منح اليونانيون حزب سيريزا اليساري الراديكالي نصرا تاريخيا في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأول علي أمل «طي صفحة التقشف». وفي أول خطاب له أعلن ألكسيس تسيبراس زعيم حزب سيريزا أن «الشعب اليوناني كتب التاريخ» وأنه «يترك التقشف وراءه» متعهدا بوضع حد «للإذلال والألم» الذي تعاني منه اليونان. وأمام الآلاف من أنصاره الذين تجمعوا في باحة جامعة أثينا وتوافد بعضهم من كل أنحاء أوربا قال تسيبراس (40 عاما) «إنها إشارة مهمة لأوربا التي تتغير» وأكد أن «حكم الشعب اليوناني يعني نهاية الترويكا» في إشارة إلي الجهات الدائنة الثلاث الاتحاد الأوربي والبنك المركزي الأوربي وصندوق النقد الدولي التي تعهدت منذ 2010 بتقديم قروض بحوالي 240 مليار يورو مقابل تقشف قاس. ومع ذلك أعرب تسيبراس الذي قد يصبح أصغر رئيس وزراء لليونان منذ 150 عاما عن رغبته في «التفاوض مع الدائنين حول حل جديد يصل في مصلحة الجميع». وأكد أن «اليونان تتقدم بتفاؤل في أوربا تتغير». وأضاف «اليوم لا يوجد فائزون ومهزومون.. أولويتنا هي مواجهة جروح الأزمة وتحقيق العدالة ومحاربة الفساد». وقال «نحن واعون بأن اليونانيين لم يعطونا شيكا علي بياض». وبحسب النتائج شبه النهائية حصل سيريزا علي 35,4% من الأصوات مقابل 29% لحزب الديمقراطية الجديدة بزعامة رئيس الحكومة المحافظ انطونيوس سامراس في حين حل حزب «الفجر الذهبي» للنازيين الجدد في المركز الثالث حيث نال 6% من الأصوات رغم اعتباره «منظمة إرهابية» وسجن عدد من نوابه. وينقص سيريزا مقعدان للوصول إلي الأكثرية المطلقة وهو ما يدفعه للبحث عن جهات تدعمه في المستقبل. ويلتقي تسيبراس مع الرئيس ويلتقي تسيبراس مع الرئيس كارلوس بابولياس لبحث تشكيل الحكومة وفي حال الفشل سيتم تنظيم انتخابات جديدة في مارس المقبل. ويبدو أن حكومة انطونيوس سامراس المحافظة عوقبت لسعيها للاستجابة إلي أقصي الحدود لمطالب الترويكا منذ 2012 التي تسببت في نتائج قاسية علي المواطنين الذين يعانون من نسبة بطالة بلغت 25% واقتطاعات حادة في الرواتب. وأقر سامراس بهزيمته وقال «أسلم بلدا علي طريق الخروج من الأزمة وهو عضو في الاتحاد الأوربي ومنطقة اليورو وآمل أن تحافظ الحكومة الجديدة علي هذه المكتسبات». دوليا هنأ الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسيبراس وهنأ البيت الأبيض اليونان علي «حسن سير الانتخابات التشريعية» لكن رئيس الوزراء البريطاني أعرب في تغريدة علي موقع تويتر عن قلقه من أن تؤدي نتائج الانتخابات إلي «مضاعفة الغموض الاقتصادي في أوربا». وأكد المتحدث باسم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أنها تتوقع من الحكومة اليونانية المقبلة احترام التعهدات التي قطعتها البلاد علي مستوي الاصلاحات الاقتصادية والتقشف في الميزانية.