حوار بين الباعة الجائلين وضباط الشرطة تجمعات غاضبة أمام دار القضاء والحكومة مصممة علي تنفيذ القانون حالة من الغضب والاستياء الشديد شهدتها امس منطقة مول الترجمان بعد رفض مئات الباعة الجائلين نقلهم الي منطقة السوق التي قررت محافظة القاهرة مؤخرا تخصيصها للباعة الجائلين المنتشرين في وسط البلد ومنطقة الاسعاف وشارع 26 يوليو.. محافظة القاهرة ومديرية أمن القاهرة تحاول احتواء الموقف واقناع الباعة بالانتقال الي المكان الجديد ولكن دون جدوي في ظل الرفض الشديد من قبل الباعة بسبب ان المكان الجديد بعيد وغير معروف للزبائن الذين تعودوا علي اماكن تواجدهم في وسط القاهرة وفي نفس الوقت اكد الباعة ان سيادة دولة القانون فوق الجميع ولكن علي الحكومة ان تراعي ان «فرشتهم» هي مصدر رزقهم الوحيد لاطعام اطفالهم الصغار وانهم كانوا يبيعون ب50 او 60 جنيها في اليوم ويخشون الفشل في البيع.. وجاء الرد سريعا حيث أكد الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ القاهرة انه سوف يتم ربط منطقة جراج الترجمان بخطوط مواصلات وسرفيس خاصة تربط السوق بمناطق متعددة لسهولة وصول المواطنين الي السوق دعماً للباعة وتعد هذه التجربة تجربة رائدة حيث يمكن تعميمها في مناطق المحافظة الاربع والمحافظات الاخري التي تعاني من نفس المشكلة مثلما حدث بعد نقل سوق روض الفرج للخضر والفواكه الي العبور وأصبح من اكبر الاسواق في مصر أيضا تجربة نقل الحرف المقلقة للراحة إلي مدينة الحرفيين وكذلك تجميع باعة الملابس المستعملة والأقمشة بوكالة البلح ونقل سوق غزة إلي الزاوية الحمراء كلها كانت تجارب ناجحة وازداد الاقبال عليها بعد ان وفرت الاجهزة المعنية خطوط المواصلات والخدمات والمرافق التي تشكل اهم مقومات النجاح لأي مشروع مخطط بشكل جيد. تسجيل البيانات ومن ناحية اخري استمر امس موظفو المحافظة في تسجيل بيانات الباعة الجائلين من واقع بطاقة الرقم القومي وتسليمهم كارنيهات الحي لاستلام مواقعهم الجديدة ولكن ذلك تم علي الورق فقط حيث تم حصر اكثر من 700 بائع لاستلام مواقعهم ولكن لم يستلم منهم مكانه في الترجمان سوي 5 او 10 بائعا فقط حتي الآن فقد قام الباعة باستلام الكارنيهات كإثبات حالة ولن ينتقلوا في تصرف اصاب الشرطة وموظفي المحافظة بالحيرة بعد تأكيد مئات الباعة علي عدم موافقتهم علي هذا الاجراء مما ينذر بحدوث ازمة بين الباعة والشرطة في اي لحظة وهو ما حدث بالفعل صباح امس في منطقة 26 يوليو وبولاق بسبب ازالة الشرطة للاشغالات بالقوة مما تسبب في قيام عدد منهم بقطع الطريق امام دار القضاء العالي مما دفع الاجهزة الامنية الي عمل كردون امام البوابة الرئيسية لمحكمة النقض. في تصعيد ليس الاول في منطقة الترجمان تظاهر امس عشرات الباعة للتأكيد علي رفضهم قرار النقل للترجمان ورددوا هتافات 1-2 المحافظ فين 1-2 رئيس الحي فين؟ مطالبين المحافظ ورئيس الحي بتسكينهم في اماكن مناسبة والتواجد في جراج الترجمان مع الباعة طوال اليوم حتي يشاهدوا علي الطبيعة ما اسموه (وقف الحال) الذي يعانون منه مؤكدين انه مر علي تسكينهم في الاماكن الجديدة 48 ساعة لم يأت لهم زبون واحد.. كما طالب الباعة الجائلون محافظ القاهرة ومدير الامن بتخصيص ارض الجراج القديم القريبة من ميدان التحرير لهم بعد ان ابدوا موافقتهم الانتقال الي هذا المكان بدلا من منطقة جراج الترجمان التي وصفها الباعة بالمنطقة المعزولة عن العالم الخارجي.. تواجد أمني كما تواجدت امس قيادات مديرية امن القاهرة في جراج الترجمان علي رأسهم اللواءان حمدي مجاهد نائب مدير الامن لقطاع الشمال وابراهيم بقطر مساعد فرقة الزيتون واكدوا تواجدهم في منطقة الترجمان امس منذ الساعات الاولي للصباح بناء علي تعليمات اللواء محمد ابراهيم وزير الداخلية واللواء علي الدمرداش مدير الامن لتسكين الباعة الجائلين وتسهيل عملية تسجيل البيانات وحصول كل بائع علي موقع يضع فيه بضاعته مشيرين ان القانون فوق الجميع والحكومة مستمرة في ازالة الاشغالات من وسط القاهرة. التقت «الأخبار» مع رمضان احمد سلطان 53 سنة بائع احذية بعد استلام موقعه الجديد في سوق الترجمان والذي اكد ان هذا المكان افضل من الوقوف في الشارع وتعطيل حركة المرور وانه في انتظار الزبائن بعد ان قام بفرش بضائعه في المكان المخصص له وقال ان اول زبون اشتري «شبشب» ب50 جنيها كان نائب محافظ القاهرة صباح اول امس مرددا الرزق علي الله وكل شيء في بدايته صعب ولكن اذا تعود الزبون علي هذا المكان سيكون سوق الترجمان من اشهر اسواق السلع الشعبية علي مستوي العالم ولكن المشكلة اذا هرب الزبون نظرا لبعد المكان عن المناطق الحيوية بوسط البلد فهذه هي المشكلة الحقيقية التي ستواجه الحكومة والباعة في نفس الوقت. و لليوم الثاني علي التوالي واصلت محافظة القاهرة بالتنسيق مع قوات الامن ازالة اشغالات الباعة الجائلين بمنطقة وسط البلد تنفيذا لقرار د. جلال السعيد محافظ القاهرة بنقل الباعة الي جراج الترجمان المكان المؤقت الي حين الانتهاء من من بناء سوق وابور التلج وهي المرحلة الثانية شملت مناطق 26 يوليو وكورنيش النيل « الأخبار» قامت بجولة بميدان الاسعاف وشارعي طلعت حرب و26 يوليو لرصد عملية نقل وازالة إشغالات الباعة الجائلين حيث تحولت الي ثكنات شرطية وعسكرية لضمان عدم عودة الباعة مرة أخري كما سادت حالة من السيولة المرورية لم تشهدها الشوارع منذ ان احتل الباعة نهر الطريق.. بدأت الجولة بمنطقة الاسعاف حيث اصطفت سيارات الامن المركزي علي جانبي الطريق بالتعاون مع قوات الجيش وقامت شرطة المرافق بإشراف العقيد أيمن الحباط بإزالة كافة الخيام الموجودة أعلي الارصفة بعد فصل الكهرباء عنها كما قام عمال النظافة بإزالة مخالفات ما تبقت من الباعة والاخشاب والحواجز الحديدية من أمام محطة مترو جمال عبد الناصر.. وبعد ذلك انتقلنا الي شارع 26 يوليو لنجد قوات الامن أغلقت الشارع من الاتجاهين مما أصاب شارع الجلاء بحالة من التكدس المروري مما جعل سائقي السيارات يفرون الي الشوارع الجانبية وقامت شرطة المرافق بالتعاون مع شرطة الكهرباء بمساعدة أهالي بولاق أبو العلا في تحطيم وإزالة كافة الحوائط والاستندات الموجودة بنهرالطريق بشارع 26 يوليو مستخدمين لودر كبير لازالة الحواجز الخرسانية التي بناها الباعة أسفل كوبري 15 مايو ووجدنا الاهالي يساعدون قوات الامن في إزالة الاشعالات وتقديم المياه والمشروبات الباردة للقوات. هروب للشوارع الجانبية ومن جانبهم هرب البعض من الباعة الجائلين الي الشوارع الجانبية