لم ينتظر الوظيفة الميري،كغيره من الشباب. وإنما عرف نفسه وقدراته جيدا واختار طريقا متميزا لتحقيق ذاته وخدمة الاقتصاد الوطني. انه محمد علي عيسي - 26 عاما- صاحب مشروع لإنتاج وبيع الألبان ومنتجاتها من الزبادي والآيس كريم والأجبان بالإضافة إلي بعض الأكلات الأخري مثل الأرز باللبن وأم علي. يقول محمد إنه اختار نشاط منتجات الألبان إدراكا منه لأهمية هذه المنتجات للأسرة المصرية بمايعني ان الزبون مضمون وبالتالي المبيعات والأرباح أي أن المشروع يتمتع بجدوي اقتصادية عالية. بالإضافة إلي أن هذا النشاط متأصل في العائلة مما كون لديه خبرات متراكمة من الأجداد.فلم يجد مشروعا أكثر جدوي وفقا لخبراته وقدراته من مشروع إنتاج الألبان لتحقيق ذاته وليكمل مشوار أجداده، فبدأ محمد تنفيذ حلمه بالتعاون مع إخوته في مزرعتهم. يستيقظ محمد في الخامسة صباحاً يوميا حتي يتمكن من حلب الجاموس باكرا، وتمتد فترة عمله إلي 12 ساعة يومياً موزعة بين حلب الجاموس في المزرعة وتوزيع الألبان وصناعة منتجاتها من أطباق الحلويات والزبادي الذي اعتاد عليه المصريون منذ عقود. يقول محمد إن أي انسان لكي يصل إلي ما يريده يحتاج إلي بذل جهد كبير ويتوكل علي الله.. ويضيف أنه رغم امتلاكهم هو وإخوته لهذه المزرعة إلا أنه يفضل الإشراف علي العمل بنفسه من حلب وإنتاج وتوزيع منتجات الألبان، حيث يتم حلب الحليب مرتين في اليوم,. مشدداً علي ضرورة تطهير الأواني المستخدمة في حفظ الحليب،لأنها اذا لم تكن نظيفة يفسد الحليب، ولكن هذه العملية تتطلب المثابرة والصبر للحصول علي كمية وفيرة وجودة عالية من الحليب، مؤكدا توافر النظافة المستمرة للمزرعة، والكشف الطبي علي الماشية بشكل دوري لضمان سلامتها من الأمراض التي تؤثر بشكل مباشر علي إنتاجية الحليب، وحتي لا تنتقل هذه الأمراض إلي الإنسان. وأوضح أن عملية حلب اللبن يجب ان تتم بسرعة نظراً لقصر فترة إفراز هرمون الحيوان، مع تقديم وجبة من العليق المركز أثناء الحلب لتشجيع الحيوان علي إدرار الحليب. مضيفا أن عملية الحلب اليدوية مازالت تطبق في العديد من دول العالم لاعتماد أصحاب المزارع الصغيرة علي انفسهم، ناهيك عن أن الميكنة تحتاج لرأس مال كبير. ولكن في بعض الأحيان يلجأ أصحاب المزارع للحلب الآلي من خلال مضخة تشبه عملية رضاعة العجل الصغيرمن أمه ومن مميزات سحب الحليب آلياً أنه يوفر الوقت ويضمن عدم تلوث الحليب. ويشير محمد إلي أن هناك 3 أنواع من الجاموس في مصر البحري والصعيدي والمنوفي، ويتغذي الجاموس علي العليقة المكونة من 5 كيلوجرامات علفا مركزا بالإضافة إلي 5 كيلو قش أرز أو تبنا، وذلك للحفاظ علي إدرارحليب الجاموسة. ويشكو محمد ومعظم أصحاب مزارع إنتاج الحليب من غلو العليقة، موضحا أن انخفاض سعر العلف سيؤدي إلي انخفاض أسعار منتجات الألبان عامة. مضيفا أن هناك مشاكل أخري مثل ضيق مساحة الأماكن التي ترعي فيها الماشية وندرة العمالة المدربة وقلة المناطق الزراعية في القاهرة المخصصة لزراعة البرسيم والذرة. يقول محمد إنه يعد أنواعا مختلفة من منتجات الألبان والتي يقبل عليها الزبائن مثل الزبادي وأم علي والأرز باللبن والكريم كرامل والمهلبية والأجبان، موضحا ان مهنة منتجات الألبان تتوارثها الأجيال ولن تندثر فهي طعام أساسي في كل بيت . هدي محمد