عندما نقول »نصاب« يجب ان نكمل الجملة بإضافة كلمة الطماع لانه لايوجد نصابون دون وجود طماعين ..لا أنكر أنني في بعض الأحيان أعجب بالنصابين.. فهم بشر عاديون.. لهم ذكاء خارق قادر في الوصول لطموحاتهم وغالبا ما يكون علي حساب الطماعين الذي احيانا ما يطلب ويصر في الالحاح علي النصاب ان ياخذ امواله بل يلجأ احيانا الي واسطة لتسليم ماله الي النصاب طواعية .. والكثيرون منا يسقطون في فخ النصابين لا فرق بين متعلم وامي لان الكل في الطمع سواء وصفحات الحوادث بالصحف خير شاهد علي ذلك ..النصاب يستغل ذكاءه في "خداع" الأبرياء والاستخفاف بعقولهم عملاً بمبدأ أن القانون لا يحمي المغفلين. وقد عرفت البشرية علي مدي تاريخها النصب بكل صوره وأشكاله ..يتداول الناس في مصر قصة أشهر نصاب في مصرالذي باع الترام علي سبيل النكتة.. لكن المفاجأة أنها قصة حقيقية سجلت أحداثها صفحات التاريخ الجنائي المصري في 1948 عندما نشرت خبر خروج رمضان أبو زيد من السجن بعد فترة استمرت سنتين ونصف السنة قضاها عقاباً علي بيعه الترام لقروي "ساذج" بمبلغ 120 جنيها وقتها. بالطبع لم يدرك "المالك الجديد" للترام أنه تعرض للنصب إلا عندما طالب الكمساري بالإيراد اليومي للقطار وهو ما أدي لجدال عنيف انتهي داخل قسم الشرطة. ومن أشهر النصابين في العالم فيكتور لوستيج وصديقه دانيال كولينز اللذان استطاعا بيع برج ايفل مرتين بعد أن اقنعا بعض رجال الأعمال أن البرج سيزال ويعاد بناؤه من جديد.. وحوادث النصب كثيرة كلما قرأت في الصحف عنها اتساءل من أين يأتي النصاب بحيله وأفكاره التي لابد أن تقنع الضحية بصدقها ؟ جمال حسين [email protected]