لم يغب عن بالي مشهد استشهاد النقيب ضياء فتحي ضابط المفرقعات الذي وهب حياته فداء لمصر وهو يؤدي واجبه في شجاعة كبري عندما تقدم وهو يدرك مدي الخطورة لمواجهة إرهاب الفئة الضالة لما وضعوا وزرعوا تلك العبوة الناسفة القاتلة أمام إحدي محطات البنزين في الجيزة فانفجرت فيه وأدت إلي وفاته. الشهيد كغيره من الشهداء الذين سقطوا هم أغلي أبناء الوطن لا يبخلون علي مصر بأرواحهم وأمثالهم في زملائهم لديهم نفس الشعور والاحساس وسيظلون حتي ينقشع ذلك الارهاب البغيض وننتصر عليه كما انتصرنا عليه من قبل في بداية التسعينيات من القرن الماضي. ما استفزني في المشهد الذي راح ضحيته ذلك الشاب أبو الطفلة التي لا يتعدي عمرها الشهور الثلاثة هو تلك البساطة التي نستقبل بها كل شهيد يؤدي دوره، صحيح لا نبخل به علي مصر التي تبكيه أكثر منا ولكن هناك من الامور ما يجب أن نقف أمامه وتقف أمامه الداخلية التي نطالبها أن تكون عيونها ليست ساهرة فقط ولكن «مفنجلة» كما يقول المثل لأي طارئ. البداية تكون في اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة بلا تهور أو انفعال أو أي شيء فيجب ان نقدم الحفاظ علي الارواح علي أي شيء آخر فقد استمعت لما قاله المسئول عن الحماية المدنية في احدي الفضائيات من انه كان من اللازم ان يتم فض قنبلة الجيزة بمعرفة الضابط مع أننا نمتلك الروبوت ومدافع المياه وأن ذلك تم لخطورة قرب القنبلة من محطة البنزين وان الضابط كان مستعدا ببدلته الخاصة للمواجهة وهذا جميل ولكن المشهد اكد عندما انفجرت القنبلة البدائية مع الأسف انها استهدفت الضابط فقط ولم تؤثر مطلقا علي الشارع أو المحطة، فقدنا إنسانا وأبا وابنا - صحيح هذا أجله المحتوم من الله - ولكن ألم يكن استخدام مدفع الماء كافيا أو الروبوت لإبعادها بحجة حماية المحطة أو وقف الخطر؟ في رأيي كان ممكنا!! أننا لا نملك إلا عددا محدودا جدا من هؤلاء الخبراء الغاليين علي كل مصري. أما النقطة الاخري التي أثارت فضول كل الناس ويجب أن نقف أمامها وأدرك أن الداخلية تجري فيها التحقيقات هو كيف يستشهد الضابط وهو يرتدي تلك البدلة الواقية واجابة المسئولين من أنها لا تحمي النفس من الانفجارات الكبري مردود عليه وما فائدتها اذن فهل أتينا بها للقنابل الصغري وكيف نعرف حجم المتفجرات أو قوتها؟ أما ما يقال من أن جهاز التشويش الذي كان مع الضابط لم يعمل فهذ ما اعتقد أنه خاضع قطعا للتحقيق ويجب أن تعلن النتيجة. الشيء الذي أتوقف أمامه كثيرا ويجب أن نجد له حلا هو ما أوردته التقارير من أن أمن الجيزة حدد 4 إرهابيين من أجناد الأرض كانوا وراء التفجير وأن ذلك تم عن طريق تفريغ الكاميرات الخاصة بالمراقبة المثبتة أعلي قسم الطالبية وأخري في احد المحلات المحيطة بالواقعة ومشاهد اخري صورها بعض المتواجدين!! جهد نشكر رجال الداخلية عليه ولكنه موقف ليس استباقيا ولكنه موقف تالٍ للحدث والسؤال الملح في ذلك هو : وما فائدة تلك الكاميرات هل نضعها لتسجيل الوقائع للذكري لنشاهدها بعد ذلك كدليل نقدمه للمحاكم أو نتذكره في ذكري نعرضها تليفزيونيا أو سينمائيا؟ تلك الكاميرات خاصة في المناطقة الرسمية لمديريات الأمن أو الاقسام هي لوقف الجرائم أو العمليات الارهابية.. يجب أن تكون معلوماتها جاهزة وحاضرة علي مدار كل ثانية نقدمها لرجال الأمن ليسرعوا بالقبض علي أي مخرب أو مجرم فورا ! لقد أثبتت التحقيقات كما أذيع أن الكاميرات التقطت صورة دقيقة لواضعي القنبلة والمتهم الرئيسي فيها فلماذا لم تسارع بالقبض عليه ووقف اجرامه الذي راح ضحيته شاب من أفضل شبابنا وكان من الممكن أن يكون هناك عشرات غيره من الشهداء.. الامر يحتاج إلي اعادة نظر من الوزارة ووزيرها. وداعا ابني الشهيد ضياء ونرجو الله ان يتقبلك في جنته.