الامن الرسمي مفقود فى المنطقة الصناعية مصانع اكتوبر تحت سطو ة البدو عصابات مسلحة سيطرت علي معظم المناطق الصناعية في المدن الجديدة وتستخدم السلاح في فرض مايسمي « الغفرة « وهي اتاوات شهرية علي اصحاب المصانع والشركات بدعوي حماية منشآتهم. ومن يرفض فالرد قوي وجاهز يتمثل في سرقة مصنعه او متجره. ولم يقف الامر عند هذا الحد بل امتد ليشمل اصحاب المنازل النائية فكل صاحب منزل مطالب بأن يدفع حق حمايته فإذا لم يدفع المبلغ المطلوب منه يصبح مهددا بحرق أو سرقة محتويات منزله وعندما أصر أفراد هذه العصابات: لماذا تفعلون ذلك ؟؟ تجد الاجابة الصادمة : نحن نحمي ارض اجدادنا وهذه «الغفرة» مقابل حماية مصانعكم ومنازلكم. وصل الحال الي انهم يحددون قيمة الغفرة بمساحة المنزل او المصنع فالاتاوات تبدأ من 500 جنيه حتي 1000 جنيه.. انها «دولة العربان « التي اصبحت خطرا يهدد مستثمري وساكني المدن الجديدة فالمستثمر الذي يريد بناء مصنعه لا بد ان يشتري مواد البناء من «طوب « واسمنت «وزلط « من خلالهم واذا اشتري من غيرهم يقومون بسرقة هذه المواد واحيانا بحرقها اما المواطن الذي يقوم بتشييد منزله فيطلبون منه مبلغا لحمايته تحت شعار «عايزين نشرب شاي «!! «الاخبار» انتقلت الي مدينة 6 اكتوبر لرصد المشكلة من خلال لقاءات مع بعض اصحاب المصانع واستطلعت آراء خبراء الامن والقانون حول هذه الظاهرة الخطيرة واخيرا تحدثنا مع العربان لتفسير مايفعلون. والتفاصيل في السطور التالية.. في البداية يؤكد علي سعيد صاحب مصنع بالمنطقة الصناعية بمدينة 6 اكتوبر، ان الاعراب يفرضون سطوتهم علي المنطقة بسبب عدم التواجد الأمني، ويفرضون اتاوات علي اصحاب المصانع، وأضاف ان رجال الشرطة لا يتواجدون تقريبا في المنطقة ناهيك عن ان هؤلاء العرب مسلحون باسلحة آلية، وأشار الي انه يقوم بدفع اتاوة شهرية قدرها 500 جنيه كغفرة الي العرب الموجودين بالمنطقة حتي يضمن استمرار عمل مصنعه مضيفا ان الأعراب يفرضون سطوتهم لتوريد مواد البناء والمياه ويرفضون تواجد أي أشخاص آخرين غيرهم ويبيعون هذه المواد باسعار مرتفعة جدا وعلي اصحاب المصانع ان يقبلوا تلك الاسعار لانه في حالة رفض دفع الاتاوة او شراء مواد البناء منهم يقومون بحرق المصنع فورا او سرقة محتوياته وبعد ذلك يقوم صاحب المصنع بالاتصال معهم مرة اخري من اجل اعادة هذه المسروقات ويدفع مبلغ يصل الي نصف قيمة المواد المسروقة علي سبيل الفدية بالاضافة الي انه يلتزم امامهم بدفع الغفرة الشهرية. ويطالب اللواء كمال الدالي مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة بضرورة وجود دورية متنقلة حتي يشعر اصحاب المصانع بالامان بالاضافة الي اصدار تعليمات الي ضباط المباحث بالاهتمام ببلاغات اصحاب المصانع ضد الاعراب في حالة السطو او طلب اتاوات مشيرا الي ان استمرار فرض الاعراب لسطوتهم علي هذه المناطق يهدد استمرار اصحاب المصانع في الاستثمار لان سطوتهم تعوق سير العمل وهو ما يهدد المصانع بالاغلاق تماما خوفا من بطش تلك العصابات المسلحة التي تتعامل بالسلاح في كل وقت ولا عزاء للشرطة. وصمة عار ويشير المهندس يسري السعدني صاحب مصنع بالمنطقة الصناعية بمدينة 6 اكتوبر ان الاعراب اقاموا دولة للبلطجة في المنطقة الصناعية بالمدينة حيث انتشرت البلطجة في شوارع المنطقة واصبح الاعراب يتحركون بكل حرية مستخدمين اسلحتهم