الصمت نوعان أحدهما إيجابي والآخر سلبي. أما الصمت الإيجابي فهو ماكان للتأمل والتدبر والبعد عن فاحش القول وقبيح الكلام والثرثرة الجوفاء والاغتياب الذميم ومن ثم يعد من القيم الرفيعة والخصال الحميدة التي يتعين علي المرء أن يتحلي بها وهو شعبة من شعب الإيمان.. وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة والمأثورات وأقوال المشاهير لبيان مناقبه ويحضرني منها قول الله تعالي (لاخير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) سورة : النساء الآية : 114.. وحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أوليصمت).. وبكثرة الصمت تكون الهيبة (علي بن أبي طالب) والكلام كالدواء إن أقللت منه نفع ، وإن أكثرت منه قتل (عمرو بن العاص) ويا بني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فافتخر انت بحسن صمتك (لقمان) والحكمة عشرة أجزاء تسعة منها بالصمت والعاشر في عزلة الناس (وهب ابن الورد) والصمت فن عظيم من فنون الكلام (وليم هنريت) ولن تكون متحدثاَ جيدا حتي تتعلم كيف تحسن الإصغاء (كريستوفر مورلي) ولن أتذكر كلام اعدائي بل صمت أصدقائي (مارتن لوثر كنج) وأخيرا وليس بآخر.. الدبلوماسي رجل يستطيع أن يصمت بعدة لغات (أنور السادات) ! أما الصمت السلبي وأعني به السكوت عن الحق والتدثر برداء السلبية في مواجهة الكذب والزور والبهتان فهو نقيصة ينبغي أن نبرأ منها ونترفع عنها حتي لانقع في المحظور وصدق رسول الإنسانية صلي الله عليه وسلم إذ يقول (الساكت عن الحق شيطان أخرس).