استخدام الطائرات بدون طيار فى قتل المدنيين يعد انتهاكا للمواثيق الدولية في الماضي أطلقوا عليها حرب أوباما السرية واليوم لم تعد الحرب باستخدام الطائرات بدون طيار بالشئ الجديد بعد أن انتشر استخدامها في الحروب وبؤر الصراعات في آسيا والشرق الأوسط. وأمام هذا الواقع الجديد الذي خلقته أمريكا قبل سنوات في أفغانستانوباكستانوالعراق واليمن دخل العالم مرحلة الحروب الإلكترونية التي تنفذ عملياتها العسكرية بتقنية التحكم عن بعد ودون وجود العنصر البشري لتفادي سقوط قتلي بين الجنود وتحقيق أهدافها العسكرية بأقل خسارة ممكنة. ولكن هل هذه الغارات بدون طيار قانونية ؟ وهل انتهاك سيادة اكثر من دولة،عمل يبيحه القانون الدولي؟ والاهم من هذا كله هل سقوط هذا العدد الهائل من الضحايا المدنيين لغارات الطائرات بدون طيار فعل ترتضيه مواثيق حقوق الانسان ؟ وكيف ينجو القاتل من العقاب والمحاسبة ؟. غارات سرية كانت البداية مع إعلان أمريكا عن حربها علي الإرهاب عام 2001 والتي شنت خلالها حربين علي كل من أفغانستانوالعراق ثم أتسعت رقعة المواجهات لتشمل محاربة تنظيم القاعدة في كل من اليمن وباكستان والصومال ثم ليبيا حتي وصلنا لمحاربة داعش الآن في العراقوسوريا بنفس الطريقة. ونفذت الطائرات الأمريكية أول هجوم لها بطائرات بدون طيار في اليمن عام 2002 تحت إشراف المخابرات الأمريكية ( سي آي أيه ) والتي تلاها غارات سرية علي باكستان في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ثم استكمل أوباما الحرب وركز علي زيادة عدد هذه الغارات خاصة في اليمن وباكستان في الوقت الذي كان يظهر فيه امام العالم علي انه الرئيس القادم لإغلاق ملفات الحرب التي فتحها بوش ولكن الواقع اكد أنه يدير حربا سرية هي الأكثر ضراوة في عدة دول معظمها عربية. وتدير قيادة العمليات الخاصة الامريكية كل ما يتعلق بالغارات بدون طيار وهي الوحدة التي نفذت عملية قتل أسامة بن لادن . وتشن هجماتها عبر شبكة من القواعد السرية الأمريكية حول العالم والتي لم يعرف عنها شيء قبل العام الماضي عندما نشرت صحيفة الواشنظن بوست عن إكتشاف قاعدة سرية امريكية في جيبوتي تنطلق منها الطائرات بدون طيار لضرب اليمن والصومال. وتضع السي آي أيه والجيش قائمة بأسماء الأهداف التي ترغب في تصفيتها ثم تعرض القائمة علي البنتاجون ثم علي الرئيس الأمريكي مباشرة والذي وافق علي تنفيذ الكثير من هذه العمليات ويشرف بنفسه علي مثل هذه المهمات الحساسة. ولا توجد حتي الآن إحصائيات دقيقة حول عدد الضحايا من جراء قصف الطائرات بدون طيار ولكن توجد مؤشرات أن العدد أكثر من 2000 ضحية في اليمن وأكثر من 820 قتيلا في باكستان بينهم 197 طفلا. و أسست في اليمن في أبريل الماضي المنظمة الوطنية لضحايا الطائرات بدون طيار بعد تزايد أعدادهم وسط مباركة علي هذه الغارات الأمريكية من الرئيس اليمني وحكومته. بينما يختلف الأمر في باكستان التي تجتاحها حملة من الغضب الشعبي والرسمي علي انتهاك الطائرات الأمريكية لسيادتها وقتلها للمدنيين. وأصدرت المحكمة العليا حكما بأن هذه الغارات غير قانونية وغير إنسانية وتنتهك القانون الدولي وقوانين حقوق الإنسان. الحكومة اليمنية وكشف