وضعت القوات الأمنية العراقية في حالة تأهب قصوي «إنذار شديد» استعدادا لإحياء مئات الآلاف من الشيعة اليوم ذكري عاشوراء، لا سيما في بغداد ومدينة كربلاء، تحسبا لهجمات قد ينفذها تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش). وتسعي السلطات التي ستنشر عشرات الآلاف من عناصر الجيش والشرطة والامن، الي منع تكرار الهجمات الدامية التي استهدفت الشيعة في الاعوام الماضية خلال عاشوراء. ورغم تشديد الاجراءات في الايام الماضية، قتل 19 شخصا علي الاقل في تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا خيمتي عزاء في بغداد. في الوقت نفسه، أعلنت كندا، التي يزورها حاليا الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ضمن جهود مواجهة «الدولة الإسلامية»، أن مقاتلاتها نفذت أول ضربة جوية منذ انضمامها الشهر الماضي إلي الحملة الدولية ضد «داعش». وقال وزير الدفاع الكندي روب نيكلسون أن مقاتلتين كنديتين طراز «سي إف-18» هاجمتا أهدافاً للمتطرفين باستخدام قنابل موجهة بالليزر في محيط مدينة الفلوجة العراقية، في مهمة استغرقت 4 ساعات قبل أن تعودا إلي قاعدتهما. ووصل وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي علي رأس وفد عسكري رفيع المستوي، إلي مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، ليبحث مع رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان البرزاني، تعزيز التعاون بين البشمركة والجيش العراقي علي صعيد مواجهة مسلحي «تنظيم الدولة»، الذي يسيطر علي مساحات واسعة في كل من العراقوسوريا. في غضون ذلك، قالت مصادر في عشيرة «البونمر» السنية في محافظة الأنبار غربي العراق إن عدد قتلي أبناء العشيرة علي يد مسلحي «تنظيم الدولة» ارتفع إلي 461 شخصا، من بينهم نساء وأطفال. واستهدف التنظيم في الأيام الماضية عشيرة البونمر التي قاتلت ضده في الأنبار. وحملت العشيرة الحكومة مسؤولية المجازر بحق أبنائها، نظرا لعدم استجابتها لنداءات بدعمها وتزويدها بالسلاح لمواجهة مسلحي التنظيم. وفي سوريا، أعلن مقاتلو تنظيم «داعش» أمس، سيطرتهم علي حقل للغاز في محافظة حمص بوسط البلاد، وهو ثاني حقل للغاز يقع في قبضتهم خلال أسبوع بعد معارك مع القوات الحكومية. وقال موقع «سايت» الذي يتابع مواقع الحركات الجهادية علي الإنترنت إن التنظيم المتشدد نشر 18 صورة علي وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فيها راية التنظيم مرفوعة علي حقل جحار للغاز، إلي جانب عدد من العربات وأسلحة تمكن المقاتلون من الاستيلاء عليها. وذكر «داعش» أن الحقل والمواقع المحيطة أصبحت جزءا من «أراضي الخلافة» وأن جنود يتقدمون إلي مناطق جديدة. وأكد داعش أن مقاتليه استولوا علي دبابتين وسبع سيارات رباعية الدفع وعدد من الأسلحة الآلية الثقيلة. علي الصعيد نفسه، دمرت طائرات التحالف الدولي آليات تابعة لتنظيم «داعش» في شمال سوريا كانت في طريقها الي مدينة عين العرب (كوباني)، في وقت تقوم قوات البشمركة بقصف تجمعات التنظيم في إطار مساندتها ل»وحدات حماية الشعب» الكردية .