لوعة واحتراق، وابتسام وفخر.. تناقض كبير يصيب آباء الشهداء، احتراق للفراق حتي موعد اللقاء، وفخر لأن الشهادة شرف أمام الله وأمام الناس يرجوها كل مؤمن لنفسه ولأولاده.. هذه حالة الحاج ربيع محمد عبدالله والد الشهيد عماد، حيث جلس مداريا سواكب الدموع المتدفقة من عينيه، قائلا: إن الشهيد عماد كان رقيب شرطة في أمن موانيء العريش وكان يعلم جيدا خطورة هذه المنطقة التي يعمل بها، ولكنه كان مصرا ألا يتركها وألا يتنازل عن أداء واجبه، وكثيرا ما قال لي عندما كنت أطلب إليه أن ينتقل إلي مكان أكثر أمنا بانه يتمني أن يموت شهيدا، كما أن واجبه هو حفظ الأمن، فاذا هرب فمن يحفظ الأمن للناس في هذه الاوضاع التي تمر بها مصر.. ثم يمسح الاب المكلوم دموعه، ويتابع: وقد نال ابني الشهيد عماد ما تمناه، نال الشهادة اثناء تأديته مأمورية بوسط العريش، حيث اطلق عليه الارهابيون طلقتين في ظهره، فوقع علي الارض، ولكنه ثابر وقام وامسك مسدسه وواجههم واقفا فأطلقوا عليه اربع رصاصات في الرأس وسرقوا مسدسه، فكل هؤلاء الارهابيين يعرفون جيدا كل جنود الشرطة في العريش، ولولا أنهم اطلقوا الرصاص علي ظهره ما استطاعوا قتله، ولكنه الجبن الذي يسيطر علي قلوبهم، فهؤلاء قتلة مجرمون مهما طالت لحاهم وادعوا الاسلام، لكنهم العدو الاول للإسلام، وانا علي كل حال احتسب ابني عند الله شهيدا مع الصديقين والشهداء.. ولكن عماد ترك ثلاثة ابناء: الابنة الأكبر رحمة في الإعدادي ثم حبيبة في الصف الثالث الابتدائي، ثم عبدالرحمن مازال طفلا في الحضانة، تركهم بلا اي مورد للرزق سوي معاشه الشهري، حتي ان راتبه كان يوزعه علي حاجاتي وحاجات أمه ثم زوجته وأولاده.. قام باب ليلة القدر بمساعدة اسرة الشهيد عماد بعشرة آلاف جنيه ضمن المبادرة التي قدمتها مؤسسة مصطفي وعلي أمين الخيرية لمساعدة أسر شهداء الشرطة.