نعم هي ذات التوكل ونفس الكرمان.. هي تلك الحرباء التي تحركها قواعد اردوغان لا بأس أن تكون فاسدا مدعيا للورع طالما زينت جبينك دائرة او نصفها من اللون البني الداكن سواء جاءت من كثرة السجود او اختصرت المشوار بلسعة مكواة.. لا بأس أن تبيع وطنك وترهن ترابه طالما بقيت تغريداتك التويترية وتعليقاتك الفيسبوكية نبراسا للحالمين بالحرية.. لا بأس ان تفرط في أعز ما تملك طالما وجدت من يقدر هذه التضحية ولو ببضع مئات من آلاف الدولارات.. لابأس أن تتخلي عن أمتك وتتاجر بأطفالها طالما بقيت تصوراتك لمستقبلهم وفقا للمعايير الدولية.. لا بأس ولا بأس ولا بأس من اوطان تضيع واحلام تهدم وشعوب تمزق طالما بقيت « توكل كرمان « واخواتها وإخوانها يؤسسون لواقعهم الجديد بمعاييرهم الجديدة.. التي منحت لهذه الفتاة جائزة نوبل للسلام وأهدت لوطنها حربا استعرت ويعلم الله متي وكيف ستنتهي وهل يبقي اليمن بعدها سعيدا كما عرفناه سابقا.. تعاملت معنا فتاة نوبل بمنطق الراحل يونس شلبي - عاطف السكري - في رائعة العيال كبرت « اشتغل اي شغلانة شريفة بس ما اتمسكش «.. غنت وأمثالها لشعوبنا اليائسة قصائد الحرية علي أنغام الغرب فسقطت وسقطوا.. باعوا لنا الوهم « اون لاين «في متاجرهم الالكترونية ووقت سداد الفواتير أغلقوا بطاقات الائتمان.. وكدنا ان نصبح سلعة رخيصة في أسواق النخاسة.. خماسين الأخت كرمان التي تسللت وسط نسائم الربيع العربي ألهبت مشاعرنا شرقا وغربا بقيم جديدة وأطروحات افلاطونية لأوطاننا.. فتحت قلبها لتوزيع الامال والاحلام والديمقراطيات علي كل شعوب المنطقة ونسيت ان تترك مساحة لوطنها الحزين.. أفنت الأربع سنوات الاخيرة من عمرها بالمطارات والفنادق والحفلات في كل العواصم الاوربية بخلاف الأيام والليالي الطويلة التي قضتها في رحلات مكوكية بكافة الولاياتالامريكية.. حزمت حقائبها وهبت لنصرة الشرعية الاخوانية في مدينة نصر والجيزة عقب ثورة الثلاثين من يونيو.. تصدرت جولات تحالف دعم الملوخية الاخوانية حول العالم.. تفرغت للتطاول علي الجيش المصري وقادته ورجاله علي مدار نحو العامين أفرغت خلالها مخزونها الكامن من البذاءات.. تركت صنعاء تحترق لتشعل باكاذيبها النيران حول القاهرة.. شاهدت وطنها يتمزق ويغرق في اوحال الطائفية والقبلية والارهاب وبالتأكيد المصالح.. ولم تتحرك مشاعرها سوي نحو المعزول مرسي. وبعد فاصل من الصمت الرهيب عادت توكل لامؤاخذة كرمان.. بنيو لوك لم يكن في الحسبان.. فبعد آيات الثناء علي الاخوان وفواصل المدح في عظم عصرهم والأوان.. وبذئ القول علي كل من له في العسكرية مكان.. ولو كان بمجرد الحب والتقدير والعرفان.. ادركت الفتاة الصباح وسكتت عن كل ما كان لها من المرشد مباح.. تغريدات أشبه بالنواح.. واستيقظت علي حال وطن أتت علي الأخضر واليابس به الرياح. وفجأة بعد كل ما فات من متناقضات « توكل « وعجيب أخبارها وافكارها.. طالعتنا كرمان بتغريدة جاء نصها «طالما قلنا إن حزب الله وايران يعبثون في اليمن، وهم من يديرون ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح فإننا: «نقول لحسن نصر الله.. هناك الجيش المصري وغيره من الجيوش العربية المنضوية في التحالف العربي لحماية الملاحة الدولية فلا تعول علي هذه الورقة، اليمن ليست لبنان وليست سوريا فافهمها». نعم هي ذات التوكل ونفس الكرمان.. هي تلك الحرباء التي تحركها قواعد اردوغان.. هي وهي وهي أشكال ونماذج لا تعرف الا ان تمر علي جثث الاوطان. اين حمرة الخجل يا فتاة.. اين رئيسك وجماعتك ومرشدك.. بمن تستنجدين اليوم لنصرة وطنك المكلوم.. وبمن تستقوين امام اعدائه.. الأخت كرمان مثلها مثل كثيرين حتي ممن شاطروها النوبل ربما يذكرهم التاريخ ولكن بالتأكيد في أسوأ خانات اوطانهم.