الله سبحانه وتعالي ذكر شياطين الإنس قبل شياطين الجن وعندما وقفت علي بعض هذه الآيات، وسألت نفسي: لماذا ذكر الله عز وجل شيطان الإنس قبل الجن؟.. جاءتني الإجابة من بعض التفاسير والمفسرين: إن مجيء شياطين الإنس قبل شياطين الجن في الآيتين 112 113 من سورة الأنفال، فشياطين الإنس أشد خطراً من شياطين الجن، فسر بعض العلماء مثل عكرمة والضحاك: ما معناه أن شياطين الإنس التي مع الإنس، وشياطين الجن التي مع الجن، وذلك أن إبليس جعل ضده فريقين فبعث فريقاً منهم إلي الإنس وفريقاً منهم إلي الجن، وكلا الفريقين أعداء حتي مع النبي ﷺ وهؤلاء الشياطين يلتقون في كل حين، فيقول شيطان الإنس لشيطان الجن: أضللت صاحبي بكذا فأضل صاحبك بمثله، وتقول شياطين الجن لشياطين الإنس كذلك، «يوحي بعضهم إلي بعض»، قالوا: إن الشيطان إذا أعياه المؤمن وعجز عن إغوائه ذهب إلي متمرد من الإنس وهو شيطان الإنس فأغراه بالمؤمن ليفتنه، قال النبي ﷺ: هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس، فقال أبو ذر: يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟ قال: نعم «هم شر من شياطين الجن»، فإذا تعوذت بالله ذهب عني شيطان الجن، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني إلي المعاصي عياناً، وهؤلاء الشياطين يزينون الأعمال القبيحة للإنسان بالقول الباطل والوسوسة، فنحن نجد شياطين الإنس منتشرين هذه الأيام ممثلين في المنظمات والحركات الإرهابية مثل الإخوان المسلمين وتنظيمهم العالمي، الذي يعمل بشتي الطرق غير المشروعة والشيطانية، وفي محاولة أخيرة لتسريب تسجيلات ملفقة عبر الانترنت والفضائيات التابعة لهم لزعزعة أمن مصر.. وحركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، وحركة بوكو حرام النيجيرية، وأنصار بيت المقدس، داعش، إسرائيل، تنظيم القاعدة، حركة الحوثيين باليمن، جماعة أبو سياف الفلبينية، وشياطين الدعم المادي القطري والتركي للإرهاب وغيرهم من المنتشرين في أنحاء الكرة الأرضية، أعوذ بالله من شياطين الإنس قبل شياطين الجن.