سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السودان يدخل بعد غد منعطفاً حاسماً في تاريخه عرمان لا يستبعد العودة إلي الوحدة طوعا في حال انفصال الجنوب تعهد أمريگي بدعم »الدولة الوليدة«.. وهدنة جنوبية تسبق الاستفتاء
يدخل السودان بعد غد الاحد منعطفا حاسما في تاريخه عندما يتوجه نحو اربعة ملايين سوداني جنوبي الي صناديق الاقتراع للتصويت علي خياري الاستمرار في الوحدة مع الشمال او الانفصال وذلك بموجب اتفاق السلام المبرم بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 بعد 21 عاما من الحرب الاهلية الطاحنة التي ادت لمصرع وتشريد نحو اربعة ملايين من ابناء الجنوب. ومن المقرر ان يستمر التصويت الذي يرجح ان يؤدي الي انشاء احدث دولة في العالم لمدة اسبوع. وسيتعين علي زعماء الجانبين , في حال اختيار الجنوبيين الانفصال, حل مجموعة من المشاكل العملية المُلحة مثل حقوق المواطنة والاتفاق علي الحدود وطريقة حراستها واقتسام الاصول والمسئوليات واقتسام موارد النفط ومياه النيل والاتفاق علي وضع منطقة أبيي وتنسيق السياسات الاقتصادية حتي يمكن تفادي العودة الي العنف. كما ان اسم الدولة الجديدة التي ستقوم في جنوب السودان لم يتقرر. ومن بين الاسماء المقترحة السودان الجديد والجمهورية الاستوائية وجواما وجمهورية النيل. ولم يستبعد الزعيم الشمالي في الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان عودة الجنوب الي الوحدة مع الشمال في وقت لاحق، في حال صوت الجنوبيون لصالح الانفصال عن السلطة المركزية السودانية في الخرطوم. وقال عرمان انه حتي ولو جاءت نتيجة الاستفتاء مع الانفصال "يمكن توحيد السودان من جديد علي اساس طوعي مثلما حدث في المانيا" بعد سقوط الستار الحديدي في اوائل التسعينات. واعتبر عرمان ان زيارة الرئيس عمر البشير الي جوبا كانت جيدة من حيث التطمينات لقضايا ما بعد الاستفتاء. وفي سياق متصل, تعهدت الولاياتالمتحدة بتقديم دعم سياسي واقتصادي للدولة الوليدة في الجنوب في حال تصويت الجنوبيين لصالح الانفصال. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الأفريقية جوني كارسون إن الاستفتاء يجب أن يجري بشكل سلمي ويعكس إرادة الشعب مؤكدا أنه إذا آلت نتيجة الاستفتاء إلي انفصال الجنوب فإن الدولة الوليدة ستحظي بدعم سياسي واقتصادي من جانب الولاياتالمتحدة.واوضح كارسون إن الولاياتالمتحدة زادت عدد دبلوماسييها في المنطقة أربعة أضعاف من أجل السهر علي حسن إجراء هذا الاستفتاء، مشيدا بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي. واعتبر السيناتور الأمريكي جون كيري - في ختام لقاء مع المستشار الرئاسي غازي صلاح الدين - أن خطاب البشير وتصريحاته حول انفصال الجنوب كانت "مشجعة جدا" مشيرا الي ان اجراء الاستفتاء سيكون مؤشرا جيدا لعلاقة جديدة مع واشنطن. ونفي مسئول امريكي كبير رفض الكشف عن هويته تلميحات الي ان واشنطن تتحرك في الاساس بدافع الاهتمام بنفط الجنوب.. وجاء ذلك غداة توقيع جيش جنوب السودان اتفاقا لوقف اطلاق النار مع مقاتلين موالين للجنرال المتمرد جورج اتور وهو ما يخفف مصدرا محتملا لزعزعة الاستقرار قبل يومين من الاستفتاء. وقال آتور أحد القادة المنشقين عن الحركة الشعبية لتحرير السودان إن الاتفاق الذي وقع بينه وبين الحركة هو مجرد اتفاق إطاري ينص علي وقف إطلاق النار بين الجانبين فيما لا تزال المفاوضات جارية لحل بقية الخلافات العالقة.