علامات البؤس والتشرد تبدو على وجوه نازحين عراقيين فارين من « داعش» الى مدينة السليمانية شمال العراق ألقت طائرات عسكرية أمريكية مساعدات غذائية لليوم الثاني علي التوالي علي آلاف من الإيزيديين والمسيحيين الذين اضطروا للنزوح والاختباء في الجبال بسبب استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية علي مزيد من الأراضي شمال العراق. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان حالة من الفرح عمت أربيل وكركوك كما ارتفعت معنويات مقاتلي البشمركة في أعقاب توجيه طائرات أمريكية ضربتين جويتين لمواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية الذي أضحي يهدد إقليم كردستان. واكدت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان قرار الرئيس باراك اوباما شن غارات ضد داعش في العراق لا يمكن الطعن فيه قانونيا لان الضربات جرت بطلب من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. يأتي ذلك فيما أعلن البيت الأبيض أن أوباما لم يحدد موعداً لإنهاء هذه العملية العسكرية مستبعداً "مشاركة الولاياتالمتحدة في نزاع عسكري طويل"، ومستبعداً تماماً إرسال قوات علي الأرض.وحول الأسباب التي دفعت أوباما إلي التدخل في العراق وعدم التدخل في سوريا، اعتبر المتحدث باسم البيت الابيض جوش إيرنست أن الوضعين مختلفان، مشدداً علي أن الجيش الأمريكي "لبي طلب الحكومة العراقية".وأضاف ان "الأمر الثاني هوأن الجيش والمخابرات الامريكيين لديهما رؤية واضحة حول الوضع الميداني في العراق".وكانت طائرات أمريكية قد قصفت امس الاول مواقع لمقاتلي داعش في العراق للمرة الأولي منذ انسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد عام 2011، ما يمكن أن يشكل نقطة تحول في أزمة مستمرة منذ شهرين بعد سيطرة المسلحين علي مناطق في شمال العراق وتهجير أعداد كبيرة من المسيحيين والأيزيديين. من جانبه، حث نائب الرئيس الامريكي جوبايدن الرئيس العراقي فؤاد معصوم علي سرعة تشكيل حكومة جديدة مؤكدا التزام الولاياتالمتحدة بدعم العراق في مواجهة التحديات الأمنية.وصرح مسئول أمريكي بأن الحكومة العراقية في بغداد سلمت طائرة محملة بالذخيرة لأربيل عاصمة إقليم كردستان العراقي شبه المستقل في خطوة غير مسبوقة من التعاون العسكري بين القوات الكردية والعراقية.واعتبر رئيس اركان الجيش العراقي بابكر زيباري ان القصف الامريكي سيسمح "بتغييرات كبيرة خلال الساعات القادمة" علي الارض مضيفا انه تم "تشكيل غرفة عمليات تجمع ضباطا من الجيش العراقي والبشمركة الكردية وخبراء من القوات الامريكية، لتحديد الاهداف وتطهير المناطق بمشاركة طيران الجيش" العراقي.من جهة اخري، حذر الزعيم العراقي الشيعي مقتدي الصدر من ان مسلحي داعش اصبحوا مستعدين لمهاجمة العاصمة العراقية وتعهد بتعبئة انصاره للدفاع عن بغداد. وانضمت عدة شركات طيران إلي قائمة الشركات التي أعلنت وقف رحلاتها إلي شمال العراق بسبب تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة، في الوقت الذي دعت فيه وزارة الخارجية البريطانية رعاياها إلي مغادرة إقليم "كردستان" فوراً.وأعلنت سلطات الطيران المدني الأمريكية حظر تحليق الطائرات التجارية الأمريكية في كل الأجواء العراقية. كما أعلنت شركة الخطوط الجوية التركية وقف جميع رحلاتها إلي إربيل "حتي إشعار آخر".