إهدار كرامة أهل السنة يجرى فى شوارع العراق على أيدى المليشيات الشيعية كلما كثر الحديث عن تنظيم داعش وانشغل العالم بمتابعة أخبار الحرب الدولية الدائرة للنيل منه، تراءت مشاهد أخري تروي حقيقة ما حدث ويحدث في العراق منذ أن سقطت في يد الاحتلال الأمريكي الذي كان أول من أشعل فتيل الفتنة الطائفية بين السنة والشيعة وقسم العراق لمناطق سنية وأخري شيعية بعد حوادث القتل الممنهجة التي كانت تقع يوميا وساهمت في التقسيم الفعلي للعراق من الداخل. ولسنا هنا للحديث عن جرائم داعش من قطع رؤوس وحرق وتهجير لأنها ترتكب في العراق منذ سنوات طويلة ولكن تجاهلها الجميع عمدا رغم أنها لاتقل سوءا ووحشية عنها، فلم نسمع أحدا يتحدث عن جرائم الميلشيات الشيعية التي ارتكبت في العراق منذ الغزو الأمريكي عام 2003 والتي كانت تجري علي مدار ثماني سنوات تحت اشراف رئيس وزرائها السابق نوري المالكي منذ أن تولي رئاسة الوزراء عام 2006 وبمباركة بعض أئمة الشيعة الذين استباحوا دماء أهل السنة. ضد الإنسانية شن المالكي عددا من الهجمات العسكرية علي المحافظات ذات الغالبية السنية، وعلي بعض معارضيه السياسيين من الشيعة وهو متهم بارتكاب جرائم القتل العمد، والإبادة الجماعية، والتعذيب، والاغتصاب، والتهجير القسري. وشهدت مدن البصرة والناصرية والعمارة ومدينة الصدر وبغداد آخر فصول جرائمه والتي أغرقها بالمياه وقصفها بالبراميل المتفجرة وهي جريمة حرب ضد الإنسانية. كما ارتكبت ميليشياته جرائم التطهير العرقي في عدد من المناطق السنية مثل مدن بهرز والمخيسة والمقدادية وغيرها من بلدات محافظة ديالي، ومدن طوز خورماتو وبشير وتلعفر ومدينة الفلوجة. وبعد أن ترك المالكي الحكم يسعي عدد من المنظمات العراقية لتقديمه هو وكبار قادة جيشه لمحكمة جرائم الحرب الدولية بوصفهم مجرمي حرب، نظرا لما ارتكبوه من مجازر. والذين جندوا مليشياتهم الإجرامية مثل "عصائب أهل الحق" و"فيلق بدر" و"قوات سوات" وبعض الوحدات العسكرية الخاصة لارتكاب جرائم طائفية ممنهجة بشكل متواصل منذ سنوات دون عقاب ودون رادع.ومن ابشع جرائم ميليشيات الشيعة في المساجد مجزرة مسجد مصعب بن عمير في محافظة ديالي عندما قتلت 70 من المصلين أثناء صلاة الجمعة وحرقت منازل الأهالي في منطقة سبع البور شمال غرب بغداد، بعد تهجير أصحابها منها جراء تهديدات تلقوها من الميليشيات الطائفية، كما قامت ميليشيا العصائب بقتل أئمة المساجد والمعتقلين بعد الإفراج عنهم وتبرئتهم. كما ارتكبت جريمة الإبادة الجماعية في جامع "سارية" وداهمت أحد السجون في محافظة ديالي وقتلت بدم بارد كل من فيه. كما تم تهجير سكان محافظات الأنبار وصلاح الدين والموصل وديالي وكركوك وتركوا في العراء ويعيش معظمهم في المخيمات. ومن أشهر مجازر المالكي ضد معارضيه مجزرة الحويجة في ابريل 2013 التي راح ضحيتها 70 متظاهرا سلميا. ويوجد في العراق الآن أكثر من 50 من الميليشيات الشيعة التي تقوم بالتجنيد والقتال بعيدا عن الجيش والشرطة العراقية ومع ذلك جعلها المالكي جزءا لا يتجزأ من الدولة العراقية وحول الدور الإيراني في تجييش ميليشيات الشيعة في العراق، تبين انها كانت تعمل في الخفاء عبر فيلق بدر الذي تأسس عام 1981 في طهران علي يد رجل الدين الشيعي باقر الحكيم الذي اغتيل عام 2003. وكان يهدف التنظيم لإسقاط نظام الرئيس العراقي صدام حسين ويتألف من نحو 12 ألف مقاتل، غالبيتهم انخرطوا في صفوف الأجهزة الأمنية العراقية، ويتولون مناصب قيادية في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات. ويتهم فيلق بدر بقتل العديد من قادة الجيش العراقي السابق وأعضاء حزب البعث المحظور في هجمات انتقامية في أعقاب إسقاط النظام السابق كما يتهم بمساعدة المالكي في أغلب جرائمه التي ارتكبها ضد السنة لأكثر من 8 سنوات. جيش المهدي ومن اخطر ميليشيات الشيعة الايرانية في العراق عصائب أهل الحق التي ظهرت خلال حرب العراق علي أنها ميليشيا مدعومة من إيران ومنشقة عن جيش المهدي التابع لرجل الدين الشيعي مقتدي الصدر وقد أرسل التنظيم العديد من المقاتلين إلي سوريا، واستفاد منهم المالكي لمحاربة أعداء الحكومة من السنة. وتسير هذه الجماعات وفقًا لإيديولوجية إيران والمرشد الأعلي آية الله خامنئي الذي أصبحت صوره تملأ العراق بل إنها كانت ترفع في البرلمان العراقي.وعلي جانب آخر قدمت طهران كل ما تملكه من امكانيات للحفاظ علي النظام السوري حتي ان ك ثيراً من ميليشياتها العراقية، كانت تقاتل نيابة عن رجال الرئيس بشار الأسد، وتم إعادة بعضها إلي العراق لتشكيل ميليشيات شيعية جديدة تقاتل السنة من أعداء الحكومة في بغداد وتقاتل اليوم جنبا الي جنب مع القوات الأمريكية لمحاربة داعش. وتعد سرايا السلام من أحدث الميليشيات الشيعية التي تقاتل داعش في العراق وهي أحد فروع جيش المهدي الجناح العسكري للتيار الصدري. الآن من سيحاسب إيران وميليشياتها الشيعية علي جرائمهم في العراقوسوريا ؟