وعن حال التغذية المدرسية بمحافظة الجيزة، اكدت مديرة مديرية التربية والتعليم بها ان ميزانية المديرية عن وجبات التغذية تبلغ حوالي 50 مليون جنيه، وانه يتم توزيع هذه الوجبات بأشكالها المختلفة علي جميع المدارس الابتدائية بالمحافظة ولا توجد مدرسة واحدة لا يصرف لطلابها الوجبة المدرسية، واشارت مدير المديرية إلي ان اجمالي الطلاب المستفيدين يصل تقريبا الي مليون و200 الف طالب سواء طلاب المرحلة الابتدائية والاعدادية وطلاب المدارس الداخلية والتربية الخاصة، ومن جهته اوضح سعد جلال مدير عام التغذية بالمديرية ان اجمالي عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية 800 الف طالب وبالنسبة لرياض الاطفال يبلغ عددهم 25 الف طالب، وقال ان وجبة التغذية التي توزع علي الطلاب عبارة عن « بسكويت « كبديل للفطيرة المحشوة بالعجوة التي تنتجها المصانع التابعة لوزارة الزراعة، والسبب انه لا يوجد مصانع لوزارة الزراعة لانتاج الفطيرة بالجيزة علي عكس محافظات اخري،. وفي السياق ذاته قامت الاخبار بجولة علي عدد من المدارس بالجيزة، لرصد عمليات توزيع الوجبات التغذية، بدأنا الجولة في مدرسة ثانوية زراعية بمنطقة العمرانية، وتبين ان الوجبة التي توزع عليهم وجبة جافة مكونة من « رغيف عيش وحلاوة وقطعة او قطعتين جبنة مثلثة «، حيث يأتي متعهد الشركة الموردة بسيارته يوميا ويصرف حصة التغذية المطلوبة وفقا لعدد الطلاب الحاضرين في هذا اليوم، وتبين من خلال فحص سجلات الحضور ان نسبة الحضور في هذه المدرسة تبلغ تقريبا 45 %، حيث ان اجمالي الطلاب بها 1111 طالبا، ومن يلتزم بالحضور لا يتعدي 500 طالب، وبعد استلام مدير المدرسة حصة التغذية يتم نقلها الي احدي الحجرات ويتم تغليفها عن طريق وضع كل وجبة داخل كيس بلاستيك، واصلنا جولتنا علي مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بمنطقة الهرم، حيث اكد لنا مدير المدرسة ان الوجبة عبارة عن « بسكويت» وتوزع علي جميع الطلاب،بمن فيهم رياض الاطفال ولكن علبة البسكويت التي توزع عليهم بنصف حجم التي توزع علي طلاب الابتدائي، كما ان شحنة البسكويت يسلمها متعهد الشرطة بصفة اسبوعية، حيث يحضر الكمية المطلوبة في بداية الاسبوع و توضع بمخزن المدرسة علي عكس وجبة «الفطيرة المحشوة بالعجوة « ويتم توزيعها علي الطلاب طوال الاسبوع، وأكد انه يتم التأكد من تاريخ الصلاحية، وتبين ان تاريخ الصلاحية للبسكويت 6 اشهر فقط من تاريخ الانتاج. التقت «الاخبار « بعدد من التلاميذ لاستطلاع آرائهم عن الوجبة وحرصنا عليالتحدث مع هؤلاء الطلاب بعيدا عن مدير المدرسة والمدرسين حتي يتحدثوا بحرية دون تقيد او خوف، وعند سؤال احد التلاميذ بالصف الاول الابتدائي عن علبة البسكويت التي اخذها، قال إنه وضعها في شنطته، فسألته لماذا لم تتناوله قال ببراءة اطفال : انه لا يحب البسكويت، وانه يأخذه الي المنزل ليعطية لشقيقه الاصغر، فسألته مرة اخري : ماذا تحب ان تأكل؟ قال أريد علبة عصير او «كيكة» فهي سهلة عند تناولها كما ان طعهما لذيذ، وقال زميله انه كان يتناول البسكويت في البداية ولكن لم يعد يتناوله لانه « زهق منه»، كما استطلعت الاخبار آراء عدد من التلاميذ في الصف الثالث الابتدائي باعتبارهم اكبر في العمر، وعند سؤالي لأحد التلاميذ عن رأيه في البسكويت قال – وقد شعرت بالخوف في نظراته من المسئولين بالمدرسة - : انا بحب اكل البسكويت، وعندما سألته واين البسكويت الذي اخذته اليوم، فوجدته يقوم بادخال يده داخل حقيبته ويخرجه، فأعدت سؤالي له، لماذا لم تتناوله، قال: مش بحب أكله، وكمان بابا بيحب يأكله، وانا عندي كرتونه في البيت مليانة بسكويت، وكانت النتيجة من سؤالي لعدد من التلاميذ بالفصل ان نسبة كبيرة منهم لا يتناولون البسكويت، ويأخذونه الي منازلهم حيث هناك من يأكله. وعندما تحدثنا مع مدير المدرسة عن الوجبة، قال:» بصراحة معظم التلاميذ لا يتناولون البسكويت، علي الرغم ان مكوناته بها سعرات حرارية كبيرة كمادة الحديد، ولكن الاطفال صغار ويحبون تناول الاطعمة التي تتميز بسهولة الهضم، كالعصائر المضاف اليها البان، وايضا علب المربي والجبنة، فهذه الاطعمة ايضا لها فائدة غذائية كبيرة وسيتناولها التلاميذ بدلا من البسكويت الذي تكون نهايته في ايدي الكبار وليس الصغار».