لم يعد ذلك الظهور اللافت للعديد من الموضوعات والقضايا المغرقة في السطحية والتخلف والجهل، متواريا خجلا عن الوجود علي بعض شاشات الفضائيات، من خلال العديد من البرامج الحوارية، التي ابتلينا بها مؤخرا واصبحت منتشرة بصورة مرضية هذه الأيام علي أغلب القنوات، إن لم يكن كلها دون استثناء، إلا من رحم ربي. وللحقيقة لقد أصبح مثيرا للانتباه، ودافعا بكثير من الاندهاش والعجب بالفعل، ذلك الكم المتزايد من البرامج الحوارية «التوك شو» التي تطل علينا عبر بعض القنوات الفضائية الخاصة، متناولة بالطرح والنقاش المستفيض العديد من الموضوعات الجنسية، وما يتصل بها وما يتفرع عنها من علاقات وممارسات انسانية واجتماعية سوية أو غير سوية أو حتي محرمة. ومصدر الاندهاش والعجب يعود إلي غرابة طرح هذه القضايا أو تلك المشاكل للنقاش العام الآن عبر البرامج الحوارية، وكأنها أصبحت من القضايا أو المشاكل الأساسية والرئيسية في المجتمع المصري، وتشغل بال الأسر المصرية، مما يتطلب طرحها للنقاش العام،...، وذلك تصور بالغ الخطأ بل وربما يكون أسوأ من ذلك بكثير في سوء القصد والهدف. وقد تحدثنا في هذا الأمر من قبل بهدف التنبيه، ولفت الأنظار إلي الخطر الكامن وراء السعي لترويج القيم الخاطئة ونشرما يمس الثوابت الاجتماعية والدينية الراسخة للمجتمع المصري، وما يخالف العادات والتقاليد الشعبية والأخلاقية، والدينية لجميع المصريين،...، ولكن للأسف لاحظنا استمرار الظاهرة بل وزيادتها فجاجة وانحدارا، حيث زادت بعض القنوات الطين بلة بعمل حلقات خاصة عن الجن والعفاريت. وبهذا اصبحت هذه القنوات للأسف تفرض خليطا من الموضوعات الخارجة عن نطاق العصر، فهي إما أن تتحدث في الجنس والانحطاط السلوكي والأخلاقي، أو تتحدث عن المس والجن والعفاريت، ومثل هذه التخاريف داعية للجهل والتخبط والتخلف، ومنافية لكل قيم التقدم والعلم والحداثة،...، هل هذا معقول؟! وإلي متي تستمر هذه الجرائم دون رقيب أو حسيب؟!