بالشارع وقاموا بفرش بضائعهم في تحد وتجاهل تام لقوات الامن ولقرار المحافظ. وبعد ذلك اتجهنا الي شارع طلعت حرب المرتع الخصب لنشاط وتجمع الباعة الجائلين حيث قامت عدسة «الاخبار» برصد تواجد قوات الامن المركزي بالتعاون مع قوات الجيش علي جانبي الشارع وكذلك سيارات مكافحة الشغب للتصدي لاي محاولات من قبل الباعة الجائلين للعودة الي الشارع وفرش بضائعهم من جديد.. استمعنا الي آراء المواطنين وأصحاب المحلات بشارع طلعت حرب حيث عبروا عن سعادتهم بالخطوة الجادة التي قامت بها أجهزة الدولة ومن التواجد الامني المكثف من قبل قوات الجيش والشرطة حيث أكدوا أن شارع طلعت حرب ولاول مرة أصبح خاليا تماماً من الباعة الجائلين الذين قد افترشوا الارصفة وتعدوا علي اصحاب المحلات بخلاف ما نتج عن تواجدهم من عمليات تحرش ووصفوا ما حدث بأنه ..«خطوة عظيمة..ولكن الاهم عدم عودتهم» علي حد قول هاني احمد صاحب محل احذية والذي اكد ان المنظر العام للشارع اصبح حضاريا بعد ان شهد الشارع العديد من المشاجرات بين الباعة الجائلين بخلاف ان البعض منهم اتخذ من الارصفة مكانا ثابتا لتعاطي المخدرات..ويري هاني ان المحافظة لم تعامل الباعة بقسوة بل اعطت اهم محلات وهذا الامر يكفي. ومن جانبه اكد اللواء محمد ايمن عبد التواب نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية ومسئول ملف نقل الباعة الجائلين الي جراج الترجمان ان حملات ازالة الاشغالات ونقل الباعة مستمرة حتي تستعيد العاصمة وجهها الحضاري مضيفا ان المرحلة الثانية لنقل الباعة تشمل شارع 26 يوليو بدأت من منطقة الاسعاف حتي كورنيش النيل وهذه المنطقة تضم اكثر من 650بائعا سينضمون الي طابور الباعة داخل جراج الترجمان ليصل عدد الباعة التي تم نقهلم حتي الآن 2000بائع متجول.. وطالب جميع الباعة الجائلين اعلاء المصلحة العليا علي المطالب الفئوية وقال من يخالف قرار النقل فسيعرض نفسه للقانون مضيفا أن المحافظة لم تدخر جهداّ في إيجاد حلول مؤقتة وأخري دائمة تتكلف ملايين الجنيهات للتأكيد علي حرصها علي كل فئة من فئات المجتمع بما لايضر بمصالح الغالبية العظمي من أبناء القاهرة رفع الكفاءة واشار انه تم تخطيط مساحات اخري داخل جراج الترجمان لاستيعاب الاعداد القادمة والتي لم تسجل اسماءها في الاحياء خلال المرحلة الماضية.. واشار انه تم تجهيز موقع الباعة بالترجمان من حيث رفع كفاءته بالرصف والاضاءة وتزويده بدورات مياه حديثة ونطاق للشرطة والاطفاء والتعاقد مع شركات أمن ونظافة لخدمة الرواد والبائعين وردا علي تصريحات نقيب الباعة الجائلين بان الاماكن المخصصة للباعة بالترجمان لاتكفي اعدادهم الحقيقية وان الحصر غير عادل قال عبدالتواب: ان حصر عدد الباعة الجائلين تم بالاتفاق مع الاحياء وشرطة المرافق ونقابة الباعة الجائلين، وان جراج الترجمان يستوعب اكثر من 2000 بائع مشيرا الي أن اعتراض نقيب الباعة الجائلين علي نقل الباعة الي الجراج هدفه تحريض البائعين لعدم دخول الترجمان فقط.. كما صرح اللواء علي الدمرداش مساعد وزير الداخلية مدير امن القاهرة بأن خدمات الشرطة مستمرة خلال 24 ساعة وحذر كل بائع تسول له نفسه مخالفة القانون من التعامل معه بكل حزم وفي ضوء ماخوله القانون وسيتم تقديمه فورا للنيابة.
