د. نبيل العربى يلقى كلمته شرم الشيخ - بعثة الأخبار أكد د. نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن صيانة الأمن القومي العربي - الذي يشمل أمن المواطن وأمن المجتمع والدولة - يتطلب إستراتيجية متكاملة لمواجهة التهديد الأمني الآني والمتمثل في جيل جديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة التي تستفيد من تداعي سلطة الدولة والاحتقان الاجتماعي والسياسي وتجند أتباعها من بين الشباب ضحايا التطرف الفكري والغلو الديني. ووصف العربي خلال كلمته أمام القمة العربية ال 26 بشرم الشيخ ، قرار إنشاء قوة عربية مشتركة بأنه تطور تاريخي يرتقي بمستوي العمل العربي المشترك، ويُعبّر عن الإرادة الجماعية في صيانة الأمن القومي العربي.. وقال: «نأمل أن يتم الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ ولتكون هذه القوة علي أهبة الاستعداد للاضطلاع بالمهام الملقاة علي عاتقها في مواجهة التحديات التي تواجه أمن وسلامة الدول الأعضاء وسيادتها الوطنية والأمن القومي العربي برمته». وأكد العربي أن التدابير الفورية المطلوب اتخاذها في إطار المواجهة الشاملة مع الإرهاب والتطرف لا تقتصر علي الجوانب الأمنية والعسكرية فقط، علي أهميتها، بل تستدعي أيضاً اتخاذ إجراءات لا تقل أهمية، وتشمل النواحي الثقافية والفكرية والايديولوجية والإعلامية والمجتمعية الحاضنة والمُنتجة للتطرف والإرهاب بجميع أشكاله وصوره، وهذه الجهود يجب أن يرافقها مواجهة حقيقية مع أنفسنا ووقفة صادقة مع المرجعيات الفكرية فلا يمكن اجتثاث آفة الإرهاب ما لم نجتثه من العقول والقلوب والكُتب والمعاهد والمساجد..كما أنه لا يمكن اجتثاث الإرهاب ما لم نضع برامج فعّالة لخفض الفقر ورفع مستويات المعيشة والرفاهية العام للمواطنين، وخلق فرص وبدائل إيجابية أمام الأجيال الشابة ليكون لها أمل في غدٍ أفضل. وأعرب العربي عن التأييد التام لعملية عاصفة الحزم باعتبارها إجراء لابد منه من أجل حماية أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية والتي جاءت استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد فشل جميع الجهود التي بذلت من أجل وضع حد لتمادي جماعة الحوثيين وانقلابهم علي الشرعية اليمنية..وأكد العربي أن القضية الفلسطينية كانت دائماً ولا تزال تشكل التحدي الأكبر والأخطر فالمنطقة العربية علي اتساعها لن تنعم بالسلم والاستقرار والأمن مادام الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مستمرا، ومادامت الجهود الدولية المبذولة لمعالجتها ما تزال تراوح مكانها، الأمر الذي يتطلب تبني مقاربة جديدة تهدف إلي تحقيق الحل الشامل والدائم والعادل، المستند إلي مبادرة السلام العربية وإلي قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقرار حل الدولتين، وإعلان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو1967 وعاصمتها القدس..وأكد أن فرص تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة تتضاءل، ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني يتعرّض لأفدح المخاطر إذا لم يتحمل العرب والمجتمع الدولي ويتحمل مجلس الأمن المسئولية لوقف مسلسل المفاوضات العبثية، ودفع إسرائيل إلي إقامة حل الدولتين ووفق جدول زمني مُحدّد، وآلية تضمن الالتزام بالتنفيذ، وذلك تحت الإشراف المباشر لمجلس الأمن، باعتباره يتحمل المسئولية الرئيسية في المحافظة علي السلم والأمن الدولي.كما أكد العربي أن تداعي سلطة الدولة وتفتت المجتمع واقتتال فئاته يمثل خطرا داهما لا يعادله خطر آخر، وهوما نشهده اليوم في سوريا التي يدخل النزاع فيها عامه الخامس، حيث تداعت ركائز الدولة وانهارت مقوماتها الوطنية، وباتت الأزمة السورية اليوم بتداعياتها الخطيرة، تُشكّل التهديد الأكبر للأمن القومي العربي..موتمر ليبيا في خضم حالة من الفوضي والاضطراب، ولا تزال المحاولات المبذولة والرامية إلي وضع الأزمة الليبية علي مسار الحل السياسي تصطدم بالعديد من العقبات والصعوبات، ونرجوأن يتم التوصل إلي حل قريب..أمّا الصومال، فبعد عقود من الفوضي، بدأت خطوات إعادة بناء الدولة، وأرجوأن يستمر هذا الجهد، كما أكد العربي أن الجامعة العربية لابد أن يطولها تغيير العالم العربي بسرعة وبعمق..وقال أن هذا ما حرص علي التأكيد عليه منذ بداية مهمته في يوليو2011، مضيفا: «فإما أن نجعل من الجامعة أداة للتغيير المسئول أونتركها للتيار العارم يجرفها في طريقه..وهنا تكمن ضرورة إعادة النظر في أداء الجامعة وبنيتها ومؤسساتها إن أردنا لها مواكبة المتغيرات التي يشهدها العالم العربي اليوم»..وطرح العربي للقادة مشروع ميثاق معدل للجامعة العربية ومشروع النظام الأساسي الجديد لمجلس السلم والأمن..