في ارهاب اصحاب المصانع مضيفا ان من يرفض دفع الاتاوة « او ما يطلقون عليها «الغفرة» يتعرض مصنعه للسرقات وربما يتعرض هو شخصيا للتثبيت والخطف وهذا يعد وصمة عار في جبين الأمن. ويضيف أنه بدأ يشعر بحالة من الخوف الحقيقي علي حياته وأمواله ومعيشته حتي أصبحت شرعية البلطجة أكثر قوة وتأثيراً من تواجد الداخلية، ويضيف انه بالنظر إلي الأحداث الجارية نجد أن دولة الاعراب امتدت لكل محافظات مصر من شمالها لجنوبها ومن شرقها إلي غربها لكن خطورتها تزداد في المدن الجديدة والضواحي والمناطق العشوائية وأصبح الأمر يتطلب وقفة حازمة شعبية وقانونية وامنية ضد هؤلاء الاعراب للقضاء عليهم ووقف استغلالهم للمستثمرين والمواطنين اعرابي يدافع اثناء مغادرتنا منطقة المصانع التقينا احد افراد الاعراب ويدعي الشيخ فارس حيث قال ان «الغفرة» التي يفرضها الاعراب علي اصحاب المصانع ليست إتاوة ولكن هي مبلغ يدفعه اصحاب المصانع من اجل حمايتهم لهم مشيرا الي ان البدو الموجودين باكتوبر ينقسمون الي نوعين: الأول هو عرب الغرب الذين يحمون المصانع والشركات والمنازل مقابل مبلغ من المال ويؤكد ان هؤلاء ليسوا بلطجية لكنهم يقومون بدور الداخلية في الحماية أما النوع الثاني عرب الشرق وهم الذين يقومون بالسرقة والبلطجة والحرق في المنطقة. ويضيف فارس ان عرب الغرب أثبتوا قدرتهم علي تأمين بعض المنشآت وتحديدا في أحداث ثورة 25 يناير مؤكدا أن مجموعة من المولات الكبيرة، استعانت بهم من اجل حمايتها وبالفعل لم يتعرض اي مول تجاري بمنطقة اكتوبر للهجوم ، علي عكس «المولات» التجارية الشهيرة التي تمت سرقة محتوياتها في احداث الثورة بالقاهرة. المواجهة بحزم بينما يؤكد اللواء محمد نور الدين مساعد اول وزير الداخلية الاسبق ان مشكلة الاعراب الذين يهددون ساكني المناطق الجديدة تحتاج الي وقفة جادة من وزارة الداخلية حتي يتم مواجهة تلك العناصر بحسم من اجل القضاء علي فرض الاتاوات التي تعيدنا الي زمن البلطجية في رواية الحرافيش للأديب الكبير نجيب محفوظ، ويشير الي أنه ينبغي علي الاقسام والافرع بداية من الامن العام والأمن المركزي تنشيط ضباطها في جمع معلومات حول اماكن تمركز هؤلاء الأعراب ونوعية السلاح المستخدم مضيفا أنه علي أجهزة الامن الانتقال فورا إلي مكان اي بلاغ لمعاينة الحادث والوقوف علي كل مجريات الجريمة كما يجب علي وزارة الداخلية البدء في تطهير كافة المناطق التي يتمركزون بها. ويطالب اللواء نور الدين بضرورة التواجد الأمني المكثف في الشوارع والطرق المختلفة التي يسيطر فيها الاعراب ويفرضون اتاوات وذلك عن طريق زيادة أعداد الأكمنة الأمنية خاصة في مناطق الضواحي مثل حلوان والرحاب والسويس و6 أكتوبر والدائري والزراعي والصحراوي، والاهتمام بالتواجد المكثف للدوريات المتحركة علي أن يكون لكل سيارة دورية دائرة أو منطقة يجري تأمينها بالكامل وأن تكون هذه الدورية مؤلفة من عناصر مختلفة من الضباط وتتجول في شوارع المنطقة الصناعية بدءاً من أولي ساعات الغروب للشروق حتي يمكننا أن نجد سيارة نجدة أو كمين شرطة علي بعد أقصاه 2 كيلو متر. ويطالب اصحاب المصانع والشركات بتشكيل لجان شعبية لتحقيق التعاون الأمني من خلال مساعدة المواطنين لأفراد الشرطة مع تعزيز أدوار ومهام رجال الشرطة حتي يمكن استرداد هيبة الشرطة والقضاء علي هذه الظاهرة التي تهدد مستثمري مصر.