كان خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي في الأممالمتحدة هو الأكسير الذي أعاد الروح لجسد الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي فأبدع يومياته رغم المرض صباح كل أربعاء أتواصل مع الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي فهو اليوم المخصص ليرسل لي يومياته التي تنشر صباح الأحد في كل أسبوع يظل يتابعني للتأكد من وصولها ثم جمعها ثم يراجعها كلمة كلمة معي وفي الأسبوع الماضي تعرض شاعرنا لازمة صحية كبيرة تركت آثارها عليه ندعو الله عز وجل أن يتجاوزها بعد أن وصل حال رئته إلي درجة الخطورة وهو ما حذره الاطباء منها هنا وفي باريس، وفاجأني الأبنودي صباح الثلاثاء بانه سيعتذر عن كتابة اليوميات وإنه سيرسل خطابا لياسر رزق رئيس التحرير ورئيس مجلس الادارة الذي نجح في أن يعيد الشاعر الكبير لقرائه وارسل بالفعل يعتذر مؤكدا ان السبب هو عدم قدرته علي الكتابة لظروفه الصحية الحرجة وهم زميلي محمد درويش المسئول عن صفحات الرأي بكتابة الاعتذار لينشر صباح الأحد اليوم المخصص ليوميات الأبنودي بصوته وللحقيقة كنت انا ودرويش ومعنا رئيس التحرير عبر التليفون في نيويورك، في حالة حزن لأن الأبنودي قيمة كبري يعز علينا حتي ولو كان المرض هو السبب ألا نري يومياته صباح الأحد من كل أسبوع علي صفحات «الأخبار».. استسلمنا للأمر الواقع فمتابعتي لحالة الخال من خلال أحاديثي اليومية معه تليفونيا أو زياراتي الدائمة له تجعلني أؤكد انه لما يتوقف عن الكتابة شعراً أو حتي اليوميات فهو إذن في حالة صحية غير عادية ووصل به الحد إلي أن يقول في كل ردوده لا علاج الرئة في حالة توقف. هذه هي حالته الصحية ولكن الذين يعرفون الخال وقريبون منه يعرفون له اكسيرا يرد فيه الروح تماما وينفصل جسد الأبنودي المنهك عن الأبنودي الشاعر والكاتب وهو ما فاجأني به بعد أن شاهد وسمع ورأي وانفعل كمثل كل المصريين بخطاب الرئيس السيسي في الأممالمتحدة بمجرد انتهاء الخطاب سارع الابنودي بالاتصال بي كعادته وهو يردد ايه العظمة دي ده حاجة وحالة يفتخر بها كل مصري ياتري من كتب له هذا الخطاب التاريخي العظيم ووعدته بالسؤال وتناقشنا وكنت علي يقين انه سوف يحول احساسه بالخطاب إلي يوميات كما عرضت عليه وفي صباح الخميس جاءني صوته مختلفا عن صوته صباح الثلاثاء حيث كان الاعتذار ردت فيه روح الحماسة وارسل لي اليوميات التي سهر الليل لكتابتها في حالة الانفعال الكامل بالخطاب وهي اليوميات التي ظهرت يوم الاحد الماضي. خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي أعاد لنا الأبنودي بأكسير الحياة لمحبيه تماما كما عاش الابنودي علي الملاحم الكبري بداية من بناء السد العالي ومرورا بحروب 67 والاستنزاف لقد سارت كلمات الرئيس كالدواء الشافي في جسده الواهن المنهك فعاد لنشاطه الذهني والفكري رغم كل الضعف الجسدي الرهيب الذي أدرك تماما معاناته منه فهو لا يعرف الشكوي إلا إذا كان فعلا متعباً ومريضا. لقد كانت كلمات الرئيس السيسي علي مدي 16 دقيقة هي عمر خطابه أمام الأممالمتحدة اكسير حياة للخال لأنها ببساطة كانت تعبيرا عن صوت كل مصري ومصرية تماما كما كان الابنودي تعبيرا بشعره عنهم علي مر السنوات من كل عمره لقد كان المصريون بنضالهم الشعلة التي ألهبت حماس الخال فأبدع كل ما أبدع من قصائد واغان ومواويل. كل الشكر للرئيس الذي كان صوت مصر القوي وشكرا لخطابه الذي أعاد لنا الابنودي بعد اعتذاره وكم اتمني ان تكون كل ايامنا كذلك اليوم المشهود لمصر في الأممالمتحدة حتي لا يغيب عنا قلم وشعر الأبنودي أطال الله في عمره. ألف سلامة عليك يا خال.