نجحت القوات العراقية أمس في فك الحصار الذي يفرضه مسلحو تنظيم داعش منذ أشهر علي مصفاة بيجي، كبري مصافي النفط في العراق. تزامن ذلك مع وصول رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي إلي العاصمة العراقيةبغداد في زيارة مفاجئة لبحث «المرحلة المقبلة» من الحملة التي تقودها بلاده ضد تنظيم داعش المتطرف. وتعد هذه أول زيارة يقوم بها ديمبسي للعراق منذ أن أمر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعودة قوات أمريكية غير قتالية للعراق بعد أقل من ثلاثة أعوام من انسحاب القوات الأمريكية منه. ويأتي تقدم القوات العراقية نحو المصفاة غداة استعادتها السيطرة علي مدينة بيجي الاستراتيجية بدعم من الضربات الجوية للتحالف الذي تقوده واشنطن في واحد من أبرز النجاحات العسكرية لبغداد منذ سيطرة داعش علي مناطق واسعة في البلاد. وقال محافظ صلاح الدين: إن القوات العراقية دخلت المصفاة التي توفر نحو 50% من الحاجة الاستهلاكية للعراق وأن مقاتلي داعش أزالوا قنابل كانوا قد وضعوها ثم لاذوا بالفرار. واعتبر أحد الضباط العراقيين أن فك الحصار عن المصفاة يحمل أهمية «استراتيجية وعسكرية» ويساهم في «قطع الإمدادات» عن محاور يتحرك فيها التنظيم. من جانبه، قال ديمبسي لدي وصوله إلي بغداد: «أريد أن أستشعر من جانبنا كيف تسير مساهماتنا» مضيفا: إنه يرغب في التأكد من القائمين علي المهمة أن لديهم الموارد التي يحتاجونها والتوجيه السليم لاستغلال هذه الموارد. ومن المقرر أن يلتقي ديمبسي المسئولين الأمريكيين المشرفين علي العمليات، ومن بينهم اللفتنانت جنرال جيمس تري، قائد القوة المتمركزة في الكويت، فضلا عن مسئولين عراقيين. في سياق متصل، كشف مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشئون الإرهاب ديفيد كوهين أن «العائدات المالية» التي كان يجنيها «داعش» من بيع النفط تراجعت بشكل كبير بسبب الضربات الجوية الأخيرة للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تلك العصابات. وقال كوهين أمام لجنة في مجلس الشيوخ: إن «هذا يرجع إلي القصف المكثف علي الآبار التي تسيطر عليها داعش، وأهداف أخري للتنظيم في سورياوالعراق»، مضيفا: إن الخسائر المالية التي تكبدها داعش تقدر بمليون دولار يوميا. من جهة أخري، صرح مدير المخابرات الأمريكية جيمس كلابر بأن المحللين لم يجدوا أي دليل علي أن تنظيمي داعش والقاعدة تحالفا في سوريا بل تعاونا «في ظرف محدد» لأسباب تكتيكية. وقال كلابر في مقتطفات من مقابلة مع شبكة سي بي اس الأمريكية إن الخبراء لم يجدوا دليلا علي تحالف بين تنظيمي داعش والقاعدة مما كان يمكن أن يعقد الحملة العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة في سوريا. علي صعيد آخر، ذكرت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» التركية ان انقرةوواشنطن وضعتا اللمسات الاخيرة علي اتفاقهما بشأن تجهيز وتدريب حوالي الفين مقاتل مشيرة إلي أن ذلك سيبدأ في نهاية ديسمبر المقبل في مركز تدريب الدرك في كيرشهر جنوب شرق أنقرة. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» في بيان أن نحو سبعة ملايين طفل سوري وعراقي عالقين في النزاع الدائر في البلدين سيواجهون «شتاء قاسيا» هذا العام.