الرئىس السودانى عمر البشىر ىحىى أنصاره خلال جولة انتخابىة فى مدىنة »شندى« مسقط رأسه خارج الخرطوم ازداد المشهد الانتخابي في السودان ارتباكا وغموضا قبل ثلاثة ايام من اول اقتراع منذ ربع قرن. وفشل حزب الأمة السوداني المعارض في حسم موقفه من المشاركة في الانتخابات، في وقت وجهت فيه الحركة الشعبية لتحرير السودان لطمة اخري للانتخابات التي تلاحقها اتهامات التزوير وذلك بمقاطعتها تلك الاستحقاقات علي جميع المستويات في شمال البلاد. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية ان حزب الأمة لم يتمكن من اتخاذ قرار حاسم بالمشاركة أو المقاطعة، رغم استمرار اجتماع مطول لمكتبه السياسي إلي الساعات الأولي من صباح امس.وقال القيادي في الحزب عبد الرحمن غالي إن هناك تباينا في أوساط الحزب، حيث طالب البعض بالمقاطعة بدعوي أن الشروط التي وضعها الحزب للمشاركة مازالت قائمة.وأضاف أن هناك تيارا آخر يري إمكانية المشاركة جزئيا في تلك الانتخابات.وكان الحزب قد رهن مشاركته في الانتخابات بتلبية ثمانية شروط في مهلة انتهت أمس الاول، حيث تمثل أهمها في تمديد موعد الاقتراع أربعة أسابيع، أي إلي ما بعد الأسبوع الأول من مايوالمقبل. ونفي الصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي تقارير صحفية تفيد بأن حزبه قرر خوض الانتخابات علي جميع المستويات.وأضاف المهدي في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية"بي بي سي" أن بيان الأمين العام للحزب الذي أشارت له الصحف "لم يقل أننا قررنا"، مشيرا إلي أن البيان تحدث عن استمرار الحزب في كل مراحل الانتخابات "حتي إشعار آخر". وفي المقابل قررت الحركة الشعبية مقاطعة الانتخابات علي كافة المستويات في شمال السودان بسبب ما وصفتها بانتهاكات خطيرة شابت العملية الانتخابية.وقال الأمين العام للحركة باقان أموم للصحفيين "نعلن مقاطعة الحركة للانتخابات علي كل المستويات في13 ولاية بالشمال"، واتهم الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتزوير الانتخابات.وأضاف أن القرار يستثني ولايتيْ كردفان والنيل الأزرق المجاورتين للجنوب، مشيرا إلي أن الحركة ستخوض الانتخابات علي كل المستويات في الجنوب. ويضم شمال السودان 15 ولاية والجنوب 10 ولايات.ويأتي هذا الموقف بعد أيام من سحب ترشيح ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لمنصب الرئاسة.وكانت الحركة قررت في وقت سابق سحب مرشحيها لمنصب الوالي في ولايات شمال البلاد احتجاجا علي ما وصفته بالتزوير الكبير في الانتخابات.وفي رد فعل أعرب المسئول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم إبراهيم الغندور عن استيائه من القرار، لكنه أكد أنه لن يؤثر علي شرعية الانتخابات أو مخطط تنظيم الاستفتاء.وفي سياق متصل أعلن المسئول في حزب الاتحادي الديمقراطي المعارض صلاح الباشا أن الحزب قرر العدول عن مقاطعة الانتخابات، وأنه سيشارك في الانتخابات البرلمانية والرئاسية استجابة لأنصاره، دون تقديم مزيد من التفاصيل. واعلن مسئولون في الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض ان الحزب سيشارك في الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم الاحد المقبل، وذلك بعد اسبوع علي اعلانه مقاطعة هذه الانتخابات.وقال صلاح الباشا المتحدث الرسمي باسم الاتحاديين ان رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني قرر مشاركة مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية حاتم السير في هذه الانتخابات.ومن المقرر ان تختتم غدا الجمعة الحملة الانتخابية في هذه الانتخابات المعقدة التي يتعين علي الناخب فيها ان يملأ حتي ثماني بطاقات في الشمال، و12 بطاقة في الجنوب حيث تصل نسبة الامية الي 70٪. ومن جهة اخري اعلن الاتحاد الأوروبي امس إنه يبحث سحب مراقبي الانتخابات التابعين له من منطقة دارفور بغرب السودان بسبب مخاوف علي سلامتهم وفرض قيود علي عملهم. وقالت فيرونيك دي كيسر التي ترأس وفد بعثة الاتحاد الأوروبي للانتخابات في السودان ان الاتحاد يبحث سحب مراقبيه ووصفت العنف في بعض أنحاء دارفور بانه "مروع."واضافت أثناء توجهها إلي الفاشر عاصمة شمال دارفور لمقابلة فريقها المكون من ستة أفراد "نحن قادرون فقط علي متابعة جزئية.. فكيف يمكننا القيام بمراقبة سليمة في دارفور؟ مشيرة الي ان مصداقية البعثة معرضة للخطر. ونظم نشطاء من الشبان السودانيين احتجاجا أمام المفوضية القومية للانتخابات السودانية ضد ماوصفوه بالانتهاكات والتلاعب في الانتخابات.وحمل عشرات من جماعة "قرفنا" المعارضة أعلاما صفراء ونعشا رمزيا يرمز الي عملية الانتخابات. وقال احد المحتجين ان الحركة تريد اسقاط حزب المؤتمر الوطني الحاكم لأنه المسئول عن تدهور أحوال الشعب السوداني.