حذر موظف مصرف «إتش اس بي سي» السابق ارفيه فالشياني الذي سرب وثائق سرية تظهر مساعدة المصرف لعملائه علي التهرب الضريبي، من أن ما نشرته وسائل الاعلام ليس سوي جزء بسيط مما تفضحه الوثائق التي سلمها إلي الحكومة الفرنسية. واثارت التسريبات ضجة علي الصعيد العالمي لتفضح العمليات المالية لكبار اثرياء العالم، مما حث البرلمان البريطاني علي فتح تحقيق سريع حول عمل المصرف في لندن. والفضيحة التي تعرف ب»سويس ليكس» تلقي الضوء علي ممارسات التهرب الضريبي فتكشف تفاصيل الالية التي اعتمدها مصرف إتش اس بي سي في سويسرا لمساعدة عدد من عملائه علي اخفاء اموال غير مصرح بها. ووردت في الوثائق اسماء مشاهير وتجار سلاح وسياسيين، ولا يعني ذلك بالضرورة تورط جميع الاسماء في اعمال منافية للقانون، خاصة ان بعضهم اكد تسوية اوضاعهم القانونية. وبحسب الوثائق، التي نشرت، فان فرع اتش اس بي سي في سويسرا ساعد عملاء في اكثر من 200 دولة علي التهرب الضريبي في حسابات مصرفية تصل إلي 119 مليار دولار (104 مليارات يورو).وسرق ارفيه فالشياني، مهندس المعلوماتية الذي كان يعمل في الفرع السويسري للمصرف البريطاني، الوثائق في العام 2007 وسلمها إلي السلطات الفرنسية. وعلي مدي سنوات عديدة بقيت تلك المعلومات حكرا علي القضاء وعلي بعض المصالح الضريبية.وحصلت صحيفة لوموند علي البيانات المصرفية لاكثر من مائة الف من عملاء المصرف ووضعت المعلومات في تصرف الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين في واشنطن، الذي تقاسمهم بدوره مع اكثر من 45 وسيلة اعلامية حول العالم.ويتعرض فالشياني، الملقب ب»سنودن التهرب الضريبي» و»الرجل الذي يخيف الاغنياء»، ايضا للملاحقة القضائية في سويسرا بتهمة السرقة. وعرضت عليه كل من فرنسا واسبانيا الحماية عبر رفض تسليمه إلي سويسرا.وفي بريطانيا قالت مارغرت هودج، رئيسة لجنة الحسابات العامة في البرلمان البريطاني، ان نوابا بريطانيين سيطلقون «تحقيقا طارئا» وسيطلبون من اتش اس بي سي التعاون عبر تقديم المعلومات اذا لزم الامر.