تذكرون الساحر الخواجة الذي أخفي الهرم ذات يوم، عندنا من تفوق عليه؟! اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية جعل سحر الخواجة «صفر ع الشمال»، قياسا بما فعله، فعلي مسئولية سيادته أفتي بأن العدد الفعلي لأطفال الشوارع في عموم بر مصر 21 ألف طفل. وعلي طريقة الشيخ إياه في فيلم «الزوجة الثانية»: الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا، ومن لا يصدق عليه أن يلف شوارع المحروسة ويعد! إذا كان أول خطوة لمواجهة أي مشكلة تتمثل في دقة وأمانة التشخيص، وإذا ما كان أي أمر لابد أن يوسد لأهله، وهو هنا جهاز التعبئة والاحصاء، وإذا كان لبيب ترك كل بلاوي وهموم المحليات، واهتم «بشغل غيره» وتعاون مع 3 وزارات، واستثني اللواء أبو بكر الجندي وجهازه، إذا كان ذلك كذلك، فإنني أؤكد أن السحر لن ينقلب علي الساحر، لكنه سينقلب سوادا علي مستقبل مصر، ما دامت مثل هذه العقلية لاتزال في صدارة المشهد! مضي أكثر من شهر علي نشر الزميلة «أكتوبر» لتصريح لبيب، ولم يفتح الله علي أحد بأي تعقيب! فقط أذكر الجميع بأن اليونيسيف قدر حجم المشكلة بما يتراوح بين 600 إلي 800 ألف طفل، وقبل نحو عام ذهبت دراسة أعدها المركز القومي للبحوث إلي أن الرقم يصل إلي مليوني طفل، أما مركز معلومات مجلس الوزراء فإنه يعترف بعدم وجود احصاءات دقيقة عن الظاهرة. اللواء الساحر ينحي كل ذلك جانبا، ويتصور أنه يبهرنا برقمه المضلل، بينما تواجه مصر الجيل الأخطر من أطفال الشوارع من فرط عدوانيته وافتقاده للانتماء، ولا عزاء للوطن، فقط المجد للسحرة عاشقي عروض ال«ون مان شو»!