سلفا كير يستهل عملية التصويت ويشيد ب »اللحظة التاريخية« گارتر: الجنوبيون سيواجهون بخيبة أمل عندما تتبدد نشوة الانفصال بدأ ملايين من السودانيين الجنوبيين في الادلاء باصواتهم امس في استفتاء طال انتظاره بشأن الانفصال من المتوقع ان يؤدي الي انقسام اكبر دولة افريقية من حيث المساحة الي جزئين.واطلق رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير عمليات الاقتراع مشيدا باللحظة التاريخية التي يمثلها هذا الاستفتاء الذي شهد اقبالا "كثيفا جدا" منذ ساعاته الاولي. وحضر الزعيم الجنوبي في الساعة الثامنة صباح امس الي مركز اقتراع بجوار ضريح الزعيم التاريخي لجنوب السودان جون قرنق حيث ادلي بصوته والي جانبه السناتور الامريكي جون كيري. وقال كير وهو يرفع اصبعه وعلامة الحبر عليه "انها اللحظة التاريخية التي طالما انتظرها شعب جنوب السودان". واضاف "اقول للدكتور جون قرنق ولكل الذين قتلوا معه ان جهودهم لم تذهب سدي". وفي رسالة طمأنة الي الجنوبيين اكد سلفا كير تمسكه بالتعايش السلمي بين الشمال والجنوب في السودان. واضاف "اليوم لا عودة الي الحرب ... والاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة". واعلن المتحدث باسم مفوضية الاستفتاء جورج ماكير ان جميع مراكز الاقتراع في جنوب السودان وشماله فتحت ابوابها وان الاقبال علي الاقتراع "كثيف جدا" مضيفا انه لم يتم الابلاغ عن اي شكوي. وشوهد جنوبيون وهم يقفون منذ ساعات الصباح الاولي في صفوف طويلة امام مراكز اقتراع في جوبا عاصمة الجنوب ومدن اخري شهدت اجواء كرنفالية احتفالية اكثر منها انتخابية تميزها الزغاريد الافريقية والاغاني التراثية. .وكان الناخبون قد ناموا امامها خلال الليل. ومن الناحية الامنية, اعلن المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب اجوير "لم تحدث اي اشتباكات في ولاية الوحدة والوضع هاديء في جنوب السودان" الا انه اضاف انه لا يملك معلومات في الوقت الحاضر عن الوضع في منطقة ابيي النفطية الواقعة بين الشمال والجنوب ومن المقرر ان يصوت نحو اربعة ملايين ناخب جنوبي في 2638 مركزا انتخابيا بشمال وجنوب السودان وثمان من دول المهجر بينها مصر وكينيا والولايات المتحدة. ويراقب عملية التصويت مئات المراقبين الدوليين، وآلاف المراقبين المحليين. ومن جانبه, قال السناتور كيري الذي شارك في اتصالات واسعة مع المسئولين في الشمال والجنوب لانجاح الاستفتاء "انها بداية فصل جديد في تاريخ السودان وهو فصل مهم جدا". واضاف "انه لامر رائع ان نري سلفا كير يقترع. ان هذا العمل جاء نتيجة عمليات تفاوض طويلة وبعد ازالة الكثير من العقبات".كما قال المبعوث الامريكي الخاص الي السودان سكوت جريشن الذي كان حاضرا ايضا في مركز الاقتراع في جوبا "في حال اصبح الجنوب مستقلا ستكون هناك حاجة للقيام بالكثير مع ولادة دولة جديدة. بامكان الشمال والجنوب الاعتماد علي دعمنا".واذا كان الجنوبيون قد اصطفوا في طوابير طويلة منذ ساعات الصباح الاولي في جنوب السودان بانتظار دورهم للمشاركة في الاقتراع فان الاقبال علي الاقتراع في الشمال كان ضعيفا. وقال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر انه ينبغي علي جنوب السودان ان يتبني الديمقراطية اذا كان يريد ان ينجح كدولة جديدة بعد الاستفتاء.واضاف ان الجنوبيين سيواجهون خيبة امل عندما تتبدد نشوة الاستقلال وتظهر الحقائق الصعبة لبناء دولة من الصفر. واعتبر الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان ان المشاركة الكثيفة في الاستفتاء يجب ان تدفع الجميع الي القبول بنتائج هذا الاستفتاء. وقال رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي إن هناك إحساس بالتفاؤل بين الجنوبين واصفاً التصويت بأنه "لحظة التحرير ." وفي الشمال الذي يغلب عليه المسلمون قوبل احتمال فقد ربع اراضي البلاد ومصدر معظم نفطها باستسلام وبعض الاستياء. وقال ابراهيم غندور وهو عضو كبير في حزب المؤتمر الوطني الحاكم انه احساس بالحزن والغضب في ان واحد وانه احساس بخيبة الامل في القيادة السياسية بالجنوب التي قادت الجنوبيين نحو الانفصال. وفي الخرطوم كانت حركة المرور خفيفة ولم تكن هناك شعارات تشير الي الاستفتاء التاريخي. وفي استراليا, توجه آلاف السودانيين الجنوبيين إلي ثلاثة مراكز رئيسية في كل من سيدني وملبورن والعاصمة الفيدرالية كانبرا للمشاركة في الاستفتاء. كما ينتظر أن يتوجه نظراؤهم في دول أخري مثل كندا والولايات المتحدة والعديد من الدول المجاورة للسودان للمشاركة في الاستفتاء تباعا.وفي كينيا, ادلي مئات السودانيين الجنوبيين باصواتهم في وسط نيروبي في اطار الاستفتاء حول تقرير المصير.