حول مدي فعالية عملية " عاصفة الحزم " والجهود العربية والدولية لإنقاذ اليمن من الازمة السياسية الخانقة التي تعيشها والدور المصري في حل الازمة.. والوضع الانساني الصعب الذي يعيشه اليمنيون.. ملفات عديدة عرضناها علي راجح حسين بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية المستقيلة برئاسة علي بحاح نائب رئيس الجمهورية اليمني.. في البداية سألناه.. ما هي دلالة موافقة مجلس الامن علي قرار رقم 2216 ؟ من الجيد أن يكون القرار قد مر بدعم كبير من أعضاء مجلس الأمن وهو ما يشكل ضغطا علي الحوثيين والرئيس المخلوع خصوصا أنه يأتي طبقا لبند الفصل السابع، وقرار مجلس الامن بعيدا عن فرضه حظرا علي تسليح ميلشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع صالح فانه يؤكد حقيقة مهمة وهي ان العالم لايزال يتحدث بصوت واحد تجاه الازمة اليمنية ويحمل الحوثيين وصالح المسئولية ويشير إلي انه لا يوجد اي انقسام فعلي ويؤكد ان المعرقلين ومن اوصلوا اليمن لهذا الوضع الخطير هو صالح والحوثيون والذين خسروا الكثير نتيجة ضربات عاصفة الحزم بعد ان توقف امدادهم بالأسلحة الذي استمر منذ سيطرتهم علي العاصمة صنعاء وحتي بدء عمليات " عاصفة الحزم" والتي نجحت في حصارهم جوا وبحرا.. وما الذي يجعل ميلشيات الحوثي وقوات المخلوع " صالح " تلتزم بالقرار الجديد ؟ الحوثيون من خلال عدم التزامهم المتوقع بقرار مجلس الامن يؤكدون للعالم اجمع انهم جماعة متمردة علي الشرعية الدولية خاصة وانهم منذ انقلابهم اثبتوا انهم جماعة مسلحة متمردة علي الشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس هادي لذا فالخيار السياسي امامهم اصبح محسوما لا مجال فيه للمراوغة بعد ان اثبتت التجربة انهم ليسوا بساسة بل مجموعة من المغامرين عليهم ان يدركوا خطورة ما فعلوه وان كان في ادمغتهم عقل عليهم ان ينهوا مغامراتهم فورا لان اليمن مدمر ويتجه إلي المجهول ولكن ماذا عن الدور الذي تقوم به مصر في عمليات " عاصفة الحزم " ؟ دور مصر مهم وحيوي ولا غني عنه لانجاح عمليات " عاصفة الحزم " خاصة ان أمن اليمن قضية أمن قومي لمصر لذا جاءت مشاركة مصر ايمانا بدورها القومي في المنطقة وسعيا لاعادة لاستقرار لليمن وقد لعبت البحرية المصرية دورا مهما في الحصار البحري للموانئ اليمنية وتأمين الملاحة في باب المندب ومنع وصول الاسلحة لميلشيات الحوثي وقوات صالح. هل يدفع اليمن ثمن الصراع السياسي الإقليمي الدائر في المنطقة ؟ من يريد الصراع في اليمن هي إيران أما الأشقاء الخليجيون فهم حريصون علي أمن واستقرار البلاد وهذا ما لمسناه منذ أحداث 2011 عندما تقدمت هذه الدول بالمبادرة الخليجية التي توافقت عليها كل المكونات السياسية اليمنية وكانت تشكل مخرجا آمنا لليمن لكن للأسف هناك من سعي لإفشال هذه المبادرة لكي لا تنجح العملية الانتقالية وهناك جهود حثيثة تبذل من قبل دول مجلس التعاون لإنجاحها.. في المقابل تحركت طهران ووقعت مع الحوثيين اتفاقية تعاون مشتركة تحمل في باطنها امداد جماعة الحوثي بالسلاح وهو ما يؤكد ان نواياها واضحة حيث اثبتت التجربة انه لا توجد لديها الرغبة الحقيقية لمساعدة اليمنيين ونحن طوال السنوات الماضية لم نجد أنها قد وقفت إلي جانب اليمن أو قدمت أي دعم اقتصادي بل ما تأكدنا منه ان إيران تبحث عن ساحة تثبت فيها أقدامها عقب انفلات الوضع إلي حد كبير من بين يديها فيما يتعلق بالملفين السوري والعراقي وتجد في اليمن ربما موطأ القدم الذي تبحث عنه خاصة أن اليمن خاصرة دول الخليج التي تربطها بإيران علاقات غير جيدة. وماذا عن دور الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح؟ بالتأكيد ما فعله جريمة وأنا شخصيا كنت أتمني أن يحتفظ صالح بسجل جيد وذكري طيبة لدي اليمنيين بعد خروجه من السلطة، وكان بإمكانه ذلك، واليمنيون كانوا سيغفرون له الكثير من الهفوات والأخطاء لو ساهم في استقرار اليمن لكن يبدو أن روح الانتقام لديه غلبت روح التسامح وبالتالي أدرج علي قائمة العقوبات وتحدثت عنه تقارير المنظمات الأممية ومجلس الأمن وأعتقد أنه لا يسعي للعودة للسلطة بل يفكر فقط في الانتقام. وماذا عن الوضع الانساني باليمن وما دور الحكومة في التخفيف من معاناة اليمنيين ؟ الوضع مأساوي بشكل كبير لكن الحكومة عقدت اجتماعا مصغرا برئاسة رئيس الوزراء خالد بحاح لمناقشة وصول المساعدات الإنسانية إلي المحافظات اليمنية المنكوبة وتم ابتعاث وزير الخارجية رياض ياسين إلي جيبوتي لإيصال المساعدات وقرار مجلس الامن يعطينا دفعة قوية للوصول إلي حل ووقف المعاناة الانسانية لذا فان الحكومة ستعمل علي حل الجانب الانساني وهو اولوية من أولوياتها وهناك خطة مسئول عنها وزير الخارجية ووزير حقوق الانسان بالتعاون مع السعودية وقطر اما بالنسبة لمشكلة الرواتب فمسئول عنها الحوثيون لان البنك المركزي تحت سيطرتهم وهناك ازمة اقتصادية حقيقية خاصة في ظل توقف تصدير النفط المصدر الرئيس لإيرادات الدولة كما ان الحوثيون خصصوا جزءا كبير من العائدات للمجهود الحربي وهو ما جعل الاهالي يعيشون وضعا انسانيا صعبا الا اننا لا نقطع حبال التواصل مع احد فهدف الحكومة هو انقاذ كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون