عم سيد : لن أترك هذه المكواة القديمة .. بين وبينها عشرة عمر حرفة قديمة ، قلما تجدها الا في القري والمدن الصغيرة بعد انتشار الادوات الكهربائية الحديثه. انها مهنة «مكوجي الرجل» التي كانت سائدة قبل عقدين او ثلاثة عقود في جميع انحاء مصر لكن البعض ممن ارتبطوا بهذه الحرفة مازالوا يتمسكون بها من منطلق عاطفي ونفسي ومنهم عم سيد عبد الله حسن المكوجي في احدي قري المنوفية. عم سيد يمارس عمله في كي الملابس منحني الظهر ، يقف علي ساق ويضع الاخري علي قرص من الحديد له يد طولها 75 سم يعلو القرص او مكواة الرجل قطعة خشبية يضع عليها قدمه اليسري لاحداث ثقل علي المكواة والمساعدة مع يده في تحريك المكواة علي الملابس المراد كيها. مشهد قد يقف امامه ابناء الجيل الجديد في حالة دهشة وانبهار لما يحويه من حرفية عالية وتعب وقدرة عالية علي التحكم في المكواة. يقول عم سيد انه يقوم بوضع المكواة الحديدية علي النار لعدة دقائق حتي يتم تسخينها لتنساب بعد ذلك فوق الملابس التي امامه، ورغم ثقل هذه الاداة التي يستعملها الا ان التعود عليها اصبح يجعله يستعملها بسهوله ويسر. يوضح عم سيد انه يعمل في هذه المهنه منذ اكثر من نصف قرن حيث تعلم هذه المهنة وهو عمره 18 عاما وكانت مصدر رزقه الذي استطاع من خلاله ان يزوج نفسه وان ينفق منها علي ابنائه الثلاثه ويزوج اكبرهم بعد ان انهي دراسته الجامعيه ويؤكد عم سيد ان اختفاء هذه المهنة في المدن الكبري وكذلك من عدد كبير من القري بسبب التطور الطبيعي وظهور الأدوات الكهربائية ومنها مكواه اليد والبخار التي تعتبر اكثر سهولة ولاتحتاج الي تعليم كثير مثل هذه المكواة القديمة علاوة علي عزوف ابناء اصحاب هذه المهنة عن العمل بها ووراثتها لصعوبتها واحتياجها الي صبر وضعف العائد المادي لها وهو ما ينذر بانقراض هذه المهنة. ويؤكد انه لن يترك هذه المكواة القديمة لان بينه وبينها عشرة عمر وسيظل يعمل بها حتي وفاته. واضاف انه برغم ان هذه المهنة اختفت في معظم المدن الا انها مازالت تلقي بعض الاقبال لدي بعض الناس في القرية المصرية رغم وجود المكوجيه الجدد الذين يستخدمون مكواه البخار وذلك لان الناس الكبار داخل القرية مازالوا يرسلون لي ملابسهم وخاصة الجلباب البلدي. واكثر المواسم التي يعمل فيها هي ايام الاعياد التي يبقي فيها سهرانا حتي صباح يوم العيد للانتهاء من كي جميع الملابس وتسليمها الي اصحابها.يتمني عم سيد اهتمام الدولة بالحرف التقليدية باعتبارها جزء من ثراث البلد وحضارته . جون سامي