الحدائق العامة هى اكثر الاماكن التى يقضى فيها الكثير من المصريين شم النسيم يخرج ملايين المواطنين اليوم إلي الشوارع والحدائق للاحتفال بشم النسيم. تلك المناسبة الفرعونية التي حافظت علي وجودها وصمدت علي مدار آلاف السنين وتعتبر حشود المحتفلين هدفا للحدائق وعددا من اصحاب الحرف. الجميع يهدفون لجذبهم وتعويض شهور الركود التي تسبب فيها فصل الشتاء. حيث تراهن القناطر الخيرية علي اجتذاب نصف مليون زائر أما حديقة الفسطاط فتتوقع ان يزورها ربع مليون وتستهدف حديقة الحيوان جذب 100 ألف اما الازهر فتسعي لكسر رقم 40 ألفا، بينما تكتفي حديقة الاورمان باستهداف 10 آلاف زائر.. وفي اطار المنافسة علي «جيوب» المحتفلين بشم النسيم استعدت كل حديقة بكل ماتملكه من وسائل إغراء وجذب. وضاعفت من الخدمات التي تقدمها والحفلات التي تنظمها.. بالاضافة الي تكثيف الخدمات الأمنية كي لاتتحول المناسبة الي مصدر ازعاج للمواطنين أو خطر يهددهم.. كما استعد الباعة الجائلون والمراكبية وباعة الفسيخ والرنجة لانهم يبحثون بدورهم عن نصيب في كعكة الاحتفالات، ويسعون لتعويض فترات توقفوا فيها عن العمل اضطراريا أو قلت فيها مصادر رزقهم.. لكن في مقابل ملايين المحتفلين أكد آخرون ان اوضاعهم المالية الصعبة تجعل الاحتفال لديهم مرفوعا من الخدمة. لهذا يكثفون بالجلوس في منازلهم، غير انهم لن يقاطعوا الاحتفالات تماما. فقد قرروا الاستغناء عن الفسيخ والرنجة لان اسعارهما تحملهم مالا طاقة لهم به، واستبدلوهما بالبيض الملون الذي يجعلهم يعيشون المناسبة بأقل قدر من التكاليف. الفقراء يحتفلون «من منازلهم» والبيض الملون بديل للفسيخ وسط اجواء الاحتفالات لايجد البعض بديلا سوي البقاء بالمنزل. لايفعلون ذلك لتجنب الزحام بل لانهم يرغبون في توفير اي نفقات مهما كانت بسيطة لمواجهة اعباء الحياة لهذا اعتزلوا الفسيخ والرنجة وقرروا العودة الي البيض الملون كنوع من المشاركة المعنوية في الاحتفال. تقول رشا محمد «ربة منزل» ان ارتفاع اسعار الفسيخ والرنجة جعلنا نعود الي سابق عهدنا بتلوين البيض واكل الكشري للمشاركة في الاحتفال بشم النسيم فالحياة اصبحت لا تتحمل مزيدا من المصاريف وتوضح انها تعول اسرة مكونة من 3 اطفال وجميعهم في مراحل التعليم المختلفة وزوجها ارزقي يعمل « يوم آه وعشرة لا» لهذا فهم يحتفلون بشم النسيم في البيت وذلك لانهم لايستطيعون الخروج نظرا لتكلفة الفسحة . وتضيف راوية محمد « ربة منزل» انها « نسيت الفرحة» ولا تسمع عن. الاعياد ولا المناسبات الا من خلال جيرانها وتضيف انها تشتري « بخمسة جنيهات عدس وارز ومكرونة» وتقوم بتسويتهم علي « وابور الجاز « لاعداد وجبة كبيرة لها ولاحفادها للمشاركة في احتفال شم النسيم وتقول: نحن اسرة مكونة من خمسة افراد نعيش جميعا في غرفة صغيرة ولا نملك ثمن كيلو رنجة ولافسيخ « فنستبدله بالكشري ..ويؤكد محمد محمود «بائع خبز» أن شم النسيم لن يختلف عن باقي الايام ويوضوح: نقضي كل الايام في عملنا والسعي وراء رزق اولادنا .. عندي أولاد بالمدارس وهم عاوزين مصاريف والفلوس اللي اصرفها علي الفسيخ عيالي أولي بها. ويري محمد خالد «ميكانيكي» ان الاحتفالات بشكل عام خرجت من خريطة الفقراء فالهم الذي يشغل اي مواطن حاليا هو البحث عن مصدر رزق يعيله هو واسرته اما الاعياد والمناسبات فاصبحت تحصيل حاصل مضيفا ان البعض يحتفل بالفرجه علي التليفزيون ومتابعة المسرحيات والبعض الاخر يحتفل بالجلوس امام منزله ويكتفي بالفرجه علي الناس. واشارت فتحية يحيي ان شم النسيم يعتبر من المناسبات التي ينتهزون فيها الفرصة للخروج خاصة في ايام الدراسة والتي يرغب الابناء فيها في الترويح عن انفسهم وقضاء بعض الوقت. ويقول محمد صابر ان المئات من المواطنين يخرجون اليوم لقضاء شم النسيم للاستمتاع وقضاء وقت ممتع، واضاف ان بائعي الاسماك المملحة والرنجة والفسيخ هم الوحيدين الذين يعملون في هذا اليوم لبيع احتياجات المواطنيين في الصباح المبكر وان كانت تختلف اسعارها من مكان لاخر . واشتكي محمود علي من الارتفاع الكبير في اسعار معظم السلع مؤخرا مما انعكس علي انخفاض كمية السلع التي يتم شراءها وان الكثير من المواطنين علي السلع الضرورية الاقل سعراً مثل البيض ويقومون بقضاء اليوم في الاماكن العامة الاقل تكلفة.