استفزني ذلك الكاتب مدعي علم السياسة الذي يضرب علي نغمة الثورة ويدعو الناس لاستمرارها بادعاء ان ذلك طمأنة لعدم عودة عصر مبارك الذي نهش لحم المصريين، ومؤكدا ان ما استفاد منه الشعب فقط هو كسر الخوف ضد الحكومة أما مطالبها فلم تتحقق وهي دعوة يراد بها باطل يستعدي الناس ضد مصر كلها وليس ضد حكومتها. أمثال هذا المدعي الذي خرج أيضا علي إحدي الفضائيات ليقول ان الزعيم البطل الراحل الشهيد أنور السادات بطل الحرب والسلام لقي ما كان يستحقه بقتله علي يد الإرهاب لأنه فرط في مصر ومقدراتها. هذا الإنسان هو نفسه من يدرس لأبنائنا في إحدي الجامعات أسس السياسة ولا يعرف من مبادئها إلا القليل لأنه بصراحة تافه المعلومات ضحل الأفكار لا عمق لديه واحد الفكر لا يقبل غير رأيه. أمثال هذا المدعي هم الصورة السيئة لثورة 25 يناير العظيمة الرائدة وإذا كان مطلبه باستمرار الثورة يمكن ان يكون شرعيا فإنه فيما تمر به مصر من ظروف صعبة قد صار مطلبا غير ملح بعد ان تغيرت مصر بالكامل في كل نواحي الحياة.. أتساءل كغيري وعلي من الثورة هل علي الرئيس الذي اختاره كل الشعب في استفتاء كبير أعلنه الشعب في 30 يونيو و3 يوليو عام 2013 وقبل ان يقول كلمته النهائية أمام صناديق الانتخاب بعد ذلك؟.. لقدأنقذ الرئيس السيسي مصر كلها من مجهول يعلم الله وحده كم كانت ستقع في أتونه لو لم يوفقه الله لهذا الإصلاح. أمثال هؤلاء الذين لا يزالون يطالبون بالثورة وباستمرارها حتي تحقق كل الأهداف منها والتي لا نعرف مداها النهائي لا يدركون ان مصر الآن تتعرض لحرب شعواء تستهدف القضاء عليها وأن مصر تحشد نفسها وشعبها للدفاع - كما قال الرئيس- عن نفسها لأنها في حرب بقاء أو فناء.. حرب تريد استنزاف كل طاقات مصر وتدمير كل شيء فيها وتقسيمها وفقا لمخطط دولي ممنهج بخطط كبري، وبدلا من ان يطالب هؤلاء بالاصطفاف لمواجهة الخطر يطالبون بالثورة.. علي من ومن أجل من ولماذا.. لا ندري؟!! إذا كانوا يريدون الثورة علي رجال مبارك وهم خائفون من عودتهم فهم يلعبون علي وتر خاسر لأن مبارك لم يعد له علي الساحة وجود والشعب واع وعند صناديق التصويت سيقول كلمته.. ليس لدي المصريين شك في ان الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي لم يهدأ له بال منذ تولي السلطة في مصر يحرص كل الحرص علي ان يحقق للشعب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وهي المبادئ التي قامت من أجلها الثورة ولكنه أيضا يحتاج منا جميعا ان نقف خلفه وقفة رجل واحد لمحاربة الإرهاب في تلك الظروف الصعبة التي تحاول هدم مصر وجيشها.. الرجل كان صريحا معنا عندما خرج علينا وقال لن أفعل شيئا لوحدي بدونكم وأمثال هؤلاء المدعين يشتتون أفكار الناس ويبعدونهم عن الحقيقة. لم يعد هناك وقت للضياع في الدعوة للثورات فاللعب علي وتر الثورة الحساس أصبح نغمة نشازا في ظل الخطر المحدق بنا. كل الهدف الآن أن ننطلق ان ننظر إليالمستقبل المشرق ونحن واثقون ان الثورة أدت دورها وأن الشعب لن يعيد لا نظام مبارك ولا نظام الاخوان.. من منا ينكر ان الرئيس استعاد التوازن لمصر دوليا واقليميا وعربيا وافريقيا أليس ذلك نجاحا وعودة لدور فقدناه علي مدي سنوات؟ ألم يدرك هؤلاءالمدعون أننا بدأنا مشاريع قومية لخدمة الشباب وإصلاح البنية التحتية.. ألم يدركوا أن الأمن بدأ يعود بشكل كبير لربوع الوطن رغم شظايا الاخوان التي تصيبنا من وقت لآخر هنا وهناك؟.. أنا مع من يطالبون بمواقف أشد مع الإرهاب ولكن لا يصح أن يخرج مذيع علي إحدي الفضائيات لينبه الرئيس بما معناه إذا لم تسارع بإرضاء الشعب والقضاء علي الارهاب فسوف ينصرف عنك نفر ليس بالقليل ممن يؤيدونك. اننا لا نريد الثورة علي النظام ولكننا نريد الثورة عليكم لأنكم أيها المدعون أصبحتم معاول هدم تنخر في عظام الوطن أنتم شر مكانا من الإرهاب.