قوات الحوثيين ليس لديها النفس الطويل لمواجهة ضربات عاصفة الحزم في اليمن.. قد يطول الوقت بالأزمة في اليمن وقد لا تنتهي مشكلة الحوثيين بالصورة المطلوبة وفي الوقت المحدد لعاصفة الحزم ورغم الضربات الجوية العنيفة التي تلقاها الحوثيون إلا أنه لم يظهر تأثيرمباشر علي الأرض للعمليات الجوية للطيران السعودي وتقدم الحوثيون من صعدة في الشمال إلي عدن في الجنوب بإيقاع سريع عبر تعز في الجنوب ووضعوا ايديهم علي معظم المدن اليمنية في طريقهم في ميناء الحديد والي خليج عدن.. ولو أن قوات الحوثيين لا تمثل إلا خمسة في المائة من سكان المنطقة وهم ينتمون إلي الزيديين الذين يعتبرون قرابة خمسين في المائة من سكان المنطقة الشمالية -الجبلية الوعرة- الواقعة علي الحدود السعودية وهم يستندون إلي دعم قوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح والتي يقودها ابنه احمد والدبابات التابعة له. وقد وافق مجلس الأمن علي قرار فرض عقوبات علي احمد صالح وكذلك عبدالله الحوثي زعيم الحوثيين وفرض حظرا علي توريد السلاح للحوثيين وهو مشروع القرار الذي قدمه الاردن ودول خليجية لإيقاف التمرد الحوثي وإعادة الوضع في اليمن إلي اصوله للشرعية.. ولذلك اتخذت المملكة السعودية قرار عاصفة الحزم وتقوم قرابة مائة طائرة- من طائرات التحالف- بشن غاراتها المتلاحقة علي قوات الحوثيين.. والواضح أنها لاتريد الدخول في عمليات أرضية قبل أن تدمر القوات الرئيسية للحوثيين، وحلفائهم من القبائل، والقوات النظامية الموالية للرئيس السابق صالح ضد الشرعية والتي يمثلها الرئيس الحالي عبدربه منصور، وقد ذكر أن هناك اعداداكبيرة من العناصر الخارجة علي الشرعية سلموا انفسهم لقيادة المنطقة العسكرية الرابعة في عدن بعد هجمات جوية عنيفة من عاصفة الحزم والمقاومة الشعبية. وفي ذات الوقت ترفض السعودية أي تدخل ايراني في الشأن اليمني رغم أن الحوثيين يتبعون النظام الايراني ويتلقون الاسلحة والمعونات العسكرية منهم.. والواقع أن الحوثيين لا يشكلون جيشا نظاميا وإنما هم مجموعات من الميليشيات ولايجيدون استخدام الدبابات والاسلحة الثقيلة ولكنهم اعتمدوا علي تفكك الجيش اليمني وانقسامه بين انصار صالح والقوات الموالية للرئيس عبدربه وهناك قرابة مائة الف من قوات الحرس الجمهوري بقيادة أحمد صالح الذي يتحالف مع عبدالله الحوثي بصفة مؤقتة. ما اكده الرئيس عبدالفتاح السيسي برؤية ثاقبة ان الحل في اليمن هو الحل السياسي الامثل في الوقت الراهن وبخصوص موقف مصر منذ تم ارسال قوات جوية وقوات بحرية مصرية للمشاركة في عاصفة الحزم ولم يتم ارسال قوات أخري ووقتها يتم الاعلان عنها وحتي القوات البرية السعودية فإنها لم تشارك في العمليات الدائرة في اليمن ولذلك تقتصر عاصفة الحزم علي القوات الجوية لقصف مواقع الحوثيين وتوجيه ضربات قاصمة لمخازنهم. وبينما قال الرئيس علي عبدالله صالح أنه لن يغادر البلاد ولن يلجأ للاقامة في باريس أو غيرها. والواضح أن الحل السياسي هو المخرج الامثل من الازمة، ومشكلة اليمن انها متسعة الارجاء ولكن تهدد الامن والاستقرار في دول الخليج والوضع علي الارض في غاية الصعوبة وبينما تحاول السفن الحربية الايرانية التسلل إلي عدن وباب المندب.. وعلي حد تعبير الرئيس السيسي: لاأتخذ قرارا منفردا، وبطبيعته العسكرية فإن قراراته تخضع للبحث والدراسة.. ولذلك جاء إلي القاهرة الامير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي لكي يبحث مع السيسي ما يتعلق بخطوات عاصفة الحزم وكيف يتم تنفيذها حسب الخطة الموضوعة في اليمن.. وتحت ظروف الحصار علي اليمن لن يستمر الحوثيون في المعارك البرية طويلا تحت الضربات الجوية المركزة لعاصفة الحزم وسوف يتجهون إلي الحل السياسي بعد الحصار البحري وصعوبة حصولهم علي الاسلحة.. وهناك تدريبات مشتركة سوف تتم في السعودية بين قوات التحالف وسوف تحدد المعركة الارضية في اليمن.. بينما يعتمد الحوثي علي مساعدة قوات الحرس الجمهوري الموالية لابن الرئيس علي صالح ولكن ليس لديها النفس الطويل تحت ضربات عاصفة الحزم بالطيران السعودي.. وسوف يتجهون إلي إلقاء السلاح وتسليم السلطة للشرعية اليمنية في حالة تعيين نائب لرئيس الجمهورية. ومايضعف موقف الحوثيين بمرور الوقت هو انهم من الشيعة الموالين لنظام الملالي في ايران وليس لديهم القدرة العسكرية علي تحمل الضربات الجوية لعاصفة الحزم بينماالطيران السعودي لديه التسليح الكافي للعمليات الجوية لفترة طويلة ولذلك لن تدخل القوات السعودية في معارك ارضية ضد الحوثيين إلا وقت اللزوم لحسم الموقف.. كما ان قبيلة حاشد وقبيلة بكيل اقوي القبائل اليمنية لاتساندان الحوثيين وتقفان إلي جانب الشرعية.. وتعتبر حاشد وبكيل من اقوي القبائل تسليحا وكان علي عبدالله صالح يعمل حسابهما عندما كان في الحكم. ان الموقف في اليمن قد تأثربضربات عاصفة الحزم التي يشنها طيران التحالف وقد بدأت قوات الحوثيين في الانسحاب من المواقع التي تسيطر عليها بعدما تخلت عنها بعض القبائل التي كانت تساندهم مع الفلول الباقية من قوات صالح!