوة جنيهين ونصفا، فلقد رفضها ووزعها علي السعاة، وكتب له يقول إنك تطبق مبدأ من معه يعطي ويزاد.. أي انك تعطي اصحاب المرتبات الكبيرة، علي حساب اصحاب المرتبات الصغيرة رغم عطائهم لتحدث الازمة بينهما.. ويتدخل الراحل موسي صبري للصلح ولتبدأ علاقة طيبة بين الاستاذ والمحرر.
ويحدثنا نبيل زكي عن موسي صبري وعلاقته بالسادات الذي طلب ابعاد الحمامصي، وبعد 54 دقيقة من الحوار بين الرئيس الراحل وموسي صبري اقتنع بإلغاء الفكرة عندما قال له الاستاذ موسي »انه جلال الحمامصي يا سيادة الرئيس«. ويقدم لنا المؤلف موسي صبري رئيس مجلس الإدارة، ومحرر الحوادث في نفس الوقت وسكرتير التحرير المحترف وصاحب العبارات المؤثرة عندما يختار المانشيت ويقدم مواقفه التي دفع ثمنها ويطوف بنا المؤلف مع العملاقين مصطفي وعلي امين اللذين تعرف عليهما متأخرا رغم انه كان يقرأ كل ما يقدمانه، ويذكر أحد المواقف الطريفة عندما تقدم احد الزملاء طالبا من مصطفي بك ان يسمح له بكتابة اليوميات في الصفحة الأخيرة، قائلا: »ومن الذي سيكتبها لك«.؟. وينتقل بنا إلي كامل زهيري صاحب قطرات العطر واحمد عباس صالح وذكرياته، وعبدالوارث الدسوقي »نموذج النبل والوفاء« والمتدين الذي يجعلك متدينا مثله لأنه تدين نابع من القلب.. ورجاء النقاش صاحب القامة الكبيرة في عالم النقد، ومصطفي بهجت بدوي وعبدالملك خليل وسعد زغلول فؤاد وجمال بدوي وفتحي عبدالفتاح ومحمد مندور وفيليب جلاب ورفعت كمال وحافظ محمود النقابي المدافع عن اخلاقيات المهنة وعبدالعزيز البشري احد ظرفاء مصر.
انها قائمة طويلة كل واحد منهم يستحق يوميات بأكملها.. ولكن ضيق المساحة يجعلني عاجزا عن تناول المزيد.. معذرة ياكل من لم اقدمه في هذه العجالة.. ومعذرة يا صديقي العزيز نبيل زكي.. كل الامنيات الطيبة لك بالمزيد من العطاء.
امرأة العشوائيات تستطيع
الاحد:
كلما عبرت امام العشوائيات عشت بطولة المرأة المصرية وشاهدت قوة تحملها وجلدها وقدرتها علي مواجهة اعباء الحياة بمفردها.. وهذه المرة طلبت من زميلي اشرف اسماعيل السائق »بالأخبار« التوقف قليلا، وكان المشهد يدعو لتقديم كل التقدير والاحترام لهذه المرأة.. الوقت مبكر.. وخلال لحظات شاهدت واحدة تمسك بطفل في يدها، وتضع الثاني فوق كتفها!! وفوق رأسها وضعت لفافة يبدو ان بها بعض ملابسها لاستبدالها عند العمل في أحد البيوت، وقد يكون الزوج تركها واطفالها تواجه مصيرها والاسباب كثيرة، ربما بسبب الاعباء التي اصبح غير قادر علي تحملها لذلك »طفش« بعد ان باع ضميره ومسئوليته.. وقد يكون مريضا طريح الفراش.. وربما انتقل إلي الرفيق الأعلي.
ومن هنا كان حواري مع الدكتورة إيمان بيبرس رئيس مجلس إدارة جمعية النهوض بالمرأة.. سألتها: أين دور الجمعيات الأهلية من هموم هذه المرأة؟ سواء كانت تقيم في العشوائيات أو خارجها وهو لفظ مهذب، لكنها في معظم الاحيان بؤر للمعاناة، ودليل عدم العدالة الاجتماعية، وسوء التخطيط، ومأوي ومصنع المجرمين احيانا.
قالت: هناك جهد لكنه غير واضح وسط ضخامة الظاهرة.. مثالا علي ذلك ما قامت به جمعية النهوض بالمرأة وعمرها يقرب من ربع قرن، مثالا علي ذلك ما قمنا به في منطقتي عزبة وعرب الوالدة بحلوان.. وهي لها خصوصيتها من عادت وتقاليد، جعلت من اقتحامها للاصلاح أمراً صعبا.. لكننا قمنا بإجراء مسح للمنطقة واحتياجاتها لاختيار الافراد المستهدفين.
وكان المدخل هو تنمية المرأة وامساكها »بسنارة«.. علمناها كيف تدير مشروعا صغيرا.. وقدمنا لها قرضا يتراوح بين 005 جنيه وثلاثة آلاف جنيه، وبدون ضمان، ولكن كل خمس سيدات يضمن بعضهن.. ليس هذا فحسب.. بل قدمنا لهن المساعدة علي تسويق منتجاتهن من الصناعات الحرفية واليدوية بعد ان تعلمن انتاجها.. كل هذا دون ان تتحمل مليما واطلقنا علي هذا المشروع »المرأة ايضا تستطيع«، وساهمت معنا مؤسسة دووسس.. والامر الذي يدعو إلي الاعجاب ان نسبة سداد القروض بلغت 001٪، ودون ان تهرب واحدة أو تدخل السجن.
وتقول الدكتورة إيمان بيبرس ان الجمعية اخذت أيضا علي عاتقها اولا محو امية المرأة واستعادة الفتيات المتسربات من التعليم، ومساعدتهن علي استخراج شهادات الميلاد وبطاقات الرقم القومي.
وعن النماذج الناجحة التي قدمتها لنا رئيسة الجمعية.
أ.س.. قالت: تزوجت وسني 61 سنة! أهلي علي قد حالهم.. تزوجت، ومات الزوج أثناء العمل وتركني ومعي »كوم لحم« 6 بنات، اسودت الدنيا في وجهي.. ومصادفة سمعت عن ناس »تتمشي« في القرية بتتكلم عن القروض وشهادات الميلاد ومساعدة المحتاجات.. ذهبت ودخلت المشروع، وربنا وقف معايا والآن بأتعلم في فصول محو الأمية.
»ص«.. موظفة عاشت أزمة مع زوجها.. وتم الطلاق.. تركها واولادها.. ولجأت للجمعية التي اختارت لها محاميا »ببلاش«.. اقام لها الدعوي، ونجح في الحصول لها علي حكم بالنفقة 003 جنيه شهريا، والمؤخر 0003 جنيه، بخلاف نفقة العدة والمتعة.
أ.ع 13 سنة.. الاب متوفي.. زوج امها حرمها من استكمال التعليم بدعوي انها اصغر اخواتها وعليها رعايتهم.. وبعد ان سمعت عن الجمعية لجأت إليها.. فتدخلت لدي زوج الام، وألحقتها في فصول »احلام البنات«.. ونجحت واكتسبت ثقة الناس.. وتغيرت. وتتوالي قصص النجاح التي نتجت عن تلك »الشمعة« ممثلة في جمعية النهوض بالمرأة، وسط الظلام.. ظلام اليأس والفقر والجهل والاستغلال.. اكثر الله من أمثال هذه الجمعية حتي تبدد ذلك الظلام.
الموسيقار أحمد صدقي
الاثنين:
يوم 41 يناير 78 رحل عن دنيانا الموسيقار الكبير أحمد صدقي، الذي بفقده فقدت الحياة الموسيقية الغنائية شخصية عظيمة وأحد رواد الزمن الجميل وانسانا رقيقا نبيلا محبا لكل من حوله، وراعيا وسندا لأصحاب المواهب الشابة الواعدة.. بهذه الكلمات استهل القاريء العزيز، والمحارب القديم والحاصل علي دبلومة القانون الجنائي عادل يونس بالاسكندرية رسالته وقد اختار مكان نشرها يوميات »الأخبار«.
قال ان احمد صدقي احسن انتقاء الكلمة الصادقة واتخذ من أوتار العود تعبيرا عنها.. وكان يشجع من يلحن له ويدفعه إلي الامام، وكان نعم الاستاذ للمطربة الشعبية الاولي فاطمة عيد والموهبة الشابة الشاعر عبدالرحمن سيد الأهل ومن ثمار تعاونهما ثلاث اغنيات هي: أنا مصرية من سينا، وقدف يا مراكبي، ويا قاصد الحرمين وهي مصورة تليفزيونيا ويتمني ان تذاع قريبا في ذاكراه الثالثة والعشرين لرحيله.
هو موسيقار فاكراك ومش حانساك، وبحب اتنين سوا.. وسماح.. وع الدوار وكلمني يا قمر، ويا صحرا المهندس جاي.
اننا لن ننساك ايها الموسيقار العظيم.