تقرير أمريكي عن ارتفاع عدد هجمات الطائرات بدون طيار في باكستان بشكل مطرد في عهد الرئيس باراك أوباما حتي وصلت إلي ذروتها ب122 ضربة في عام 2010. ثم بدأت الضربات في الانخفاض عام 2012، الا أنها ارتفعت في اليمن، وخصوصاً عندما بدأت إدارة أوباما استخدام هذه الطائرات بدون لدعم الحكومة اليمنية في معاركها ضد تنظيم القاعدة. وأضاف التقرير أن الطائرات بدون طيار قتلت 35 شخصاً علي الأقل من متشددي القاعدة في اليمن من بينهم أنور العولقي وفهد القوص الذي كان يشتبه في تورطه في تفجير المدمرة «يو إس إس كول» بعدن. وفي عام 2013 بلغت الغارات ذروتها وانتشرت حوادث قتل الضحايا المدنيين وأشهرها حادثة مقتل 15 شخصاً اثناء توجههم لحضور حفل زفاف.وقد بدأت الغارات الأمريكية بدون طيار في الإختفاء تدريجيا في باكستان مع بداية هذا العام نتيجة الانتقادات التي وجهت للرئيس أوباما بعد سقوط كثير من المدنيين ومن بينهم 4 أمريكيين بينما ارتفعت عدد الغارات الأمريكية في العراقوسوريا واليمن. تقرير للكونجرس وحول صناعة الطائرات بدون طيار في العالم فان الولاياتالمتحدة هي صاحبة السبق في صناعة هذا النوع من الطائرات ووافقت إدارة الطيران الفيدرالية علي استخدامها لاغراض الامن داخل أمريكا منذ عام 1990. و في عام 2000 تطور الأمر فصارت الطائرات بدون طيار لا ينتجها إلا ثلاث دول هي أمريكاوبريطانيا وإسرائيل.وفي عام 2010 كشفت الصين عن مفاجأة طرح 25 موديلا جديدا من الطائرات بدون طيار. وكشف تقرير للكونجرس عن أن هناك ما يقرب من 76 دولة تعمل علي تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات بدون طيار ومن هذه الدول مصر وتونس والجزائر وسوريا والإمارات العربية المتحدةوإيران. كما استخدمت بريطانيا الطائرات بدون طيار في عملياتها العسكرية في العراقوأفغانستان منذ عام 2007 والتي اشترت معظمها من شركة ابيت الإسرائيلية.وهناك استخدامان للطائرات بدون طيار في الحروب الأول للتجسس وجمع المعلومات والثاني في العمليات العسكرية وقد انتشرت حوادث إسقاط طائرات التجسس بدون طيار في الآونة الأخيرة من قبل إيران التي اسقطت طائرة إسرائيلية بالقرب من احد مفاعلاتها النووية . من ناحية اخري فقد استخدم المسلحون الليبيون المعارضون للقذافي طائرات بدون طيار عام 2011 لمراقبة كتائب القذافي. كما اسقطت اسرائيل عدة طائرات قادمة من هضبة الجولان السورية وقطاع غزة أثناء الحرب بينما استخدم حزب الله الطائرات بدون طيار في شن غارات علي مواقع لجبهة النصرة علي الحدود اللبنانية السورية. وشنت أمريكا معظم غاراتها علي تنظيم داعش في سورياوالعراق عبر طائرات بدون طيار. ومنذ سنوات أصدرت منظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية تقارير تدين إستخدام الطائرات بدون طيار في قتل المدنيين واعتبرت أن هذا الفعل يمثل انتهاكا لكل المواثيق الدولية ويعد جريمة حرب ورغم ذلك لم تتوقف الغارات الأمريكية عن قتل الأبرياء بل أزدادت شراسة وأصبحت تضرب في كل مكان دون رادع وبدأت حربا عالمية من نوع جديد لا تحكمها قوانين ودخلتها اليوم أطراف عديدة ولا يعرف أحد كيف يمكن وقف تفشي هذا الفيروس الفتاك ولا عزاء للإنسانية.