الأقصر وأسوان
الثلاثاء :
اعادني مشهد شباب الجامعات منذ أيام وهم يمرحون ويلهون علي رصيف القطار قبل السفر الي الاقصر واسوان الي تلك الذكريات الجميلة عندما كنت في الشهادة الابتدائية كانت تنظم لنا الرحلات المدعومة مقابل قيامنا بدفع اربعة جنيهات فقط، هي اجرة السكة الحديد ذهابا وايابا من القاهرة الي الاقصر واسوان والعودة والاقامة والطعام لمدة اسبوع في معسكرات تم اعدادها علي اعلي مستوي وزيارة المواقع الاثرية والمشروعات الجديدة والرحلات النيلية.
وكانت ذكريات رائعة ومتعة ما بعدها متعة.. ضحك ولعب وحب بين الزملاء مازلت احتفظ بها في البوم الصور، واتطلع اليها بين الحين والاخر.. كما اتذكر تلك المقالب البريئة، وحمل سرير الزملاء وهم نيام، وعندما يستيقظون يجدون انفسهم في الخلاء.. نعم لقد كان لعب عيال لكنه كان بلا ايذاء.
وبعد اقل من شهر سيحصل ابناؤنا علي اجازة نصف السنة، لذلك اتقدم بدعوتي الي مدارسنا والمجلس الاعلي للشباب والرياضة ووزارة السياحة لتنظيم مثل هذه الرحلات للمستوي قبل الجامعي، وبالتبادل يزور القاهرة ابناء الاقصر واسوان وسوهاج واسيوط من الطلاب للاقامة اسبوعا في المدارس أو المعسكرات أو مراكز الشباب، ليتعرفوا علي اثار الجيزة وزيارة اكبر مشروعاتنا الصناعية والمدن الجديدة حتي يتعمق الانتماء الوطني والتعرف علي حقيقة انجازات الحكومة، وسيتصادف خلال شهر يناير مطلع العام الجديد افتتاح معرض الكتاب وهي فرصة ثقافية رائعة.
ان الرحلات في مرحلة الصبا حفر في الذاكرة بكل ما يراه الطالب.. واثراء للعلاقة بين الشباب ووطنه.
والان هل يفكر المجلس الاعلي للشباب والرياضة.. اما وزارتا السياحة والطيران فعليهما تشجيع هذه الرحلات بالطائرات والقطارات الي هذه المواقع.. وتقديم التيسيرات للمواطنين تشجيعا للسياحة الداخلية لان من حق ابناء هذا الوطن قضاء بضع ايام في احضان الطبيعة الرائعة خلال شهر يناير، ومشاهدة حركة التطوير للمواقع الاثرية في الاقصر واسوان.. هل نفكر؟
استراحة:
مبروك للاخبار ابناءها الاساتذة محمد بركات وياسر رزق ومصطفي عبدالله .. الذين تولوا مراكز القيادة.
شكرا لاستاذي الكبير إبراهيم سعده الذي تحدث معي تليفونيا من سويسرا مهنئا بالعيد، لانه إبراهيم سعده.
مبروك لقيادات »الأخبار« الشابة.. لقد ظهرت اعمارهم علي حقيقتها بعد ان زوجوا بناتهم وهم محمد الهواري ومصطفي بلال وشريف رياض وعاطف سليمان.. وكانت كلمات الاستاذ الكبير محمد بركات رئيس مجلس الادارة لهم نابعة من القلب عندما خاطبهم قائلا: عقبال لما تفرحوا بزواج ابنائهم.
عيب علي محافظة حلوان ان تترك القاهرة الجديدة بلا لافتات ارشادية، حتي يستطيع زائر المدينة الوصول إلي مواقع الخدمات بها سهلا مثل مكتب تراخيص السيارات.. الحل »حتة صفيح«!
العلماء الألمان يدقون ناقوس الخطر ويحذرون الآباء المدخنين من انهم يعرضون اطفالهم الذين في مرحلة قبل الدراسة إلي الاصابة بضغط الدم المرتفع الدراسة اجريت علي 632 ألف طفل والاصابة 13٪.
عندما تتبرع ام لطفلها بكليتها وربع كبدها هل هناك بعد ذلك تضحية؟ لكنها هي الأم.
الآن اصبح بمقدور »المرأة« الجورجية »العزباء« استئجار »رجل« لمدة ساعة مقابل 11 جنيها استرلينيا لمساعدتها في اعمال البيت.. الشركة التي تقدم هذه الخدمة الآن اصبحت عاجزة عن تلبية الطلبات بعد ان اشتد الاقبال عليها.
لحظة تأمل:
كثيراعن كلامي.. كثيرا ما ندمت أما عن الصمت ما ندمت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.